الأربعاء، 6 يوليو 2016

الأهمية المبالغ فيها - فاديم زيلاند



داﺋﻤﺎ ﯾﺤﺪث ﺧﻠﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻮازن )ﻛﻤﯿﺔ زاﺋﺪة أو ﻓﺎﺋﺾ اﺣﺘﻤﺎل  (ﻋﻨﺪ اﻻھﺘﻤﺎم اﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﻓﯿﮫ ﺑﺸﻲء ﻣﺎ ، ﻋﻨﺪ اﻷھﻤﯿﺔ اﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﺑﮭﺎ ﻷي ﺷﻲء ﺗﻌﻤﻞ ﻗﻮى اﻟﺘﻮازن داﺋﻤﺎ ﺿﺪ ﻣﻦ أﺣﺪث ﺧﻠﻼ ﻓﻲ اﻟﺘﻮازن ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺧﻠﻖ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻟﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺪوام  . ھﻨﺎك ﻧﻮﻋﺎن ﻣﻦ اﻷھﻤﯿﺔ ، اﻷھﻤﯿﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ واﻷھﻤﯿﺔ اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ ، ﺗﻜﻮن اﻷھﻤﯿﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺒﺎﻟﻎ اﻟﻔﺮد ﻓﻲ ﺗﻘﯿﯿﻢ ﻣﯿﺰاﺗﮫ أو ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺒﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﺗﻘﯿﯿﻢ ﻋﯿﻮﺑﮫ ، ﻣﺜﻼ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺮى اﻟﻤﺮء ﻧﻔﺴﮫ ﺷﺨﺼﺎ ﻣﮭﻤﺎ ﺟﺪا ، أو أن ﻋﻤﻠﮫ ﻣﮭﻢ ﺟﺪا ، ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻘﯿﯿﻢ اﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﻓﯿﮫ ﻟﻠﺬات أو ﻣﺎ ﯾﺨﺼﮭﺎ ، ﺗﺒﺪأ ﻗﻮى اﻟﺘﻮازن ﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻓﺘﺼﻔﻊ اﻟﻔﺮد ﺻﻔﻌﺎت ﻣﺘﺘﺎﻟﯿﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﮭﮫ ، ﻣﺜﻼ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻤﻦ ﯾﻌﺘﻘﺪ أن ﻋﻤﻠﮫ ﻣﮭﻢ ﺟﺪا ، أن ﯾﺼﺒﺢ ﻋﻤﻠﮫ ﺗﺎﻓﮭﺎ ﻓﻲ ﻧﻈﺮ اﻵﺧﺮﯾﻦ أو أن ﯾﻮاﺟﮫ ﺻﻌﻮﺑﺎت ﻛﺒﯿﺮة ﻓﻲ إﻧﺠﺎزه أو رﺑﻤﺎ ﯾﻔﻘﺪه إﻟﻰ اﻷﺑﺪ ..اﻟﺦ ، وﻟﯿﺲ ھﺬا ﻓﻘﻂ  ، ﻓﮭﻨﺎك وﺟﮫ آﺧﺮ ﻟﻠﻌﻤﻠﺔ ورﺑﻤﺎ أﺳﻮأ ﻣﻦ اﻷول ، وھﻮاﻻھﺘﻤﺎم اﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﻓﯿﮫ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ اﻟﻔﺮد  ﺑﻌﯿﻮﺑﮫ ، أو ﻣﺎ ﯾﺴﻤﻰ ﺑـ ) ﺟﻠﺪ اﻟﺬات ( ﺑﺤﺴﺐ ﻣﺼﻄﻠﺤﺎت ﻋﻠﻢ اﻟﻨﻔﺲ ، وﻻ ﯾﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎرف أن اﻟﻮاﻗﻊ ﺗﺤﺖ وﻃﺄة ﺟﻠﺪ اﻟﺬات ﯾﻌﯿﺶ ﺟﺤﯿﻤﺎ ﺣﻘﯿﻘﯿﺎ ، وذﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﻤﻞ ﻗﻮى اﻟﺘﻮازن ﺿﺪه  . وﺗﻜﻮن اﻷھﻤﯿﺔ اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﮭﺘﻢ ﺑﺤﺪث ﻣﺎ أو ﺑﺸﻲء ﻣﺎ ﻓﻲ ھﺬا اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻓﯿﮫ ، اﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﯿﺮة ﺟﺪا ، اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ إن أي ﺷﻲء ﯾﺼﺎدﻓﻚ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻚ ﺷﺨﺺ أو ﺣﺪث ، ﯾﺸﻜﻞ ﻟﻚ ، وﺑﻄﺮﯾﻘﺔ ﻣﺎ ،  أھﻤﯿﺔ ﻣﻌﯿﻨﺔ ، ﻓﺈن ذﻟﻚ ﯾﻌﻨﻲ ﺧﻠﻼ ﻓﻲ اﻟﺘﻮازن ، وﻛﻠﻤﺎ ﺑﺎﻟﻐﺖ ﻓﻲ اﻷھﻤﯿﺔ ﻛﻠﻤﺎ ﻓﻌّﻠﺖ ﺧﻠﻼ ﻓﻲ اﻟﺘﻮازن ، واﺳﺘﺪﻋﯿﺖ ﻗﻮى اﻟﺘﻮازن ﻟﺘﻌﻤﻞ ﺿﺪك ، وإذا ﻛﺎﻧﺖ ھﺬه اﻷھﻤﯿﺔ اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ ﻣﺘﺮاﻓﻘﺔ ﻣﻊ أھﻤﯿﺔ داﺧﻠﯿﺔ ، ﻓﺴﺘﻜﻮن اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻣﻀﺎﻋﻔﺔ ، وﻟﯿﺲ ھﺬا ﻓﻘﻂ ، ﻓﺼﻔﻌﺎت ﻗﻮى اﻟﺘﻮازن ﻟﯿﺴﺖ ھﻲ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ اﻟﻮﺣﯿﺪة ، وﻟﻜﻦ ھﻨﺎك أﯾﻀﺎ ﺑﻨﺪوﻻت ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻟﻠﺘﻐﺬﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻗﺘﻚ ، ﻛﻤﺎ ذﻛﺮ ﺳﺎﺑﻘﺎ ، ﺣﯿﺚ ﯾﻤﻜﻦ اﻋﺘﺒﺎر اﻷھﻤﯿﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﺎﻟﺠﺰرة اﻟﻤﻌﻠﻘﺔ أﻣﺎم ﻋﯿﻨﻲ ﺣﺼﺎن ، ﻓﺒﺎﻋﺘﺒﺎر اﻷھﻤﯿﺔ ﺧﺼﻮﺻﺎ ، ﺗﻘﻮد اﻟﺒﻨﺪوﻻت اﻟﻔﺮد إﻟﻰ إﺑﻘﺎﺋﮫ ﺿﻤﻦ ﻣﺴﺎر ﺣﯿﺎة ﯾﺨﺪم ﻣﺼﺎﻟﺤﮭﺎ ، ﺑﺸﻜﻞ ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ اﻻﻧﻔﻼت ﻣﻨﮫ أﺑﺪا ﻃﺎﻟﻤﺎ أﻧﮫ ﯾﻀﻊ ﻟﻸھﻤﯿﺔ اﻋﺘﺒﺎرا   . اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﻟﯿﺲ ھﻨﺎك اﻟﻤﺰﯾﺪ ﻣﻤﺎ ﯾﻤﻜﻦ ﻗﻮﻟﮫ ﻋﻦ اﻷھﻤﯿﺔ ، ﻓﻠﻮ اﻟﺘﻔﺘﻨﺎ ﺑﺪﻗﺔ ﺳﻨﺠﺪ أن ﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﯿﻞ ﻋﻦ أﺳﺒﺎب إﺣﺪاث ﺧﻠﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻮازن )ﻛﻤﯿﺔ زاﺋﺪة أو ﻓﺎﺋﺾ اﺣﺘﻤﺎل ( ، ﺳﻨﺠﺪه ﯾﻨﺪرج ﺗﺤﺖ ﺑﻨﺪ اﻷھﻤﯿﺔ ، اﻷھﻤﯿﺔ اﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﻓﯿﮭﺎ ھﻲ اﻟﻤﺴﺒﺐ اﻟﺤﺼﺮي ﻟﻜﻞ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﺴﻠﺒﯿﺔ واﻟﺘﻲ ﺑﺪورھﺎ اﻟﻤﺴﺒﺒﺎت اﻟﺤﺼﺮﯾﺔ ﻹﺣﺪاث اﻟﺨﻠﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻮازن )ﻛﻤﯿﺔ زاﺋﺪة أو ﻓﺎﺋﺾ اﺣﺘﻤﺎل ( ، وﻟﯿﺲ ھﺬا ﻓﻘﻂ ﻓﮭﻲ أﯾﻀﺎ اﻟﺴﻼح اﻷﻗﻮى واﻟﺤﺼﺮي ﻓﻲ ﯾﺪ اﻟﺒﻨﺪوﻻت ﻟﺘﻘﻮد ﺑﮫ ﺗﺎﺑﻌﯿﮭﺎ ﻧﺤﻮ ﻣﺎ ﺗﺮﯾﺪ ، اﻷھﻤﯿﺔ ھﻲ ﺑﺸﻜﻞ أو ﺑﺂﺧﺮھﻲ اﻟﺘﻌﻠﻖ ، وھﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﻔﻌّﻞ ﻛﻞ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﺴﻠﺒﯿﺔ ؛ ﻛﺎﻟﺨﻮف ، اﻟﻜﺮاھﯿﺔ ، اﻟﻐﻀﺐ ، اﻟﻐﺮور ، اﻻزدراء ، ﻋﻘﺪة اﻟﺬﻧﺐ  ، ﻋﻘﺪة اﻟﺘﻔﻮق ...اﻟﺦ  . ﺑﮭﺬا ﺗﻜﻮن اﻷھﻤﯿﺔ ھﻲ اﻟﻌﺎﺋﻖ اﻟﻮﺣﯿﺪ واﻟﺤﺼﺮي أﻣﺎم ﺗﺤﻘﯿﻖ أھﺪاف ، وﺑﺤﺴﺐ ﺗﻌﺒﯿﺮ ﻓﺎدﯾﻢ زﯾﻼﻧﺪ ، ﻋﻨﺪ ﻣﺴﺘﻮى اﻷھﻤﯿﺔ ﺻﻔﺮ ﯾﻤﻜﻨﻚ ، ﺣﺮﻓﯿﺎ ، أن ﺗﺨﺘﺎر ﻣﺼﯿﺮك اﻟﺬي ﺗﺮﯾﺪ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﻤﺎ ﺗﺨﺘﺎر ﺳﻠﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﻮﺑﺮ ﻣﺎرﻛﺖ .

