الجمعة، 7 سبتمبر 2018

فضاء الإحتمالات - فاديم زيلاند


في كتابه ” فضاء اﻹحتمالات ، يسألنا فاديم زيلاند عن ماهية الواقع الذي يعتبره ذو وجهين :
.
شكل مادي ملموس و منطقي !
.
و آخر غير مادي حيث لا تعمل قوانين الفيزياء .
.
ويتساءل ألا يمكن أن نجمع بين المفهومين ؟
.
الغريب أن هذا الكون يواصل لعبة الغميضة مع العلماء دون أن يصرح عن ماهيته، و يتفق مع كل اﻹجتهادات .
.
مثلا :
.
إذا أعتبرنا الكون مكون من جزئيات مادية، فهناك تجارب تؤكد ذلك، و إذا اعتبرنا أن هذه الجزئية ليست مادة بل موجة أو طاقة ، فالكون يوافقنا و ستكلل التجارب بالنجاح .
.
مم تتكون أيها الكون ؟ مادة أم طاقة ؟
.
العلماء يجادلون بعضهم، يترافعون مدافعين كل عن رأيه و قناعاته و يجيب الكون بكل وضوح : كل النظريات صحيحة !
.



العقل ليس بمقدوره خلق شئ جديد ..
إنه يستطيع فقط تجميع شكل جديد لمنزل باستعمال طوب قديم !!
.
كل اﻹكتشافات العلمية و التحف الفنية حصل عليها العقل عن طريق الروح


التي لها حق الولوج الى داخله .

نستنتج أن العالم ينعكس كالمرآة !!
.
كل ما تفكر فيه وتريده فهو ما تحصل عليه ~
.
لا يجب البحث عن الحقيقة المطلقة من خلال وجه واحد لعالم له أوجه كثيرة لتشكيل الواقع، لنسلم فقط بأن الواقع كالمرآة له وجه مادي وآخر غير مادي ~
.
و هذا كنه الجدال العلمي و الفلسفي في العالم .
.
و من وجهة نظر الترانسيرفنغ، حقيقة الواقع يجب البحث عنها في خطوط التماس بين وجهي هذا الواقع ..
.
هذه المنطقة المرنة الممططة و اﻷشبه بحلم حيث يمكن ليس فقط فهم حقيقة الواقع بل وأيضا توجيهه .
.
ثانياً ما هو فضاء اﻹحتمالات ؟
.
بإمكاننا أن نتصور أن التاريخ بكل ما سجل من أحداث مضت و الحاضر بكل تشكلاته اﻵنية و المستقبل بكل ترقباتنا، آمالنا و تخوفاتنا.. كل ذلك مسجل في فضاء اﻹحتمالات !!
.
فضاء لا متناهي يتواجد فيه الماضي، الحاضر و المستقبل ليس فقط الذي يتشكل فنعيشه عبر خطوط الحياة !
.
و لكن كذلك، كل ما لم يحدث في الماضي و لن يحدث في المستقبل ~
.
فضاء مسجل فيه جميع السيناريوهات واقعية أو متخيلة للماضي، الحاضر و المستقبل ~
.
الواقع الذي يتجسد و نعيشه يمكن وصفه بشكل تقريبي عبر هذه اﻷمثلة :
.
وسط غابة كثيفة وحالكة الظلمة تمشي حاملاً قنديلاً منيراً .. يمكن أعتبار مساحة الضوء .. تجسيد لواقعك و حياتك داخل فضاء اﻹحتمالات الذي نشبهه بالغابة .
.
مثال آخر:
.
يسبب زلزال في المحيط موجة تسونامي .. المحيط هو فضاء اﻹحتمالات ..
الموجة تجسيد و تشكيل للواقع .
.
فضاء اﻹحتمالات بنية معلوماتية ضخمة يتواجد فيها عدد لا نهائي من اﻹحتمالات، كل احتمال يتكون من سيناريو وديكور ، و الزمن يتحرك فقط عبر خطوط الحياة المجسدة من داخل فضاء اﻹحتمالات !
.
اﻹستيعاب اﻹنساني مكون بأن يفهم الزمن كحركة بينما الزمن ما هو إلا وهم !!!
.
الزمن يتحقق كحركة إطار في شريط سينمائي، كل السيناريوهات والديكورات محتفظ بها بشكل إطار في فضاء اﻹحتمالات مثل إطار داخل شريط سينمائي .
.
كل حدث في عالمنا الواقعي هو تجسيد لاحتمال من احتمالات عديدة .
.
العالم المادي يتنقل في فضاء اﻹحتمالات اللامنتهية كما يتنقل اﻹطار في شريط سينمائي و نتيجة لذلك، تتفعل حركة المادة عبر الزمن ~
.
فضاء اﻹحتمالات قاعدة أرشيف ضخمة لا نهائية من اﻷشرطة السينمائية .
.
حول هذا الوجه الخفي للواقع تطرح أسئلة مرتبطة بطبيعة اﻹستيعاب اﻹنساني من قبيل كيف؟ و متى؟ و أين؟ و لماذا ؟
.
فضاء اﻹحتمالات بطبيعته اللامتناهية لا بداية له ولا نهاية ، فهو فضاء لا متناهي ~
وحول سؤال أين يوجد فضاء اﻹحتمالات وكيف يكون كل هذا ممكنا ؟
.
يجيب فاديم زيلاند بأنه من وجهة نظر شكل استيعابنا الثلاثي اﻷبعاد للعالم ، إنه في كل مكان وفي نفس الوقت في لا مكان !!!
.
بمعنى أن يكون في الكون في مكان غير مرئي أو في فنجان قهوتك ، على أية حال، لا يوجد ضمن البعد الثلاثي ولو أن الوصول لهذا الحقل المعلوماتي ممكن مبدئيا !
.
من هذا الحقل بالضبط، نحصل على المعرفة الحسية الرفيعة .
.
.
اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2016 ترانسيرفينج الواقع- فاديم زيلاند