ﻣﻦ اﻟﻜﻔﺎح إﻟﻰ اﻟﺘﻮازن - فاديم زيلاند


ھﻞ ھﻨﺎك ﻃﺮﯾﻘﺔ ﻧﺤﺎرب ﺑﮭﺎ ﻗﻮى اﻟﺘﻮازن ؟ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ إﻧﻨﺎ ﻧﺤﺎرب ﻗﻮى اﻟﺘﻮازن ﯾﻮﻣﯿﺎ ، وﻟﻜﻦ ﻛﻤﺎ ھﻮ اﻟﺤﺎل ﻓﻲ اﻟﺒﻨﺪوﻻت ھﻮ أﯾﻀﺎ ﻓﻲ ﻗﻮى اﻟﺘﻮازن ، إن ﻣﺤﺎرﺑﺔ ﻗﻮى اﻟﺘﻮازن ﻟﻦ ﯾﺠﺪي ﻧﻔﻌﺎ أﺑﺪا ، ﻓﮭﻲ ﺳﺘﺒﻘﻰ ﺗﻘﻮم ﺑﻌﻤﻠﮭﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻷﺣﻮال ، وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ ﻛﻠﻤﺎ ﺣﺎوﻟﺖ أن ﺗﺤﺎرب ﻗﻮى اﻟﺘﻮازن ، ﻛﻠﻤﺎ اﺳﺘﺪﻋﯿﺘﮭﺎ ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺿﺪك أﻛﺜﺮ ، اﻟﺤﻞ اﻟﻮﺣﯿﺪ ھﻮ إﻧﮭﺎء أو اﻟﺘﺨﻔﯿﺾ ﻟﺴﺒﺐ اﺳﺘﺪﻋﺎﺋﮭﺎ )اﻟﻜﻤﯿﺔ اﻟﺰاﺋﺪة أو ﻓﺎﺋﺾ اﻻﺣﺘﻤﺎل (  ﺑﻘﺪر اﻹﻣﺎﻛﻦ ، أي ﺑﻤﻌﻨﻰ آﺧﺮ ﺗﺨﻔﯿﺾ ﻣﺴﺘﻮى اﻷھﻤﯿﺔ ، ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺎن ﻣﺴﺘﻮى اﻷھﻤﯿﺔ أﻗﻞ ، ﻛﻠﻤﺎ اﻧﺨﻔﻀﺖ اﻟﺤﺮب اﻟﻤﻮﺟّﮭﺔ ﺿﺪك ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻗﻮى اﻟﺘﻮازن ، وزادت ﻗﺪرﺗﻚ ﻋﻠﻰ اﻹﻓﻼت ﻣﻦ ﺣﻜﻢ اﻟﺒﻨﺪوﻻت  . ﻟﯿﺲ ھﻨﺎك ﺣﻠﻮل ﻛﺎﻣﻠﺔ ﯾﻤﻜﻦ ﻃﺮﺣﮭﺎ ھﻨﺎ ﻟﻜﻞ اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ، ﻓﺎﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻛﺜﯿﺮة ﺟﺪا ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﯿﺮ ﺟﺪا ﺟﺪا ، وﻟﻜﻦ ﯾﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ، إﻧﻨﺎ ﻋﺎدة ﻧﻜﺮر ھﺬا اﻟﺴﻠﻮك داﺋﻤﺎ ، ﻧﺒﻨﻲ ﺟﺪارا أو أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﯿﻘﺎت أﻣﺎم ﻣﺎ ﻧﺮﯾﺪ ، وﻧﻘﻀﻲ ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ ﺣﯿﺎﺗﻨﺎ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﺤﻄﯿﻤﮫ ، وﻓﻲ اﻟﻨﮭﺎﯾﺔ رﺑﻤﺎ ﻧﻨﺠﺢ ﻓﻲ ﺗﺤﻄﯿﻢ ﺟﺰء ﻣﻦ ھﺬا اﻟﺠﺪار ورﺑﻤﺎ ﻻ  . ﻣﺎ ﻋﻠﯿﻨﺎ ﻓﻌﻠﮫ ، ﺣﻘﯿﻘﺔ ، ھﻮ أن ﻧﻠﺘﻒ ﺣﻮل ھﺬا اﻟﺠﺪار وﻧﻜﻤﻞ ﻣﺴﯿﺮﻧﺎ ﺑﺪﻻ ﻣﻦ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﺗﺤﻄﯿﻤﮫ ، ﻋﻠﯿﻨﺎ أن ﻧﺘﺠﺎھﻞ وﺟﻮد ھﺬا اﻟﺠﺪار ، وﯾﻜﻮن ذﻟﻚ ) ﻛﻤﺎ ﯾﻨﺼﺢ ﻓﺎدﯾﻢ زﯾﻼﻧﺪ ( ، ﺑﺄﻧﮫ ﻛﻠﻤﺎ واﺟﮭﺘﻨﺎ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻋﻠﯿﻨﺎ أن ﻧﻌﻠﻢ أوﻻ ﺳﺒﺐ ھﺬه اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ھﻮ ، ﺣﺼﺮا ، ﺧﻠﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻮازن )اﻟﻜﻤﯿﺔ اﻟﺰاﺋﺪة أو ﻓﺎﺋﺾ اﻻﺣﺘﻤﺎل (  ﻗﺪ ﻗﻤﻨﺎ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ ﻣﺎ ﺑﺈﺛﺎرﺗﮫ ، واﻟﻄﺮﯾﻘﺔ اﻟﺤﺼﺮﯾﺔ ﻹﺣﺪاث ﺧﻠﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻮازن ، ھﻮ اﻷھﻤﯿﺔ اﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﺑﮭﺎ ، إذن ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮاﺟﮫ أي ﻣﺸﻜﻠﺔ أﺑﺤﺚ ﺣﻮل ھﺬه اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ وﺗﺬﻛﺮ أﯾﻦ ﻗﻤﺖ ﺑﺎﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻷھﻤﯿﺔ ، ﺑﺎﻟﺘﺄﻛﯿﺪ ﺳﺘﺠﺪ ﻣﺎ ﺗﺒﺤﺚ ﻋﻨﮫ وﻓﻲ وﻗﺖ ﻗﺼﯿﺮ ، ﺧﻔﺾ ﻣﺴﺘﻮى اﻷھﻤﯿﺔ ، أي ﺧﻔﺾ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﻌﻠﻖ ، واﻟﺬي ﯾﻜﻮن ﺑﺘﺨﻔﯿﺾ اﻟﺘﺪﺧﻞ اﻟﺸﻌﻮري ، أي ﺗﺠﺎھﻞ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﺘﻲ أﻃﻠﻘﺘﮭﺎ وﺳﺒﺒﺖ اﻟﻤﺒﺎﻟﻐﺔ ﻓﻲ اﻷھﻤﯿﺔ ، ﻛﺎﻟﺨﻮف أو اﻟﻐﻀﺐ أو اﻻزدراء ..اﻟﺦ ، ﻛﻠﻤﺎ ﻧﺠﺤﺖ ﻓﻲ ذﻟﻚ ﻛﻠﻤﺎ اﺑﺘﻌﺪت اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻋﻨﻚ ، دون ﺣﺘﻰ أي ﺗﺪﺧﻞ ﻣﻨﻚ ، ﻛﻠﻤﺎ ﺧﻔﻀﺖ ﻣﺴﺘﻮى اﻷھﻤﯿﺔ زاﻟﺖ اﻟﻌﻮاﺋﻖ ﻣﻦ ﻃﺮﯾﻘﻚ ،وزال اﻟﺘﻌﻠﻖ ،  وﺻﺮت ﻣﺘﺤﺮرا أﻛﺜﺮ وﻗﺎدرا أﻛﺜﺮ ﻋﻠﻰ اﺧﺘﯿﺎر ﻣﺎ ﺗﺮﯾﺪ   . ﺗﺬﻛﺮ إن ﺗﺨﻔﯿﺾ اﻟﺪﺧﻞ اﻟﺸﻌﻮري ، ﻻ ﯾﻌﻨﻲ أﺑﺪا ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ، ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ ﺳﯿﺰﯾﺪ ﻣﻦ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ، اﻟﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﺑﮭﺎ ھﻲ أﯾﻀﺎ  ﺧﻠﻞ ﻓﻲ اﻟﺘﻮازن )اﻟﻜﻤﯿﺔ اﻟﺰاﺋﺪة أو ﻓﺎﺋﺾ اﻻﺣﺘﻤﺎل (   ﯾﺠﺐ أن  ﻋﻠﯿﻚ إذن ﺗﻨﮭﻲ ﺳﺒﺐ اﻟﺨﻠﻞ ﻻ أن ﺗﺤﺎرﺑﮫ ، ﯾﻤﻜﻦ أن ﺗﻜﻮن ﻓﻠﺴﻔﻠﺘﻚ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة ھﻲ ، أن اﻷھﻤﯿﺔ اﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﺑﮭﺎ ھﻲ ﺷﻲء ﺳﻲء وﻓﻲ ﻛﻞ اﻷﺣﻮال ھﻮ اﻟﻤﺴﺒﺐ ﻟﻠﻤﺸﺎﻛﻞ ، ﺗﺬﻛﺮ ھﺬا داﺋﻤﺎ ، ﻓﮭﻮ ﯾﺴﺎﻋﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﯿﺮ ﻋﻞ ﺗﺠﺎھﻞ ﻣﺸﺎﻋﺮك اﻟﻤﺒﻠﻎ ﺑﮭﺎ ، ﻛﺎﻟﺨﻮف ﻣﺜﻼ   .

ﺗﺬﻛﺮ أن ﺗﺨﻔﯿﺾ اﻷھﻤﯿﺔ ﻻ ﯾﻌﻨﻲ أﺑﺪا اﻹھﻤﺎل واﻟﻼﻣﺒﻼة أو ﺳﻮء اﻟﺘﻘﺪﯾﺮ ، ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ إن اﻹھﻤﺎل ھﻮ أھﻤﯿﺔ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﺑﮭﺎ ﺑﺸﻜﻠﮭﺎ اﻟﺴﻠﺒﻲ ، ﻋﻠﯿﻚ أن ﺗﻌﺘﻨﻲ ﺑﺎﻷﺷﯿﺎء دون أن ﺗﻘﻠﻖ ، ﻋﻠﯿﻚ أن ﺗﻘﺒﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻤﺎ ھﻮ وﺗﻔﻌﻞ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻠﯿﻚ ﻓﻌﻠﮫ دون أن ﺗﺴﺘﻐﺮق ﺷﻌﻮرﯾﺎ ﺑﺄﻓﻌﺎﻟﻚ  . ﺗﺬﻛﺮ ﺗﻘﻠﯿﻞ اﻷھﻤﯿﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﯾﻌﻨﻲ أﺑﺪا ﺗﺤﻘﯿﺮ اﻟﺬات أو ھﻤﺎﻟﮭﺎ أو ﺟﻠﺪھﺎ ، ﺗﻠﻚ أﯾﻀﺎ أھﻤﯿﺔ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﺑﮭﺎ ﺑﺸﻜﻠﮭﺎ اﻟﺴﻠﺒﻲ ، ﻋﻠﯿﻚ أن ﺗﺘﺬﻛﺮ داﺋﻤﺎ أﻧﮫ ﻣﻦ ﺣﻘﻚ أن ﺗﻜﻮن ﻛﻤﺎ أﻧﺖ ﻻ ﻣﺘﻔﻮﻗﺎ ﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮﯾﻦ وﻻ أدﻧﻰ ﻣﻨﮭﻢ ، ﺑﻞ ﻣﺘﺤﺮرا ﻣﻨﮭﻢ  . أﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﯾﻤﻜﻨﻚ ﻓﻌﻠﮫ ﻟﺘﺨﻔﯿﺾ اﻷھﻤﯿﺔ ھﻮ أن ﺗﻜﻮن ﺻﺎﺣﺐ ﻓﻜﺎھﺔ ، ﺗﻀﺤﻚ داﺋﻤﺎ ﻣﻊ ذاﺗﻚ وﻣﻊ اﻷﺧﺮﯾﻦ ﻋﻠﻰ ذاﺗﻚ  وﻋﻠﻰ اﻵﺧﺮﯾﻦ دون أن ﺗﺰدري اﻟﺬات أو اﻵﺧﺮﯾﻦ ، ﻓﻘﻂ ﻛﻦ ﺳﻌﯿﺎ  . ﻋﻠﯿﻚ أن ﺗﺘﺬﻛﺮ داﺋﻤﺎ ، أن ﺗﺘﺒﻊ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺬھﺒﯿﺔ ﻟﺤﻞ أي ﻣﺸﻜﻠﺔ ؛ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺤﻞ أي ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺧﻔﺾ أھﻤﯿﺘﮭﺎ ﺣﺘﻰ اﻟﺤﺪ اﻷدﻧﻲ ، ﺑﻌﺪ ذﻟﻚ إﻣﺎ أن ﺗﺨﺘﻔﻲ أو أن ﺗﺼﺒﺢ ھﺸﺔ ﯾﻤﻜﻦ ﺣﻠﮭﺎ ﺑﺴﮭﻮﻟﺔ    . 

ﺣﻘﻞ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت - فاديم زيلاند


 ﻓﻀﺎء اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت ) اﻟﻤﺘﻐﯿﺮات ( ، ﯾﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻞ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺷﺎﻣﻠﺔ ) ﻣﺼﻔﻮﻓﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ( ) ﻣﺎﺗﺮﯾﻜﺲ  (ﻋﻦ ﻣﺎذا ﯾﺠﺐ أن ﯾﺤﺪث وﻛﯿﻒ ﯾﺠﺐ أن ﯾﺤﺪث ، واﻟﻄﺎﻗﺔ ﺗﺘﻨﺎﻏﻢ ﻣﻊ ﻗﻄﺎع ﻣﻌﯿﻦ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻤﺼﻔﻮﻓﺔ  ﻟﺘﺠﻠﻰ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت إﻟﻰ وﻗﺎﺋﻊ ﻣﺎدﯾﺔ ، ﻓﮭﻨﺎ ﯾﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺴﺄل ، ھﻞ ﻧﺴﺘﻄﯿﻊ ﻣﻌﺮﻓﺔ ھﺬه اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻗﺒﻞ أن ﺗﺘﺠﻠﻰ إﻟﻰ وﻗﺎﺋﻊ ﻣﺎدﯾﺔ ؟ ﺑﻤﻌﻨﻰ آﺧﺮ ، ھﻞ ﯾﻤﻜﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ؟  اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ أن اﻟﻌﻘﻞ  ﻟﯿﺲ ﻟﺪﯾﮫ أدﻧﻰ ﻓﻜﺮة ﻛﯿﻒ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﮫ أن ﯾﺄﺧﺬ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻦ ﻓﻀﺎء اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت )اﻟﻤﺘﻐﯿﺮات ( ، وﻟﻜﻦ  اﻟﺮوح ﻣﺘﺼﻠﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺼﻔﻮﻓﺔ ، و ﻋﻨﺪ ھﺬا اﻟﻤﺴﺘﻮى ﺗﺤﺪﯾﺪا ،  ﺗﻜﻮن  اﻟﮭﻮاﺟﺲ ، واﻟﺤﺪس ، واﻟﻨﺒﻮءات ، واﻻﺧﺘﺮاﻋﺎت ،واﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ، واﻟﺮواﺋﻊ اﻟﻔﻨﯿﺔ ، وﺗﺄﺗﻲ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻟﻠﻌﻘﻞ إﻣﺎ ﻛﺘﻔﺴﯿﺮ ﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﺧﺎرﺟﯿﺔ ، أو ﻣﻦ اﻟﺮوح ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺣﺪس  .  
إن ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻓﻀﺎء اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت )اﻟﻤﺘﻐﯿﺮات ( ھﻲ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ اﻟﻨﻘﯿﺔ ، وﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺘﻠﻘﺎھﺎ اﻟﻌﻘﻞ ﻓﮭﻮ ﯾﺘﻠﻘﺎھﺎ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﻔﺴﯿﺮ اﻟﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻛﯿﺒﺘﮫ وﺗﺠﺎرﺑﮫ اﻟﺨﺎص ﻟﺘﻜﻮن اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ  ، ﻓﺎﻟﺪﺟﺎﺟﺔ ﻣﺜﻼ ﺗﻔﺴﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ وﺗﻌﺮﻓﮫ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻋﻦ اﻹﻧﺴﺎن ، وﻛﻞ ﻓﺮد ﯾﻔﺴﺮ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ وﯾﻌﺮف اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻗﻠﯿﻼ أو ﻛﺜﯿﺮا ﻋﻦ اﻟﻔﺮد اﻵﺧﺮ ، ﺑﻤﻌﻨﻰ آﺧﺮ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﻘﻞ ھﻲ ﺗﺸﻮﯾﮫ ﻗﻠﯿﻞ أو ﻛﺜﯿﺮ ﻟﻠﺤﻘﯿﻘﺔ اﻟﻨﻘﯿﺔ ، ﻣﺎ ﯾﺤﺪث أن اﻟﻄﺎﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻓﻀﺎء اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﺮﻛﺒﺔ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ ﻣﻌﻘﺪة ﺟﺪا ﺑﺤﺴﺐ ﻧﻈﺎم ﻣﻌﻘﺪ ﺟﺪا ،  ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺘﻘﻰ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻦ اﻟﺮوح   ، ﻋﺒﺮ اﻟﺤﺪس أو اﻟﺘﻨﺒﻮء  ، ﯾﺘﻠﻘﺎھﺎ ﺑﺤﺴﺐ ﻧﻈﺎﻣﮭﺎ اﻟﻤﻌﻘﺪ ،  ﺛﻢ ﯾﺘﺮﺟﻤﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ أﻟﻔﺎظ أو أرﻗﺎم ، أي ﯾﺠﻌﻞ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ ذھﻨﮫ ) اﻟﻌﻘﻞ (، ﻋﻨﺪھﺎ ﻓﻘﻂ ﯾﺤﺪث اﻷﺑﺪاع ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ اﺧﺘﺮاع أو اﻛﺘﺸﺎف أو ﺗﺤﻔﺔ ﻓﻨﯿﺔ أو أدﺑﯿﺔ  . 
اﻟﻌﻘﻞ  ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﯾﺒﺪع أﺑﺪا ، ھﻮ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة ﺗﺮﻛﯿﺐ ﻣﺎ ھﻮ ﻣﻮﺟﻮد ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ أﻓﻀﻞ رﺑﻤﺎ ، ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻠﯿﻞ واﻻﺳﺘﻨﺘﺎج ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺮﺑﺔ وﻣﻌﺮﻓﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ، وﻟﻜﻨﮫ ﻏﯿﺮ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ إﺑﺪاع ﺷﻲء ﺟﺪﯾﺪ ﻋﻠﻤﻲ أو ﻓﻨﻲ أو أدﺑﻲ أو إﻧﺴﺎﻧﻲ ، إﻻ ﻋﺒﺮ اﺗﺼﺎﻟﮫ ﺑﺎﻟﺮوح ﻟﺘﻠﻘﻲ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺣﺪس ، أو رؤى ، أو اﺳﺘﻨﺎرة   .

اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻣﻦ اﻟﻼﻣﻜﺎن - فاديم زيلاند



ﻓﻘﻂ اﻟﻘﻠﯿﻞ ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد ﻗﺎدرﯾﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮاءة اﻟﻮاﺿﺤﺔ ﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻓﻀﺎء اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت ) اﻟﻤﺘﻐﯿﺮات (  ، واﻟﻤﻌﻈﻢ ﯾﺘﻠﻘﻰ ﻓﻘﻂ ﺻﺪى ھﺬه اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ھﻮاﺟﺲ ﻋﺎﺑﺮة أو ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻏﺎﻣﻀﺔ ، ﺣﯿﺚ ان اﻟﻘﺮاءة اﻟﻮاﺿﺤﺔ ﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻓﻀﺎء اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت ) اﻟﻤﺘﻐﯿﺮات ( ، ﺻﻌﺒﺔ ﺟﺪا ، وذﻟﻚ ﻷن اﻟﻌﻘﻞ ﯾﺘﺠﮫ ﺑﺸﻜﻞ ﻧﻤﻄﻲ ﻧﺤﻮ ﻗﺮاءة ﻣﺎ ھﻮ ﻣﻮﺟﻮد ﻣﺴﺒﻘﺎ ) اﻟﺘﺠﺎرب اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ( وإھﻤﺎل اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺠﺪﯾﺪة ﺑﺎﻋﺘﺒﺎرھﺎ أوھﺎم أو ھﻮاﺟﺲ ﻋﺎﺑﺮة ، أﻣﺎ إذا ﺗﺤﺼﻞ اﻟﻌﻘﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺟﺪﯾﺪة ﻣﻦ اﻟﺮوح ﻻ ﺗﺤﻤﻞ ﺗﺠﺎرب ﺳﺎﺑﻘﺔ واﺳﺘﻄﺎع أن ﯾﻔﮭﻢ ﺟﻮھﺮھﺎ ﻋﻨﺪھﺎ ﻓﻘﻂ ﺗﺤﺪث اﻻﺳﺘﻨﺎرة أو اﻹﺑﺪاع   . ﻟﻮ اﺳﺘﻄﺎع اﻟﻌﻘﻞ ﻓﮭﻢ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻟﮫ اﻟﺮوح ، ﻟﻜﺎن ﻣﺴﺘﻮى اﻟﺘﻘﺪم واﻟﺮﻓﺎھﯿﺔ اﻟﺤﻀﺎرﯾﺔ أﻋﻠﻰ ﻣﻤﺎ ﯾﻤﻜﻨﻨﺎ ﺗﺨﯿﻠﮫ ﺣﺘﻰ ، وﻟﻜﻦ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﻟﯿﺴﺖ ﻛﺬﻟﻚ ، ﻷن اﻟﻌﻘﻞ ﻟﯿﺲ ﻓﻘﻂ ﻻ ﯾﻔﮭﻢ ﻣﺎ ﺗﺮﯾﺪه اﻟﺮوح ﺗﻤﺎﻣﺎ ، وﻟﻜﻨﮫ أﯾﻀﺎ ﻻ ﯾﺮﯾﺪ أن ﯾﺴﺘﻤﻊ ﻟﮭﺎ ، ﻓﮭﻮ ﻣﻨﺸﻐﻞ داﺋﻤﺎ إﻣﺎ ﺑﺎﻷﺷﯿﺎء اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ أو ﺑﻤﺸﺎﻋﺮه اﺗﺠﺎه ھﺬه اﻷﺷﯿﺎء   . ﺗﻔﺴﯿﺮ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺠﺪﯾﺪة ﻛﻠﯿﺎ ﯾﻜﻮن ﺻﻌﺒﺎ ﺟﺪا ﻷﻧﮫ ﻟﻢ ﯾﻮﺟﺪ ﻟﮭﺎ ﻋﻼﻣﺔ ﻣﻤﯿﺰة ﺑﻌﺪ ﺗﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﺎدي ، ﻧﺤﻦ ﻧﻌﺮف ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ واﺳﺘﻨﺎدا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ھﻮ ﻣﻮﺟﻮد ، أن اﻟﺴﻤﺎء زرﻗﺎء ) ﻣﺜﻼ ( ، اﻟﻤﺎء ﺳﺎﺋﻞ ، اﻟﻘﻄﻦ أﺑﯿﺾ ، اﻟﻨﺎر ﺗﺤﺮق ...اﻟﺦ ، وﻟﻜﻦ ﻗﺮاءة ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺟﺪﯾﺪة ، ﺳﺘﻜﻮن ﻛﻤﺎ ﻟﻮ أﻧﻚ أردت أن ﺗﺸﺮح ﻟﻀﺮﯾﺮ ﻣﻨﺬ اﻟﻮﻻدة ) ﻣﺜﻼ ( ، ﻛﯿﻒ ﯾﻜﻮن اﻟﻠﻮن اﻷﺣﻤﺮ ...اﻟﺦ ، وﻟﻜﻦ إذا اﺳﺘﻄﺎع اﻟﻌﻘﻞ ﻗﺮاءة ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﺟﺪﯾﺪة ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻨﺎﺳﻖ ﻣﻊ ﻣﻊ اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﻤﺎدي ، ﻓﺴﯿﻜﻮن ھﻨﺎك إﺑﺪاع ﺟﺪﯾﺪ   . ﻛﻠﻤﺎ زاد اﻧﺸﻐﺎل اﻟﻌﻘﻞ ﺑﺎﻟﻮاﻗﻊ اﻟﻤﺎدي واﻟﻤﺸﺎﻋﺮ اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻨﮫ ، ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪرات اﻟﻔﺮد ﻟﻼﺳﺘﻤﺎع إﻟﻰ روﺣﮫ أﻗﻞ ، ﻓﺎﻟﺮوح ﻻ ﺗﺘﻜﻠﻢ وﻻ ﺗﻔﻜﺮ وﻻ ﺗﻤﻨﻄﻖ اﻷﺷﯿﺎء ، اﻟﺮوح ﻓﻘﻂ ﺗﻌﻠﻢ وﺗﺸﻌﺮ ، اﻟﺮوح ﺗﻌﺒﺮ ﻋﻦ ﺷﻌﻮرھﺎ ﻋﻤﻮﻣﺎ ﺑﻤﺎ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻨﺎ أن ﻧﺴﻤﯿﮫ اﻟﺴﻼم اﻟﺪاﺧﻠﻲ أو اﻻﺳﺘﯿﺎء اﻟﺪاﺧﻠﻲ ، ھﻲ ﺗﺘﻜﻠﻢ ﺑﻼ ﻣﻔﺮدات ﺑﻼ ﺻﻮت ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ اﻹﻧﺼﺎت إﻟﻰ روﺣﻚ ﺳﺘﺴﻤﻊ ﺧﺸﺨﺸﺎت ﻧﺠﻮم اﻟﺼﺒﺎح ، ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔ ﻛﻨﺖ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻻﺗﺨﺎذ ﻗﺮار ، ﺣﺎول أن ﺗﻨﺼﺖ ﻟﺮوﺣﻚ ﻹﺣﺴﺎﺳﻚ اﻟﺪاﺧﻠﻲ ھﻞ أﻧﺖ ﻣﺴﺎء أم ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺮاﺣﺔ داﺧﻠﯿﺔ ﻣﻦ ذاك اﻟﻘﺮار ، ﻛﻠﻤﺎ ﻛﺮرت ﺗﻠﻚ اﻟﻌﺎدة اﻟﺤﻤﯿﺪة 
 ﺳﺘﻜﻮن أﻛﺜﺮ ﻗﺪرة ﻋﻠﻰ اﻟﺤﺪس ، واﻟﺘﻮﻗﻊ اﻟﻨﺎﺟﺢ ﻟﻠﻤﺴﺘﻘﺒﻞ وﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻗﺮاراﺗﻚ    . 

أنماط حياة الأفراد - فاديم زيلاند


ھﻨﺎك ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻧﻤﻄﯿﻦ ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد ﻣﻦ ﺣﯿﺚ ﻣﺴﯿﺮﺗﮭﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﯿﺎة ، اﻟﻨﻤﻂ اﻷول   :اﻟﺬي ﯾﻤﺸﻲ ﻣﻊ اﻟﺘﯿﺎر  ، ﻛﻤﺮﻛﺐ ورﻗﻲ ﯾﺄﺧﺬه اﻟﺘﯿﺎر ﺣﯿﺚ ﯾﺮﯾﺪ ، ﻣﻘﺘﻨﻌﺎ أﻧﮫ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﮫ ﺗﻐﯿﯿﺮ ﻗﺪره ، وأن اﻟﻈﺮوف اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ ھﻲ ﻣﺎ ﯾﺸﻜﻞ ﻟﮫ ﻣﺴﺎر ﺣﯿﺎﺗﮫ  ، أو أن ﻗﺪره ﻣﻜﺘﻮب ﻟﮫ ﻗﺒﻞ أن ﯾﻮﻟﺪ وﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﻐﯿﯿﺮه ، وﺳﺘﻜﻮن ﻗﻨﺎﻋﺘﮫ ﺻﺤﯿﺤﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻷن اﻟﻜﻮن ﻣﺮآة ﺗﻌﻜﺲ ﻗﻨﺎﻋﺎت اﻟﻔﺮد ﻟﮫ ، اﻷﻓﺮاد أﺻﺤﺎب ھﺬا اﻟﻨﻤﻂ ﯾﻜﻮﻧﻮن ﺗﺤﺖ رﺣﻤﺔ اﻟﺒﻨﺪوﻻت واﻟﻘﻮى اﻟﻜﺒﺮى ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﮭﻢ ﻣﺜﻼ ) ﻣﻌﺘﻘﺪاﺗﮫ اﻟﺪﯾﻨﯿﺔ ، اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ، ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻌﻤﻞ ...اﻟﺦ ( ،  وﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﺘﺨﺬ أﺻﺤﺎب ھﺬا اﻟﻨﻤﻂ واﺣﺪا ﻣﻦ ﺳﻠﻮﻛﯿﯿﻦ أو اﻻﺛﻨﯿﻦ ﻣﻌﺎ ، ﺳﻠﻮك اﻟﺴﺎﺋﻞ ، اﻟﺬي ﯾﺘﻮدد دوﻣﺎ ﻟﮭﺬه اﻟﻘﻮى اﻟﻜﺒﺮى اﻟﺘﻲ ﺗﻤﺜﻞ ﻟﮫ اﻟﻤﺸﻜّﻞ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻤﺴﺎر ﺣﯿﺎﺗﮫ ، ﻣﺴﺘﻌﺪا ﻟﻼﻧﻄﻮاء اﻟﺘﺎم ﺗﺤﺖ أﺟﻨﺤﺔ اﻟﻘﻮى اﻟﻜﺒﺮى، و ﻓﻲ اﻟﻨﺘﯿﺠﺔ ﻓﺈن ھﻜﺬا ﺳﻠﻮك ﻻ ﯾﻌﻄﯿﮫ ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺳﻮى اﻟﻔﺘﺎت ، ﻷﻧﮫ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ أﺧﺘﺎر أﻧﮫ ﻟﻦ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ ﺗﻐﯿﯿﺮ ﻣﺴﺎر ﺣﯿﺎﺗﮫ ، وﺳﯿﻘﺎﺑﻠﮫ اﻟﻜﻮن ﺑﺎﻟﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﺤﺮﻓﻲ ﻻﺧﺘﯿﺎره ، واﻟﺴﻠﻮك اﻵﺧﺮ ھﻮ اﻟﺘﺬﻣﺮ واﻟﻐﻀﺐ واﻻﺳﺘﯿﺎء اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻣﻦ اﻟﻈﺮوف واﻟﻨﺎس واﻷﻧﻈﻤﺔ واﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ ..اﻟﺦ ، أﺻﺤﺎب ھﺬا اﻟﺴﻠﻮك ھﻢ ﻓﻲ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ ﯾﺤﺎرﺑﻮن اﻟﺒﻨﺪوﻻت ، وﻓﻲ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ وﻛﻤﺎ ذﻛﺮ ﺳﺎﺑﻘﺎ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﻠﻔﺮد أﺑﺪا أن ﯾﺤﺎرب اﻟﺒﻨﺪوﻻت ، ﺑﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻜﺲ إن ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﺒﻨﺪوﻻت ﺗﺰﯾﺪ ﻣﻦ ﻗﻮﺗﮭﺎ وﺗﺄﺛﯿﺮھﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺮد ، ﺑﻤﻌﻨﻰ آﺧﺮ ﻛﻠﻤﺎ ﻏﻀﺒﺖ أﻛﺜﺮ وﺗﺬﻣﺮت أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻟﻈﺮوف واﻟﻨﺎس واﻷﻧﻈﻤﺔ واﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ ..اﻟﺦ اﻟﺘﻲ ھﻲ ﺳﯿﺌﺔ ﻣﻦ وﺟﮭﺔ ﻧﻈﺮك ، ﻛﻠﻤﺎ ﺻﺎرت أﺳﻮء  ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻚ   . اﻟﻨﻤﻂ اﻟﺜﺎﻧﻲ  :ھﻮ ﻧﻤﻂ اﻟﻤﺤﺎرب اﻟﻤﻘﻨﺘﻊ أﻧﮫ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ﺻﻨﺎﻋﺔ ﻗﺪره ﺑﯿﺪﯾﮫ ، ﻋﺒﺮ اﻟﻨﻀﺎل واﻟﻤﺜﺎﺑﺮة ، إن ھﺬا اﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد رﺑﻤﺎ ﯾﺤﻘﻖ أھﺪاﻓﮫ ﻓﻲ اﻟﻨﮭﺎﯾﺔ ﻛﻠﯿﺎ أو ﺟﺰﺋﯿﺎ ، ورﺑﻤﺎ ﻻ ﯾﺤﻘﻖ ﺷﯿﺌﺎ ، إن ھﺬا اﻟﻨﻤﻂ ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد ﻣﻘﺘﻨﻊ ﺑﺼﻌﻮﺑﺔ ﺗﺤﻘﯿﻖ ﻣﺎ ﯾﺮﯾﺪ ، وھﻮ ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ھﻮ ﯾﺮﻓﻊ ﻣﻦ أھﻤﯿﺔ ﻣﺎ ﯾﺮﯾﺪ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﯿﺮ وھﺬا ﺗﺤﺪﯾﺪا ﯾﻀﻊ اﻟﻌﻮاﺋﻖ داﺋﻤﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﯾﻘﮫ ، ﻷﻧﮫ ﺑﮭﺬا اﻟﺸﻜﻞ ﯾﺤﺪث ﺧﻠﻼ ﻓﻲ اﻟﺘﻮازن )اﻟﻜﻤﯿﺔ اﻟﺰاﺋﺪة أو ﻓﺎﺋﺾ اﻻﺣﺘﻤﺎل ( ، ﻣﻤﺎ ﺳﯿﺘﺪﻋﻲ ﻗﻮى اﻟﺘﻮازن ﻟﻠﻌﻤﻞ ﺿﺪه ، ﻧﺎھﯿﻚ ﻋﻦ اﻟﺒﻨﺪوﻻت اﻟﺘﻲ ﺗﺴﻌﻰ داﺋﻤﺎ ﻟﻠﺘﻐﺬﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻃﺎﻗﺘﮫ ، ﻓﺤﺘﻰ ﻟﻮ ﺣﻘﻖ أھﺪاﻓﮫ أو ﺑﻌﻀﺎ ﻣﻨﮭﺎ ، ﻓﺈﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﻨﮭﺎﯾﺔ ﯾﻜﻮن ﻗﺪ دﻓﻊ ﺛﻤﻨﺎ ﺑﺎھﻀﺎ ﻟﻘﻮى اﻟﺘﻮازن واﻟﺒﻨﺪوﻻت ، وأﯾﻀﺎ ھﻨﺎك اﺣﺘﻤﺎل ﻛﺒﯿﺮ أن ﯾﺪﻓﻊ ھﺬه اﻷﺛﻤﺎن ﻣﻦ ﻃﺎﻗﺘﮫ دون أن ﯾﺤﻘﻖ ﺷﯿﺌﺎ  . ﺑﺤﺴﺐ اﻟﺘﺮاﻧﺴﺮﻓﻨﻎ ﻻ ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﻚ أن ﺗﺴﺄل أو ﺗﻄﻠﺐ أو ﺗﺤﺎرب ، ﻛﻞ ﻣﺎ ﻋﻠﯿﻚ ﻓﻌﻠﮫ ھﻮ ، ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ، أن ﺗﺬھﺐ ﻟﺘﺄﺧﺬ ﻣﺎ ﺗﺮﯾﺪ  

الثلاثاء، 5 يوليو 2016

اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻤﺮﺷﺪة - فاديم زيلاند


ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ﻣﺴﺎر ﺣﯿﺎة إﻟﻰ ﻣﺴﺎر ﺣﯿﺎة ﻣﺨﺘﻠﻒ ، ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻤﺮ ﺑﻤﺴﺎرات وﺳﯿﻄﺔ ، ھﺬه اﻟﻤﺴﺎرات اﻟﻮﺳﯿﻄﺔ ، ھﻲ ﻣﺸﺎﺑﮫ ﻟﻤﺴﺎر ﺣﯿﺎﺗﻚ اﻟﺤﺎﻟﻲ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ، وﻣﺸﺎﺑﮫ ﻟﻤﺴﺎر ﺣﯿﺎﺗﻚ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻲ إﻟﻰ ﺣﺪ ﻣﺎ ، وﻋﻨﺪ ﻣﺮورك ﺧﻼل ھﺬه اﻟﻤﺴﺎرات اﻟﻮﺳﯿﻄﺔ ، ﺗﻜﻮن ھﻨﺎك ﺗﻐﯿﺮات ﺟﺰﺋﯿﺔ ﻓﻲ ﺣﯿﺎﺗﻚ ھﺬه اﻟﺘﻐﯿﺮات ﻏﯿﺮ واﺿﺤﺔ وﻟﻜﻦ ﯾﻤﻜﻦ اﺳﺘﺸﻌﺎرھﺎ ، إذا ﺗﻢ اﻻﻧﺘﺒﺎه ﻟﮭﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﯿﺪ  . ﺗﺄﺗﻲ ھﺬه اﻹﺷﺎرات ﺑﺄﺷﻜﺎل ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﺟﺪا ، ﻋﻨﺪ ﻃﺮﯾﻖ أﺣﺪث ﻣﻌﯿﻨﺔ أو أﺷﺨﺎص ﻣﻌﯿﻨﯿﻦ ..اﻟﺦ ، و ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ﺗﻔﺴﯿﺮ ھﺬه اﻷﺷﺎرات ﺑﺸﻜﻞ دﻗﯿﻖ ، اﻟﻤﮭﻢ ﻓﻲ ھﺬه اﻷﺷﺎرات أﻧﮭﺎ ﺗﺘﺮك اﻧﺒﺎﻋﺎ ﻣﺎ ﺑﺄن ﺷﯿﺌﺎ ﻣﺎ ﻗﺪ ﺗﻐﯿﺮ ، ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻧﻄﺒﺎﻋﻚ اﻟﻌﺎم وإﺣﺴﺎﺳﻚ اﻟﺪاﺧﻠﻲ ھﻮ أﻧﻚ ﻣﺮﺗﺎح أو ﺳﻌﯿﺪ ﻟﮭﺬا اﻟﺘﻐﯿﺮ ، ﻓﺘﻠﻚ أﺷﺎرة أﻧﻚ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻧﺤﻮ ﻣﺴﺎر ﺣﯿﺎة أﻓﻀﻞ ، وااﻟﻌﻜﺲ ﺻﺤﯿﺢ ، إذا ﻛﺎن اﻧﻄﺒﺎﻋﻚ اﻟﻌﺎﻟﻢ وإﺣﺴﺎﺳﻚ اﻟﺪاﺧﻠﻲ ھﻮ أﻧﻚ ﻏﯿﺮ ﻣﺮﺗﺎح أو ﻣﺴﺘﺎء ، ﻓﻌﻠﯿﻚ اﻟﺤﺬر ، ﻷﻧﮫ رﺑﻤﺎ ﺗﻜﻮن ھﻨﺎ ﺗﻨﺘﻘﻞ ﻟﻤﺴﺎر ﺣﯿﺎة ﻏﯿﺮ ﺟﯿﺪ ، أﻛﺜﺮ اﻟﻌﻼﻣﺎت وﺿﻮﺣﺎ ، ھﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻔﻮي ﻣﻦ اﻷﺷﺨﺎص اﻵﺧﺮﯾﻦ ، ﻓﺈذا أﺧﺒﺮك ﺷﺨﺺ ﻣﺎ وﺑﺸﻜﻞ ﻋﻔﻮي ﻋﻦ ﺣﺪث أو ﺷﺨﺺ ﻣﺎ ، ﻟﮫ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺈﺣﺴﺎﺳﻚ ﺑﺘﻐﯿﺮ ﻣﺎ ، ﻓﻌﻠﯿﻚ أن ﺗﺄﺧﺬ ﻛﻼﻣﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺤﻤﻞ اﻟﺠﯿﺪ   -ﺣﺘﻰ ﻟﻮ أن ھﺬا اﻟﺸﺨﺺ ﻻ ﯾﻌﺮف ذﻟﻚ  -ﻓﺘﻠﻚ إﺷﺎرة ﻗﻮﯾﺔ ، ﻋﻠﻰ أﻧﻚ ﺗﻐﯿﺮ ﻣﺴﺎر ﺣﯿﺎﺗﻚ اﻵن ، إﻣﺎ ﻟﻤﺴﺎر ﺣﯿﺎة أﻓﻀﻞ ، إذا ﻛﻨﺖ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻻرﺗﯿﺎح ﻟﮭﺬا اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﺘﻐﯿﺮ ، أو ﻟﻤﺴﺎر ﺣﯿﺎة ﻏﯿﺮ ﺟﯿﺪ إذا ﻛﻨﺖ ﺗﺸﻌﺮ ﺑﺎﻻﺳﺘﯿﺎء   . اﻟﺘﺤﺮر ﻣﻦ اﻟﻈﺮوف  ﻣﺎ ﯾﻤﻜﻦ ﻗﻮﻟﮫ أﺧﯿﺮا واﻟﺘﺄﻛﯿﺪ ﻋﻠﯿﮫ ، أﻧﮫ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻷﺣﻮال ، ﺳﯿﻜﻮن ﻣﻦ اﻷﻓﻀﻞ ﻟﻚ داﺋﻤﺎ ﻣﺮاﻗﺒﺔ اﻷﺣﺪاث واﻷﺷﯿﺎء واﻷﻓﺮاد اﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﻘﺪ أﻧﮭﺎ ﺳﻠﺒﯿﺔ ، ﺑﺄﻗﻞ ﺗﺪﺧﻞ ﺷﻌﻮري ﻣﻤﻜﻦ ، واﻟﻘﯿﺎم ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ دون اﻓﺘﺮاض أن ھﺬه اﻟﺴﻠﺒﯿﺎت ھﻲ ﻣﻦ اھﺘﻤﺎﻣﺎﺗﻚ اﻟﻤﺨﺼﻮﺻﺔ ،  ﺳﯿﻜﻮن ذﻟﻚ أﻓﻀﻞ ﺑﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ ﻣﺤﺎوﻟﺔ ﻣﺤﺎرﺑﺔ ھﺬه اﻟﺴﻠﺒﯿﺎت ، ﻓﻼ ﺗﮭﺘﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻓﯿﮫ ﻓﻲ ﻣﺤﺎوﻟﺔ إﺛﺒﺎت وﺟﮭﺔ ﻧﻈﺮك ، أﻧﺖ ﻓﻲ ﻛﻞ اﻷﺣﻮال  ، ھﻨﺎ ، ﺗﺒﺬل اﻟﻄﺎﻗﺔ وﺗﻨﺎﺿﻞ وﺗﺠﺘﮭﺪ ، ﻟﻜﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﻗﻮى اﻟﺘﻮازن ﺿﺪك ﻓﻲ اﻟﻨﮭﺎﯾﺔ  . ﻓﻘﻂ ﺗﺠﺎھﻞ اﻟﺴﻠﺒﯿﺎت واﻟﻌﻮاﺋﻖ ) اﻷھﻤﯿﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ واﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ ( واﺗﺠﮫ ﻧﺤﻮ ھﺪﻓﻚ ، وﻛﻦ واﺛﻘﺎ أﻧﻚ ﺳﺘﺤﺼﻞ ﻋﻠﯿﮫ 

الجمعة، 1 يوليو 2016

الفريلينغ - فاديم زيلاند


تتحرك الناس و تتصرف بنيتها الداخلية و في أساس نيتهم الداخلية يقبع إحساس التقدير و القيمة الشخصية. إنها أهم محفز ينتج جميع أنواع تصرفاتهم. إستعملوا النية الداخلية للناس كي تحققوا أهدافكم، أنتم بذلك لا تستعملون الأشخاص و لكن فقط لا تمنعونهم من فعل ما يريدون.

الإنسان كقاعدة مغمور بأفكاره حول ما يريد الوصول إليه من الآخرين و لا يحاول معرفة ماذا يريدون هم، بتغييرك انتباهك لرغبات و محفزات الآخرين ستحصل بسهولة على ما تريده أنت و من أجل ذلك يكفيك فقط أن تطرح السؤال: "لأي شيء تتوجه النية الداخلية لشريكي؟" و بعد ذلك لن يتبق لك سوى توجييه نيتك الداخلية لتحقيق نيته هو.

عندما يحاورك شخص ما فإنه مهتم بالدرجة الأولى بانتباهك لشخصه، يمكنك أن لا تشك أبدا أن الناس مشغولون حصريا بأنفسهم، إنشغل أنت أيضا بهم، إستبدل انشغالك بنفسك بالإهتمام بهم، أيقظ ملاحظك الداخلي و توقف عن لعب لعبة الرفع من قيمتك.
إلعب لعبة إعلاء قيمة الآخرين. إهتم لهم، إستمع إليهم، لاحظ، لا داعي للبحث و التنقيب، تحرك فقط موافقا المجرى و التدفق.
بمجرد ما تغير انتباهك من نفسك للأخرين، الفائض المحتمل أو"التضاخم " سيذوب بنفسه، و عندها يمكنك أن تتعامل بعفوية و سهولة.

من أجل أن تحصل على الإنتباه، يكفيك فقط الإهتمام بمحيطك، تحدث إلى الناس عن الأمور التي تهمهم و ليس التي تهمك، بما في ذلك أن تحدثهم عنهم أنفسهم، لا داعي لتجعلهم يهتمون لشأنك، هذه نية داخلية، الإهتمام بالآخرين نية خارجية، بتنازلك عن نيتك الداخلية و استبدالها بالإنتباه للناس الآخرين فأنت تحصل دون عناء على ما تريده.

لو أنك ألف مرة أهم مما أنت عليه الآن، فجميع الناس منشغلون بالدرجة الأولى بأنفسهم و في آخر المطاف بك أنت. أنت بنفسك عندما تحاول إثارة الإنتباه لشخصك تفكر حصريا في شخصك و عندما تولي الإهتمام للآخر فإنه يحصل على تحقيق نيته الداخلية.
من أين يأتي هذا التحقيق؟ من عندك بالطبع و بعد تحقيقه نيته فمن سيهتم أولا به بعد نفسه منذ الآن؟ أنت فقط

إذا لم تكن نجما فيمكن أن ينظر إليك كاحتمال لعلاقة شراكة مهنية أو صداقة أو علاقة عاطفية. خلال التواصل الإجتماعي ليس مهما قدر أهميتك بل إلى أي حد أنت توافق شخصا معينا و هذا ما سيقدره هو.
بتواجده بجانبك و انشغاله و تفكيره في نفسه فإن الإنسان بوعي أو بلا وعي يقيم درجة إلى أي حد لك موقع في سيناريو العلاقات المحتملة معه بحيث يمكنه أن يحصل على حالة من الرضا عن النفس، حالة الرضا هاته يحصل عليها عندما تتأكد له قيمته الخاصة في شكل من الأشكال: أنا محبب، يهتمون بي، أنا لست مكانا فارغا، يحترمونني، أنا لست أسوء من الآخرين، يقدرونني...

ما هي النتيجة التي ستحصل عليها إذا كنت في حالة أولى تفرض على شخص ما نفسك أو في حالة ثانية توليه الإهتمام؟ إذا منحت للشخص شعورا بالرضا عبر التقدير الذي حظي به فإنه سيغمض عينيه عن نواقصك و يجد لك أعذارا عن نقط ضعفك، قيمتك و نواقصك لا تهم إلا في آخر المطاف، بالدرجة الأولى يهمه شعوره بالتقدير لشخصه الذي يحصل عليه خلال التواصل معك.

تقديراتك الممتازة لشخصك قد تكون الى حدود معينة عائقا أثناء بحتك عن شريك. الشخص و بالدرجة الأولى يقيم إلى أي حد سيكون له تقدير بتواجده قربك، إذا كنت تتفوق عليه في كل المجالات فغالبا ما سيعتبر أن شخصيته ستذوب وسط نورك و تألقك، إسمح له بالشعور بقيمته أمامك، عند ذلك، سيكون لك.

و أنت تهتم بالناس عليك أن تفعل ذلك بصدق، لا تجعلهم يفهمون أنك تطبق تقنيات تواصلية معينة لتحصل على خدمة أو ربح، إذا كنت تريد الحصول منهم على شيء ما فإنهم يستحقون على الأقل الإخلاص و الصدق أثناء التعامل معهم.
ضع لك هدف أن لا تظهر كمحاور جيد و مهم و اسمح لشريكك أن يظهر أكثر أهمية، عدل نفسك على تردداته و استمع إليه بانتباه، إطرح أسئلة تبين اهتمامك بموضوعه أو شخصه، يمكنك أن تتواصل معه لساعات حيث أنه من يتحدث بالأساس، عند نهاية حديثكم سيكون شريكك مقتنع إطلاقا أنك شخص رائع و محاور مهم.

تنازل عن نيتك في الحصول على ما تريد، إستبدلها بنية العطاء، فتحصل على ما تنازلت عنه، تنازلت عن عرض قيمتك و سمحت للآخر بالتعبير عنها.
مند اللحظة التي قمت فيها بذلك، أصبح الآخر معجبا بك لأنك سمحت له بتحقيق نيته الداخلية.

إذا رغبت أن تحصل على اهتمام من طرف شخص لا يعتبرك شريكا للتواصل معه، فيمكنك ذلك في حالة واحدة. إذا نسيت نفسك و أمرك و وجهت كل انتباهك نحوه و لأمره. و بصدق تهتم بكل ما يعنيه و تحدثه عن ذلك، عندها فقط سيبدي اهتماما لأمرك.
نيتك الداخلية أنت كذلك تكمن في أن تشعر بالتقدير.
قيمتك أو تقديرك سيتحقق في عيون الآخرين في حالة تنازلك عن نيتك الداخلية و السماح بتحقيق النية الداخلية للآخرين، ميزتك ـ هي أنك تستعمل النية الخارجية ـ خذ لك هذه الميزة و اكتسبها.

كيف تقنع شخصا بأن يفعل شيئا ما ترغبه؟ أحسن طريقة لفعل ذلك تتم بالنية

الخارجية: أن تتجمع الظروف كي يرغب الشخص بنفسه القيام بذلك. من أجل ذلك عليك ربط العمل الذي تريد أن يفعله مع أهداف و توجهات هذا الشخص، إطرح السؤال: " كيف أربط ما أريده مع ما يريده هو؟ " 
حاول أن تعرف كيف يمكن أن يرفع من قيمته أثناء قيامه بالعمل، بعد ذلك إطرح له ما تريده على ضوء الإعلاء من قيمته، عندما تشعره بالتقدير فإنه سيرغب بنفسه القيام بالعمل الذي تريده و أثناء ذلك إثن عليه بسخاء.
باستعمالك لهذه المبادىء ستقنع بسهولة الآخرين العمل لمصلحتك.

لا تفكر كيف يمكنك أن تبيع منتوجا، الطموح للبيع هي نية داخلية، النية الخارجية موجهة لوجهة مغايرة تماما ـ إنها معرفة ماذا يريد المشتري، لا يهم حتى معرفة أي منتوج يريد اقتناءه، إذا كان يعاني هشاشة العظام و اهتممت بصدق لأمره و نصحته بطبيب أو دواء فإنه سيشتري المنتوج من عندك ليس لأن منتوجك أحسن بل لأنه و أثناء بيعك الطوب تحدثت معه عن هشاشة العظام.

قال أحد رجال الأعمال المرموقين: " الجميع يريدون أن يقترحوا علي شيئا ما و لم يسألني أحد بتاتا ما أحتاجه"، الناس بطموحهم الحصول على شيء ما من الآخرين يفكرون حصريا في مشاكلهم و كيفية حلها بمساعدة ناس آخرين و هذه نية داخلية صرفة، على العكس بتفكيرك في ما يريد الآخرون فأنت تفعل النية الخارجية.
هناك طريقة رائعة لتجعل شخصا ما يصطف ضدك ـ أفهمه إلى أي درجة أنت أحسن منه.

المال - فاديم زيلاند


من الصعب جدا أن تحب المال دون أن ترغب في امتلاكه، لذلك يستحيل تفادي علاقة التبعية، يمكن حصرها فقط في أدنى مستوياتها..
افرح عندما تحصل على المال و لا تقلق و لا تنزعج إذا لم تتوفر عليه أو إذا صرفته لأن المال في هذه الحالة سيكون أقل فأقل.
إذا كان شخص ما يجني مالا قليلا ،فخطأه النموذجي هو عندما يشتكي من ذلك على الدوام، خصائص الطاقة التي يبثها تناسب خطوط الحياة الفقيرة،
الخوف من أقوى المشاعر السلبية الغنية بالطاقة، خوفك من ضياع المال أو عدم كسبه بشكل كاف يحولك و بشكل فعال إلى خطوط الحياة حيث المال قليل، إذا سقطت في هذا الفخ فإن الخروج منه أمر صعب و لكن ممكن! و من أجل ذلك يجب إزاحة 'الفائض المحتمل' الذي خلقته بنفسك، و سببه هو تبعيتك للمال أو رغبتك القوية لامتلاكه .. في البداية، ارض بما تملكه و اقبل بوضعيتك، تذكر أنه كان ممكنا أن تكون في حالة أسوء، و عند ذلك لا تتنازل عن رغبتك في امتلاك المال. ، ضع نفسك مكان اللاعب الذي يمكن في لحظة أن يصبح غنيا أو يفقد كل شيء،
الكثير من البندولات يستعملون المال كوسيلة عالمية للحساب مع أتباعهم، و بالضبط أنشطتهم هي التي أوصلت إلى الإستعمال الرمزي للمال. بواسطة المال يمكن العيش في هذا العالم المادي، حيث يباع و يشترى تقريبا كل شيء، بواسطة المال يتحاسب كل البندولات اختر أيا كان.. هنا تكمن الخطورة الخفية عندما تلعق الطعم البراق الكاذب لتغير وجهتك بسهولة إلى خطوط حياة بعيدة عن سعادتك. من أجل مصالحها الخاصة خلقت البندولات أسطورة أنه لتحقيق الأهداف نحتاج إلى المال و بهذه الطريقة يتحول هدف كل شخص إلى رمز مصطنع "المال"
يمكن الحصول على المال من مختلف البندولات و لذلك لا يفكر الإنسان في أهدافه ،بل في المال ،و يسقط تحت تأثير بندول غريب عنه، لم يعد يفهم ماذا يريد من الحياة و ينخرط في السباق نحو المال دون جدوى. بالنسبة للبندولات، هذه الوضعية مفيدة جدا، حيث يسقط الإنسان في التبعية، ينحرف عن الطريق و يرتطم رأسا مثل الذبابة على زجاج النافذة، و لن يستطيع الحصول على المال الوفير بما أنه يخدم أهداف غيره، الكثيرون يتواجدون في هذه الوضعية، و من هنا جاءت أسطورة أن الغنى و الثراء هو امتياز القلة من الناس. في الحقيقة، كل شخص يمكن أن يكون غنيا إذا مشى لهدفه.
المال ليس هدفا، و ليس حتى وسيلة لتحقيق الهدف، إنه فقط صفة ترافقه.
الهدف هو ما يريد شخص تحصيله في حياته، و هذه أمثلة الأهداف:
ـ أن تعيش في منزل خاص و تعتني بالورود ـ أن تسافر حول العالم -أن ترى مناطق بعيدة ـ صيد السمك بالألاسكا - التزحلق في جبال الألب تركب الخيول داخل جنانك الخاص ـ أن تستمتع بالحياة في جزيرتك الخاصة وسط المحيط ـ أن ترسم لوحات فنية ـ أن تصبح نجما سينمائيا أو فنانا... بديهي أن بعد هذه الأهداف لن يتحقق إلا إذا كنت تملك حقيبة من المال، لذلك غالبية الأشخاص يتصرفون كالآتي: يحاولون الوصول إلى خط الحياة حيث حقيبة المال تنتظرهم و لكن ،و لأنهم يخدمون أهداف بندول غريب عنهم، يصبح الوصول إلى الحقيبة صعبا بل و مستحيلا ،ما يحصل إذن ،هو أنهم لا يحققون أهدافهم و لا يحصلون على المال أيضا، لن يكون الأمر إلا كذلك لأن طاقه أفكارهم متوجهة لرمز مصطنع 'المال' و ليس لهدفهم الحقيقي... سنرجع إلى هذا الموضوع في فقرة 'المال و الأهداف '.
الآن نقيم خلاصة واحدة و بسيطة: إذا كنت تظن أن هدفك لن يتحقق إلا بشرط أنك شخص غني، فلتذهب بشروطك إلى الجحيم.
لنفرض أن هدفك هو السفر عبر العالم. من الواضح أن هذا يتطلب الكثير من المال، من أجل تحقيق الهدف، فكر في الهدف و ليس في الغنى. المال سيأتي لوحده، إنه صفة مرافقة، هكذا بكل بساطة. صحيح يرن كلاما لا يصدق، إلا أنه فعلا كذلك و قريبا ستقتنعون بذلك. البندولات بسعيها للربح الخاص حولت كل شيء رأسا على عقب. لا يتحقق الهدف بواسطة المال، بل المال يأتي في الطريق نحو الهدف. تعرفون الآن مدى التأثير القوي الذي تملكه البندولات ، هذا التأثير ولد الكثير من الأخطاء و الأساطير،، الآن مثلا، و بقراءتك لهذه الأسطر يمكن أن تعترض... الأمر واضح جدا، في البداية يصبح شخص ما ،رجل صناعة كبير، أو رجل بنك ،أو نجما سينمائيا و بعد ذلك فقط يصبح مليونيرا. صحيح لم يصبحوا مليونيرا إلا أولئك الذين فكروا في أهدافهم و ليس في الثروة، غالبية الناس يتصرفون بالعكس: إما يخدمون أهداف غيرهم أو يعوضون هدفهم بصفة رمزية 'المال' أو يتنازلون نهائيا عن أهدافهم بحجة عدم استيفاء شرط أن يكون أولا غنيا. في حقيقة الأمر، لا توجد حدود للثراء، يمكنك أن تريد ما تشاء، إذا كان فعلا لك، فتحصل عليه ، إذا كان هدفك من تلفيق البندول فلن تحقق أي شيء، سنتحدث عن الأهداف بتفصيل أكثر... مرة أخرى أعيد: المال ليس إلا صفة مرافقة في الطريق نحو الهدف . لا تقلق من أجله، سيأتيك المال بنفسه، أهم شيء الآن هو أن تخفض من قيمة المال إلى الأدنى كي لا تخلق 'الفائض المحتمل' لا تفكر فيه، بل فكر فقط في ما تريد أن تحصل عليه. في نفس الوقت، يجب التعامل مع المال بانتباه و دون إهمال، إذا وجدت على الطريق قطعة نقدية صغيرة و لم ترغب في الإنحناء لأخذها، فهذا يعني أنك لا تحترم المال، بندول المال بدوره لن يكون رهن إشارتك إذا كنت مهملا. لا تقلق إذا صرفت المال، إنه بذلك يقوم بمهمة، إذا اتخذت قرارا بصرفه، لا تندم، جمع مبلغ كبير من المال و صرف القليل منه يخلق فائضا محتملا قويا و احتمال ضياعه يكبر في هذه الحالة. المال يجب صرفه بعقلانية بحيث تكون الحركة،،، هناك حيث لا توجد الحركة ،يظهر الفائض المحتمل. الأغنياء لا يقومون بأعمال خيرية بالصدفة، إنهم بذلك يخفضون من الفائض المحتمل عن الثروة التي راكموها

التخلص من الشعور بالذنب - فاديم زيلاند


كيف تتخلص من الشعور بالذنب؟ توقف عن إعطاء التبريرات للمحيطين بك. إفعل ذلك فقط في الحالة القصوى عندما تكون الضرورة ملحة لشرح دواعي أفعالك. تذكر.. لا أحد يملك الحق لمحاكمتك مهما كان الأمر بما أنك لم تلحق الضرر بأحد.
لا تعاتب نفسك أمام الناس و لا تدافع عنها أيضا. فليتبخر المتلاعبون في فراغك.  ضد مجرى الإحتمالات لترى كيف أن العوائق تختفي بنفسها.
بالطبع، التخلص النهائي من الأهمية لن تحصل عليه بهذه البساطة، مهما حاولت. لا تحارب الأهمية، عليك ببساطة أن تفرج من قبضتك في الأمور و تحول طاقة القلق لطاقة الفعل، إبدأ الفعل بأي شكل دون ضغط و إصرار. طاقة الفائض المحتمل (التضاخم) ستذوب في الفعل، طاقة النية ستتحرر و المشكلات المعقدة ستتحول لحلول بسيطة.



خيوط الأهمية ستتقطع بنفسها عندما تتوقف عن معركتك. كل أهمية يمكنك أن تخفضها بوعي ـ خفضها. كل ما لم تنجح في تخفيضه حوله إلى فعل، دور في أفكارك شريحة متكاملة، قم بتخيل العملية و بهدوء، قف و اخطو نحو هدفك ـ هذا كل ما عليك فعله.
التنازل عن المعركة ـ هو كذلك فعل. إعط لنفسك و العالم إمكانية أن تكونوا كما أنتم. لست بحاجة لتغيير نفسك و تحارب العالم، بمجرد ما تتنازل عن معاركك، ستشعر كل يوم أكثر فأكثر بحريتك. لا يمكنك في لحظة واحدة التخلص من ثقل مشاكلك التي راكمتها طيلة حياتك و لكنك بتطبيق مبدأ التنسيق ستحول مصدات الرياح المظلمة لطريق مستوي.
إسمح لنفسك بالرفاهية أن تعتبر الحياة كلها عيدا.
الآن.. ظهرت عندك أسس حقيقية و غير وهمية من أجل العيد ـ الأمل في الحرية، ستشعر بحالة من الرضا هادئة لوعيك أنك في الطريق نحو هدفك، لذلك سترافقك دائما فرحة العيد و حتى قوى التوازن لن ترخي بظلالها على فرحتك. بتوافق مع مبدأ التنسيق، حيث تستوعب الحياة كيوم عيد مهما حصل و هذا يعني أنها ستكون فعلا كذلك.
لا توجد قوى بمقدورها أن تعيقك في الطريق نحو هدفك، إذا كنت تتحرك حسب المجرى و التدفق و تحافظ على التوازن و تطبق مبدأ التنسيق فإنك لم تعد كباخرة من ورق على أمواج الظروف و لا دمية في أيدي البندولات..
لديك الشراع ـ إنه وحدة الروح و العقل.
لديك مقود ـ إنه الإختيار.

أنت تتزحلق في فضاء الإحتمالات مستعملا رياح النية الخارجية.

أنت لا تحتاج للإيمان كما لا تحتاج للثقة بل للتنسيق..
التنسيق يعني أن تحصل على الرضا من أفكارك حول هدفك، كما لو أن هدفك تحقق. أن تفرج عن ضغوطك من أجل التحكم في السيناريو و تتحرك حسب مجرى و تدفق الإحتمالات مساعدا نفسك بمجداف نية صافية.
عندما تتحرك بوعي عبر التدفق و المجرى، كل شيء يتموضع في مكانه دون حاجة منك لإيلاء قوى إضافية.
التنسيق التام يمكن الحصول عليه عند توافق الروح مع العقل، و من أجل الوصول لهذا التوافق، يكفيك أن تستمع لما يمليه قلبك في تناغم مع عقيدتك، و هذا يعني: أنني أحب نفسي و أتقبل نفسي كما أنا، لا يعذبني الضمير و الشعور بالذنب، أنا بدون تردد أتصرف بما يمليه علي عقلي و قلبي

ها أنت هادئ، مسرور و متوازن، ولكن هذا لا يطول إلا لوقت، البندول ينصب لك كمين (إثارة) و تجد نفسك في موقف ما أو تسمع خبرا سيئا.. حسب السيناريو الذي وضعه، يتوجب عليك أن تقلق، تخاف، تفقد صوابك، تكتئب، تعبر عن عدم الرضا... كل ما أنت بحاجة له الآن هو أن تستيقظ في الوقت المناسب و تتذكر لتسأل نفسك: ما نوع هذه اللعبة التي أنت فيها؟ ثم تكسر القاعدة ـ تفعل أي شيء خارج عن المألوف.

ستتأكد بنفسك كم هو الشعور الجميل الذي يغمرك حين يحاول البندول بكل قواه جرك و التأثير عليك، و لكنك في مقابله فارغ لا تتأثر، هذا الشعور الجميل لا يأتي فقط من كبريائك ـ القوي. الأمر يفسر بأنه حينما تعطي طاقتك للبندول فأنت تضعف و عندما يتحرش بك البندول فلا تعيره اهتماما و تتركه في فراغ فإن طاقته التي صرفها لإثارتك تتحول إليك لتصبح أنت أكثر قوة، ها أنت الآن لديك قوة إضافية و هي ما تشعر به كإحساس جميل.

لا يصعب التصرف بشكل مغاير و خارج عن المألوف لأنك تعي أن الأمر لعبة. أنت حرفيا كأنك تصارع عدوا غير مرئي في غرفتك التي تتواجد فيها مرآة فقط.. في المرآة انعكاس لأهميتك و ما دام عندك شيء ما يحمل قيمة بفائض فهذا معناه أن لديك عدوا سيلوح لك في المرآة بدوام.
إذا كانت أهميتك تساوي الصفر، لن تخاف شيئا و لن تدافع عن شيء و لن تهجم على أحد، مرآة القيمة ستتبعثر و سترى الرأس الضخم من الطين ينهار.

وراء كل مجموعة من الناس يوجد بندول، أتباعه ينجزون و يعملون لمصلحته، و أغلبهم لا يعون أهدافهم الحقيقية، إطرح على نفسك السؤال بدوام:

لصالح من و لماذا كل هذا؟ هل هذا هو ما أنا بحاجة له؟ 

بشكل عام، هذه المسائلة تقودك لكسر قوانين اللعبة بوعي و يمكنك أن تنجح في ذلك بطريقتين: إما أن تخفض من الأهمية فيحصل البندول على فراغ أو أن تخمذه بردة فعل منك غريبة و غير اعتيادية. إذا كنت لا تنجح في خفض الأهمية، إستعمل الطريقة الثانية، كل ردة فعل غريبة و غير اعتيادية على تحرشات البندول يمكن اعتبارها كسرا جامدا لقواعد اللعبة.

حرية الإختيار تكمن في حقيقة سهلة ممتنعة: لست بحاجة لتحارب من أجل تحقيق الهدف، كل ما تحتاجه ـ هو القرار بالإمتلاك.. في اللحظة التي ستسمح لنفسك فيها بالإمتلاك، يمكنك بهدوء أن تخطو في الطريق نحو هدفك.

المحاربون يعتبرون أن الحرية يجب انتزاعها، إنهم طيلة حياتهم يعيشون على أهبة المعركة و لكن معركتهم الحقيقية يأجلونها دائما. المحاربون يعتبرون أن نيل الحرية ببساطة شيء مستحيل، يقنعون أنفسهم و غيرهم أنها تتطلب سنوات من العمل الشاق و النضال.

البندولات تلفق لك سيناريو مغاير تماما، يضطرونك لتحارب من أجل هدف.. و من أجل ذلك، يتوجب عليك أن تعلن الحرب ضد نفسك و العالم، تطلب منك البندولات أن تبدأ من نفسك، يفهمونك أنك لست مثاليا و لذلك لن تحقق هدفك إذا لم تتغير و لكي تتغير عليك أن تحارب من أجل مكان تحت ضوء الشمس ـ هذا السيناريو يتبعه هدف واحد ـ إمتصاص طاقتك.

مؤيدي الترانسيرفينغ لا يشاركون في المعارك من أجل الحرية لأنهم يعرفون أنهم يملكونها، لا أحد بإمكانه أن يفرض عليك حربا و لن تسقط في فخها إلا إذا كنت ممتلئا بالأهمية الداخلية و الخارجية. كل ما يتعلق بالحروب في الترانسيرفينغ ـ نية الفعل و التصرف بدون تردد و من أجلها أنت لا تحتاج لاستعداد و لا لتربية حربية.. تحتاج فقط للوعي.

إذا كنت لا تنجح في السماح لنفسك بالإمتلاك يمكنك أن تأجيل هذا الأمر للمستقبل.. لكن إلى متى هذا التأجيل؟ التأجيل المستمر يمكن أن يضيع حياتك كلها، التأجيل يقود لاعتبار الحياة في كل لحظاتها الآنية كاستعداد لمستقبل أحسن.. الإنسان دائما غير راض على حاضره و يأمل تحسين و ضعيته في المستقبل. بمثل هذه العلاقة، المستقبل لا يأتي أبدا و يلوح دائما في الأمام، هذا يشبه تماما اللحاق بغروب الشمس.

عند انتظار مستقبل أحسن، تمضي الحياة كلها، و في حقيقة الأمر لا يوجد وقت خاص بالإنتظار، لذلك لا يجب انتظار المستقبل بل عيش أجزاء منه في اللحظة الآنية. اسمح لنفسك بالإمتلاك هنا و الآن. و هذا لا يعني أن هدفك سيتحقق الآن لحظيا. المعنى يكمن في القرار ما يعني النية بالإمتلاك على عكس عميلة معاركك ضد نفسك، القرار بالإمتلاك يحتوي على قوة أكبر بكثير من قوة القرار بالفعل.

الأشخاص الذين ولدو و رصيدهم يحتوي الملايين، الإستعداد للإمتلاك لديهم أصلا، لا يحتاجون حتى التفكير في ذلك، أما أنت فتحتاج للعمل بالشرائح (الكليشيهات)، عقلك سيقلق حين يفكر في الواقع و طرق تحقيق الأهداف و لكن هذا طريق الحرب و لا يقود لأي مكان. في هذا الطريق، لن تستطيع جني مالا كافيا و ستشكو دائما من قلته.
لا تجني المال بل القرار بالإمتلاك.
إذا ركزت على هدفك و كأنك حققته.. أبوابك ستفتح و الوسائل ستجد نفسها بنفسها.. هذا هو معنى الحرية التي تدوخ الرأس بالمعنى الحرفي، إذا تنازلت عن هذه الحرية فإنك مرة أخرى تقوم باختيارك...

عندما تفعل وتتصرف بشكل ضاغط، فانك تخلق الفائض المحتمل (التضاخم) ..أنت لاتحتاج للعزيمة بل قرار هادئ.. استرخ و أفرج من قبضتك على الأمور و كن شاهدا فقط لنفسك بأنك بكل بساطة ستأخد ما هو لك.. من أجل اقتنائك جريدة من كشك، أنت لاتحتاج لعزيمة و قرار، اذا لم تجد جريدتك، فأنت لا تقلق بسبب ذلك، و تذهب ببساطة لكشك آخر.. أفرج من قبضتك القاتلة..


أنت ستحصل على ما تريد من دونها..فكر بكل بساطة أنك ستأخد ما هو لك.. ستأخد بهدوء، دون مطالبة أو الحاح... " بما أنني أريد هذا... اذن.. عم تتحدثون ؟ انه سيكون لي..

من الخطأ اعتبار القرار بالامتلاك من قبيل أقوال عادية مثل " أريد و سأملك " ، في حقيقة الأمر ، يجب أن تكون هذه الأفكار مملوءة بطاقة النية و الا فلن تكون سوى غمغمة عقل و لا شيء أكثر، من الضروري أن تنتج هذه الأفكار عن وحدة و توافق الروح مع العقل.
الصعوبة التي تشعر بها للحصول على القرار بالامتلاك يمكن تشبيهه بذلك التأرجح الذي يشعر به الانسان عندما يركب الدراجة الهوائية لأول مرة.. الانسان يعرف أنه مبدئيا بامكانه قيادتها وفي نفس الوقت يعرف أنه لن يتمكن من ذلك من المحاولة الأولى، يشك في قدراته وفي نفس الوقت تتملكه الرغبة في التعلم، عقل الانسان يميل للتعلم بواسطة التحكم في الأمور و لا يفهم كيف يجب عليه أن يتصرف..في لحظة ما.. يسهو العقل ويضعف تحكمه..عندها تظهر وحدة الروح و العقل في مسألة أنه يجب الحفاظ على التوازن، و النتيجة يتحقق التعلم.
العقل لا يفهم كيف تم الأمر.. و لكن هذا بالضبط هو السر.. الخلاف بين الروح و العقل يكمن فقط في كون العقل يشكك في واقعية تحقيق الهدف، و بمجرد ما يضعف انتباه العقل، تسقط الحدود التي رسمها لتظهر هذه الوحدة.
يقف العقل منبهرا أمام حقيقة أن تحكمه غير ضروري

.. ومنذ الآن سيتنازل عن تحكمه بما أنه اقتنع أنه لاحاجة له به.
يجب استعمال عادة العقل و ميله للتحكم في كل شيئ لنقترح عليه لعبة جديدة.. المعنى وراء هذه اللعبة يكمن في: - عندما تعترضك أية حالة سلبية فعلى العقل أن يستيقظ و يقيم بوعي مستوى الأهمية لتغير علاقتك بها.. ستقتنع بنفسك أن هذه اللعبة ستعجبه و مبدأ اللعبة- كسر قواعدها، بمعنى أن تكون ردات فعلك غير متوقعة.
مبدأ آخر من مبادئ الترانسيرفنغ : تنسيق النية. بتطبيقك لهذا المبدأ ستحصل على نجاح ايجابي بنفس قدر السلبيين في نجاحهم الحصول على أسوء انتظاراتهم و يمكن التعبير عن هذا المبدأ كالتالي:
" اذا نويت اعتبار ما قد تظنه تحولا سلبيا في سيناريو كتحول ايجابي.. فذلك ما ستحصل عليه بالظبط"
كل حدث على خط الحياة يملك فرعين احتمال.. فرع باتجاه ايجابي وآخر سلبي. بمجرد ما يقلقك حادث..... "

إشرح لعقلك قانون اللعبة الجديدة، قل له أنه و من الآن فصاعدا له أن يتحكم في الأمور ،إلا أن طبيعة هذا التحكم تكمن في اعتبار كل حدث مهما كان ـ حدثا إيجابيا ما ينتج تزحلقا ديناميكيا على التعديلات في السيناريو، لا تتسرع في التعبير عن عدم الرضا و تحارب كل المواقف التي تحصل لك ..لأنك و خلال عرض المسرحية ..غيرت السيناريو...

بتنازلك عن التحكم في السيناريو، فأنت تحصل على التحكم." 

من السهل القول "بقدر إيمانك، ستحصل على ما تريده" (الكتاب المقدس) لكن من أين لي هذا الإيمان؟ كيف أتخلص من الشكوك؟ الجواب:لا تفكر في وسائل الوصول .. بل دور في ذهنك شريحتك المتكاملة و قم بخطواتك في اتجاه هدفك. عش داخل شريحتك حيث هدفك فيها تحقق، الأبواب (الوسائل و الإمكانيات) ستفتح لوحدها في الطريق.

"ستحصل على الحرية عندما تتوقف عن معاركك" 

أعطوك الحرية فقط لتشارك في المعركة، هذا أيضا اختيار و ستحصل دائما على اختيارك ـ إنه قانون أكيد. في المعركة ضد البندول لن يستطيع الإنسان الفوز، يمكنه فقط أن يحصل على جائزة و حتى هذا لا يتأتى إلا لقلة معدودة. مهمة البندولات هي أن تخفي عنك حقيقة الحرية. في حقيقة الأمر لا أحد يستطيع أن يفرض عليك المشاركة في معركة ، يمكن لهم فقط أن يفهموك أنه لا بديل عن ذلك.. الأمر في الحقيقة صحيح: ليس لديك مخرج طالما أنت مشدود بخيوط الأهمية.
لتحصل على حريتك، عليك التنازل عن الأهمية ـ لا تعطي أي قيمة عالية لأي شيء سواء بداخلك أو خارج عنك. في أغلب الأحوال، من أجل تخفيض الأهمية يكفي أن تستيقظ و تغير بوعي علاقتك. كلنا نائمون نوم يقظة و نلعب دورنا بشكل ميكانيكي. عمق نومنا مرة أخرى يمكن تقييمه بقدر القيمة التي نوليها لكل صفات اللعبة و بالتالي نحن رهائن لأهميإتنا.

الذات العليا - فاديم زيلاند


هنالك تفسيرات متعددة على مدى التاريخ ، تحاول أن تتناول موضوعة القدر ، بعضهم يرى أن القدر هو هو المصير المحتوم ، ولكن كم يبدو هذا التفسير مخيفا ، فإذا كان قدرك أن تكون ضعيفا ، فقيرا ، بشعا ، منبوذا ، فلا أمل لك في تغيير ما أنت عليه ، وإذا حالفك الحظ وكان قدرك أن تكون قويا ، غنيا ، جميلا ، محبوبا ، فلا حاجة لك أن تفعل شيئا ، فهل فعلا الحياة كذلك وبتلك القسوة والظلم ؟ بلا مكان لأي أمل في التغيير ، ولو تساءل تعيس الحظ ، عن ما هي الخطايا التي ارتكبها لتكون الحياة بتلك القسوة ، وماذا عليه أن يفعل ، فستكون هناك إجابات جاهزة وكثيرة ، ( مثلا ) لقد فعلت أشياء سيئة في حياتك السابقة وقانون الكارما يعيد إليك ما قمت به من أفعال ، ( أو ) إذا صبرت ورضيت وتحملت المعاناة سيكون لك جنّة في الحياة القادمة ، ( أو ربما ) أنت تعاني لأنك تطلب الكثير، فقط كن سعيدا ، ولكن كل هذه الإجابات ليس فيها حلول حقيقية وعادلة لتلك المعضلة ، فما يهتم به الفرد هو معاناته الآن ، إن حياة سابقة لا يتذكرها أو حياة قادمة لا يعلم عنها شيئا ، لن تحل له مشكلته مع الواقع ، وتقبّل الواقع كما هو دون أي أمل في تغييره مع ادعاء السعادة أيضا لن يحل شيئا ، هي فقط سعادة ظاهرية لا علاقة لها بالواقع . 
ولو تتطلعنا من زاوية أخرى سنرى أنه على الطرف الآخر من يؤمنون بأن المثابرة والعمل والكد والجهد الكبير ، يمكنه تغيير الواقع ، يؤمنون وبشكل قطعي بأن صناعة القدر ممكنة ولكن طريقها صعب جدا ، لقد قرأنا كثيرا عبر التاريخ عن أبطال عظام ، بذلوا الكثير وضحوا بالكثر حتى وصلوا إلى أهدافهم ، بالعمل المضني والتضحيات الكبيرة ، ولكن هذه النظرة أيضا هي قاسية جدا عن الحياة ، فهي تتطلب البذل الكبير دائما ، ولا تضمن لك النجاح دائما ، فإلى جانب من نجحوا ، هناك الكثير الكثير ممن بذلوا كل ما استطاعوا دون نجاح يذكر .

هناك مخرج بقدر ما هو سهل هو ممتع ، مختلف عن كل البدائل المعروضة سابقا ، لأنه ضمن مستوى مختلف ، فالقدر بحسب الترانسرفنغ يعتمد على نظرة مختلفة تماما عن العالم.
لقد تراكمت منذ فجر التاريخ ، نظريات مختلفة في توافقات وتناقضات كثيرة ، لمحاولة كشف اللثام عن حقيقة العالم ، وكلما حاولت أي نظرة كشف اللثام عن الوجه الحقيقي للعالم ، فإن العالم يستجيب لتلك النظرة ، يرى الماديون - مثلا - أن المادة تنتج الوعي والكون يوافق على ذلك ، بينما يرى المثاليون أن الوعي ينتج المادة والكون مرة أخرى يوافق على ذلك ، وذلك لأن النقاط الأساسية ( المسلمات ) ، يأخذها العلم كما هي دون اكتراث يذكر حول كيف ولماذا كانت هذه المسلمات هكذا ، ترى مكنيكا الكم على سبيل المثال أن الجسيمات ما تحت المستوى الذري لها خصائص متناقضة ، فهي جسيم في حالات معينة وموجة في حالات أخرى ، وأما عن سؤال لماذا هي كذلك فليس للعلم أدنى إجابة ، الحقيقة أن هكذا سؤال هو خارج عن نطاق العلم منذ الأساس ، ومع ذلك فإن كل ما بني على فكرة الجسيم كان صحيحا وبنتائج صحيحة ، وما بني أيضا على فكرة الموجة كان صحيحا ، وما بني على الخاصية المزدوجة ( جسيم / موجة ) كان أيضا صحيحا ، إن العالم في شكلية إظهاره للحقيقة هو على هذه الحال ، لأن الحقيقة الكلية لانهائية التشكل ، وكلما نظرنا إلى جزء من هذه الحقيقة فإن هذا الجزء سيعكس نظرتنا ، أي ما نختاره نحصل عليه . وهذا يحدث تحديدا لأن تجليات حقيقة العالم تأتي عبر حركة المادة ، فلو تتبعنا حركة نقطة مادية ما يمكن رسمها على المستوى الديكارتي ، ويمكن إيجاد دالة حسابية تمثل حركة تلك النقطة ، ولكن الدالة الحسابية التي تعبر عن مسار تلك النقطة ، ليست سوى أرقام مجردة ابتدعناها لوصف حركة تلك النقطة ، إي لوصف الحقيقة كما تجلت لنا ، ولكن من الجانب الآخر فإن تلك النقطة المتحركة لا تعلم شيئا عن تلك الدالة الواصفة لحركتها ، هي في الواقع لا تحتاجها ، هي تتحرك فقط ، ولكن السؤال الجوهري هنا ( والذي اعتبره العلم ثانويا )، ما الذي يجعل تلك النقطة تتخذ هذا المسار تحديدا دون غيره ، فضلا عن إجابة مكنيكا الكم ، بأن المشاهدة هي العامل المؤثر على التجربة ‘ فإن فاديم زيلاند نطلق من زاوية أخرى للمحاولة التفسير ؛ فليس هناك ما يمنع ( نظريا ) افتراض أن النقطة المتحركة على مستوى ديكارت تتكون من عدد لا نهائي من النقط المتحركة ، أي ( حرفيا ) ، لا يوجد لما يمنع من وجود عدد لا نهائي من الأكوان عند أي نقطة ، بأخذ نسبية الزمان والمكان بعين الاعتبار ، وما يحدث على مستوى المايكرو ، يحدث أيضا على مستوى الماكرو ، أي يمكن القول ( نظريا ) ليس هناك ما يمنع بأن تناهي الصغر هو لا نهائي وتناهي الكبر هو لا نهائي أيضا ، وأنه عند كل نقطة في هذا اللانهائي يمكن وجود عدد لا نهائي من الأكوان وبعدد لا نهائي من المستويات ، إن هذه الضخامة لا يمكن لنا أن تصورها بكليتها ، فضلا عن عدم قدرتنا على وصفها رياضيا ، فيكون ما نصفه أو ما نتصوره هو فقط ومضة من تلك الانهائية المتشعبة في جميع الاتجاهات والمستويات ، هذه اللانهائية تحتوي إذن على كل الاحتمالات الممكنة وكل المعلومات ، يسميها فاديم زيلاند فضاء الاحتمالات أو المعلومات او المتغيرات ، والذي هو عبارة عن شبكة لانهائية من الأسباب والنتائج ، هذا الفضاء يحتوي على كل شيء ، وما معرفتنا وتعريفنا للحقيقة سوى ومضة لجزء ما من هذا الفضاء متعدد الأشكال ، وكلما اختلف ذلك الجزء الذي نختاره بتلك الومضة ، اختلفت أشكال تجلي الحقيقة ، وبالتالي معرفتنا وتعريفنا لها ، بمعنى أدق " ما نختاره نحصل عليه " وللتوضيح ، قسّم فاديم زيلاند تجلي الحقيقة إلى سيناريوهات و ديكورات ، السيناريو هو طرق ترابط المتغيرات والديكور هو المظهر المادي الخارجي الذي مثله السيناريو ، وكمثال بسيط لتوضيح الفكرة ، لو أخذنا ( كمثال ) شخص فقير أو دون الحالة المادية المتوسطة ، فإن أحد سيناريوهات حياته المحتلة ، ساعات عمل طويلة ، عمل شاق ، عائد قليل جدا ، التزامات وديون على مدار العام ، علاقات متوترة مع الأسرة والمجتمع...الخ ، ولو تحدثنا عن الديكورات ، فيمكن أن نتحدث عن ؛ بيت متواضع جدا بالكاد يحتوي على أثاث وطعام ، يعمل كعامل بسيط عشر ساعات يوميا في منجم أو محجر أو شركة ضخمة ..الخ ، ويمكن تجميع السناريوهات المتشابهة في قطاعات ، فيمكن القول ( مثلا ) أن سكان قرية ما والذين يعملون جميهم في الزراعة ، جميعهم ضمن قطاع واحد من السناريوهات ، أي أنهم جميعا يعيشون سيناريوهات متشابهة تقريبا ، وكلما زادت الفروقات بين القطاعات ، زادت الفروقات بين سيناريوهات هذه القطاعات المختلفة ، تشكل مجموع السناريوهات للفرد ( أي سلاسل الأسباب والنتائج المتجلية في حياته ) مسار حياة الفرد ( قدره ) هذه السلاسل من الأسباب والنتائج لا يمكن تغييرها ، لأنها موجودة فعلا ، الحقيقة كل المسارات موجودة بسبب لانهائية فضاء الاحتمالات ، وهذا يؤكد النظرة القائلة أن القدر محتوم ولا يمكن تغييره .
ولكن لو عدنا إلى سؤال ، لماذا يظهر مسار محدد دون غيره في حياة فرد ما ؟ فإن مكنيكا الكم تجيب على هذا النوع من الأسئلة وبعدة إثباتات بأن الوعي يؤثر على المادة ، وهذا يعود بنا إلى الجملة المركزية " أنت تختار ما تريد " ، ويوضح لنا زيلاند الفكرة بطريقة بسيطة وذكية جدا ، فيقول إن كل المسارت موجودة وكامنة في فضاء الاحتمالات الانهائي ، لا تتغير ولا تتبدل وهذا منطقي جدا ، بسبب لا نهائيتها ، أي أن كل المسارات أصلا موجودة وما حركة المسار كأحداث في حياتنا سوى رؤيتنا لجزء من هذا المسار ، أي حركة الأحداث المادية على أرض ليست حركة في سلسة الأسباب والنتائج ، هذه السلاسل جميعها موجودة وثابتة لا تتغير ولا تتحرك ، بل ما يحدث حقا أن وعينا هو الذي يتحرك على طول هذه السلسلة منتجا الزمان والمكان وتجلي الاحتمالات الكامنة كأحداث مادية ، ويضرب لنا زيلاند مثالا عبقريا للتوضيح ، تخيل أن مسارا ما في فضاء الاحتمالات هو كماء في أنبوب طويل ، هذا الماء ثابت في كميته واتجاهه ، فلو بدء الماء بالتجمد من أحد طرفي هذا الأنبوب على طوله نحو الاتجاه الآخر ، فإن ما يتحرك بهذه الحالة ليس الماء بذاته بل حالة التجمد ، ولو افترضنا أننا نستطيع رؤية هذا الماء في حال تجمده فقط ، فإن هذا الماء المتجمد سيبدو لنا أنه يتخلّق من العدم كحركة مادية على أرض الواقع، والحقيقة أن التمظهر هو ما يحدث ويتحرك وليس الماء بذاته ، فإذا كان الحال كذلك ؛ كل مسارات الحياة ( الأقدار ) كامنة في فضاء الاحتمالات الانهائي ، ووعينا هو المسؤول عن تجلي مسار ما ( قدر ما ) دون الآخر ، فإننا بالتأكيد لا نستطيع تغيير سلسلة الأسباب والنتائج ( المسارات ) في فضاء الاحتمال ، ولكنا ببساطة نستطيع اختيار المسار الذي نريد ، يقول فاديم زيلاند : يمكننا اختيار مصائرنا تماما كما نختار سلعة من سوبر ماركت، ولكن هذا الاختيار لا يتحقق عبر الحلم أو الرغبة أو مجرد التفكير في مصير ما نريده لأنفسنا ، الحقيقة أن المشكلة الجوهرية هنا هي جهلنا في كيفية تحقيق هذا الاختيار ، وهذا ما سنتعلمه من الترانسرفنغ ، فالترانسرفنغ هو ، تحديدا ، طريقة مثالية واضحة وبسيطة تعلمنا يمكن نحقق عملية الاختيار لمصيرنا الذي نريده وبالكيفية التي نريدها ، إن أهمية الترانسرفنغ نابعة من سهولتها وروعتها في التطبيق ، فلا تحتاج مع الترانسرفنغ للتذمر أو الشقاء أو التعاسة إلا إذ اخترت أنت ذلك ، لا تحتاج للكد والجهد والعمل الشاق إلا إذا اخترت أنت ذلك ، مع التارنسرفنغ يمكنك ببساطة أن تسمح لأي شيء تريده بأن يتحقق لك .

عالم الروح - فاديم زيلاند


العقل هو الوعي الظاهر والروح هي الوعي الباطن .
.
انتباهنا اليومي يركز على أفكار الوعي الظاهر ومشاعره !
والعقل لا يعرف كيفية الاستماع للروح ولا يريد أيضاً المحاولة !
أفكار العقل قابلة للعدوى من البندولات !
الروح لا تفكر بالكلمات ولكنها تحاول الوصول لوعي العقل عن طريق الانطباعات المفاجئة، 
المعرفة المباشرة، واحساس أن هذا هو الطريق !
"عندما ينام العقل، الروح تتكلم معك !
.
إنه جيد أن تضع عوائق لعقلك كي تأتيك رؤية الروح التي هي دائماً على حق !
.
الروح هي الكلام بدون كلمات، الأفكار بدون تفكير والصوت بدون صوت عالي !
.
عندما تفهم شيء بدون تفكير فهو الحدس القادم من الروح !
.
إذا أردت أن تتأكد من فكرة إعط أمر لأفكارك أن تتوقف وانتبه لمشاعرك هل
هي حسنة أم سيئة أمام هذه الفكرة !
إختار شيئاً آخر وإسأل مرة أخرى ~
ستجد أن الروح توجهك للإتجاه الصحيح ~
.
العقل لا يستطيع معرفة الشيء الصحيح، ولكن الروح مختلفة عنه فهي تلامس فضاء الإحتمالات أو المصدر ! 


الحلم الواعي - فاديم زيلاند


كن واعياً بأن الحياة لعبة لفقوها لك !!
.
ما دمت وبشكل كلي غارقاً في هذه اللعبة فأنت غير قادر علي تقييم الوضع أو التأثير علي مجريات الأحداث بشكل فعال !!
.
اول شيء ، إنزل قاعة المشاهدة ، أنظر حولك بنظرة جلية و قل لنفسك :
.
أين أنا ؟
.
ماذا يحدث ؟
.
ماذا أفعل و لماذا ؟
.
وبعد ذلك ، إصعد المنصة و واصل اللعب وانت مشاهد في نفس الوقت ~
.
الآن لك امتياز كبير !!
.
” الوعي ” كسرت هذه اللعبة وملكت القدرة علي توجيهها .
.
المعنى :
.
أثناء الحلم .. تجد نفسك وسط ظروف ، عقلك يتقبل كل شيء كما هو و كأنما كل شيء يسير كما يجب !!
.
عند اليقظة يحصل تقريباً نفس الشيء و تظن ان الواقع يتواجد باستقلالية عنك وليست لك القوة لتؤثر عليه !
.
قبلت بقسطك الضئيل من القدرات وامتثلت لشروط محيطك الذي تضطر للعيش فيه ولم يتبقي لك سوى السباحة مع مجرى القدر !!
.
ومن فترة لأخرى ، تبادر بمحاولة خجولة للإعلان عن حقوقك !
.
فهل حقيقة لا يمكن تغيير هذا الأمر؟
.
بلي وأكثر !
.
ممكن !
.
وأنت ستفعل ذلك .. !!
.
لحد الآن أفهموك الواقع بالشكل الذي علموك التعامل معه ..
.
الآن ، إعتبر الواقع مثل حلم إلا أنه أصبح ” حلم الواعي ” ~

إستيقظ هنا والآن !
.
كن واعياً ، تذكر ~ كل الناس نيام وكل ما يقع حولك ليس إلا حلم !!
.
إلا أن هذا الحلم لم يعد مسيطراً عليك .
.
أنت استيقظت داخل حلمك وهذا معناه ملكت القدرة لتؤثر علي مجريات الأحداث !!
.
إمتيازك يكمن في وعيك ، أشعر بقوتك ، القوة دائماً معك إذا تذكرتها !!
.
الآن .. كل شيء سيكون كما تريد ~
.
إستيقظ هنا والآن !
.

المعنى:
.
ميلادك في هذه الحياة كان صحوة جديدة ضمن تجسيدات أحلام الواقع السابقة !!
.
وعندما رأيت النور ، كانت لك قدرات خارقة ، كنت تحسن الإصغاء لهمسات نجوم الصباح ، تميز ما بين الهالات وتتواصل مع الحيوانات والطيور !!
كل العالم تراءى لك طاقة نورانية عجائبية وأنت كنت ساحراً !
كنت قادراً علي توجيه هذه الطاقة ، ولكن بسرعة ومن جديد ، خضعت لتأثير العالم المحيط بك وغرقت في حلمك !!
الحالمون حولك ركزوا انتباهك بشكل مستمر وبهدف محدد لتنظر لوجه واحد من أوجه الواقع !!
الوجه الفيزيائي لتظهره ، والنتيجة فقدانك لقواك ولقدراتك الخارقة !!
الآ تحسب أن الحياة تمر وكأنما حلم حيث لست أنت من يوجه الواقع بل هي التي توجهه.
آن الآوان لاستعادة قواك السابقة . ~
.

طاقة اﻷفكار - فاديم زيلاند



.
 بعض أفكارنا التي قد لا نأبه لها، تأخدنا عبر خطوط الحياة إلى منطقة اﻹحتمال التي تتماشى مع تفكيرنا !!
.من وجهة نظر الترانسيرفنغ لا يمكننا تغيير السيناريو بمعنى تغيير مجريات و أحداث الخط الدي نتحرك عبره و لكن بإمكاننا التزحلق و اﻹنتقال إلى خط آخر من خطوط الحياة و اختيار سيناريو و ديكور جديد عبر تغيير خصائص ذبذبات تفكيرنا
.
للحصول على السعادة .. لا تحتاج إلى ثورة أو معركة ، يمكنك ببساطة الحصول عليها باختيارك بوعي لخط حياة حيث سعادتك وراحتك متوفرة بسخاء !!
.
مرات يحلو لفاديم زيلاند أن يشبه فضاء اﻹحتمالات بمتجر ضخم “سوبرماركت”
.
حيث كل ما يخطر على بالك متوفر مجاناً وبدون مقابل و حيث يمكنك حجز ما تريد و تذهب لملاقات حجزك .. !!
.
و من أهم شروط ضمان التوصل هو أن تتحلى بمبدأ التسليم و القبول و عدم اﻹستعجال .
.
كما يشبهه في مرات أخرى بمعرض اللوحات الفنية حيث تتنقل بينها مستمتعاً بما يعجبك دون أن يكون لك حق في اﻹمتعاض أو المطالبة بإزالة اللوحات التي لا تعجبك، عندها ستجد نفسك خارج المعرض كما خارج المتجر أي بعيداً عن الخطوط الطيبة داخل فضاء اﻹحتمالات
.

موجة النجاح - فاديم زيلاند





* موجة النجاح ، هي تراكم للمسارات المفضلة لك في فضاء الاحتمالات 
* إن تيار الأحداث المرغوبة في حياتك ( تيار الحظ ) سيتفعّل فقط ، إذا ألهمك نجاحك الأول في هذا التيار 
* البندولات المدمرة تحاول دائما ، أن تأخذك بعيدا عن موجة النجاح 
* عندما تحرر نفسك من البندولات ، ستكون حرا تماما لاختيار ما تريد 
* باستقبالك وإرسالك للطاقة السلبية ، أنت تصنع جحيمك الخاص 
* باستقبالك وإرسالك للطاقة الإيجابية ، أنت تصنع جنتك الخاصة 
* البندول لن يستطيع رميك بعيدا عن موجة النجاح ، إذا أنت فعّلت عادة التذكر 

* يتم تفعيل عادة التذكر ، عبر التدريب الممنهج

إن التعبيرات المجازية كــ " طيور السعادة الزرقاء " أو " عجلة الحظ " لها أساس مادي حقيقي ، أنها معروفة تماما ،بتتابع النجاح أو الفشل ، كالأيام السيئة أو الأيام الجيدة ، كيف لنا أن نتجنب الأيام السيئة في حياتنا . أفكارك ترتد نحوك كما الصدى .

قد تكون جملة محيرة ، بعد كل ما قيل ، لو قلنا بأنه لا يوجد بندولات مدمرة ، الحقيقة نعم لا يوجد بناء طاقي ( بندولا ) مدمر بذاته ، البندول ، كما قلنا ، يسعى فقط للحصول على الطاقة من تابعيه ، وكنتيجة لهذه الآلية فإن تأثير البندول المباشر عليك ليس تدميريا بالمعنى الدقيق ، إنما يحاول ما يستطيع أن يبقيك في مسار الحياة الذي أنت عليه الآن ، فتغيير مسار حياتك يعني تغيير تردداتك الشعورية على مستوى الطاقة وبالتالي حرمان البندول من تلك الطاقة ، ولهذا السبب تحديدا تسعى البندولات دائما لإبقائك ضمن مسار الحياة الذي أنت عليه الآن ، فإذا كنت سعيدا بمسار حياتك الذي أنت عليه الآن فليس هناك أي مشكلة ، أما إذا كنت غير سعيد بمسار حياتك الحالي ، فهنا تكون المشكلة ، حيث لن يكون بمقدورك التخلص من مسار حياتك غير السعيد إلا إذا تخلصت من بندولات ذاك المسار ، بمعنى آخر فإن مدى التأثير المدمر للبندول يعتمد على قناعة التابع لهذا البندول بمسار حياته الحالي ، والسؤال هنا : هل يوجد بناء على مستوى الطاقة ( بندول ) لا يحتاج إلى طاقة من تابعيه ؟ الجواب نعم ، هذا البندول وبما أنه لا يحتاج إلى طاقة ، فإنه لن يهتم بانتقال تابعيه من مسار حياة ما إلى مسار آخر ، فلو تغيرت ترددات الأفراد على مستوى الطاقة أو لم تتغير هو لن يهتم بذلك ، أي – بمعنى آخر - لو بقي الفرد ضمن مسار حياته الحالي أو غيّر مسار حياته ، فإن ذلك لن يثير اهتمام هذا النوع من البندولات أبدا ، في الحقيقة إن هذا النوع من البندولات هو ما يحقق لك التغيير في مسار حياتك لو أردت ذلك ، يسمي زيلاند هذه النوع من البندولات " موجة النجاح " ، موجة النجاح – كما يشرح لنا زيلاند – عبارة عن مجموعة من الأخبار الجيدة للفرد ، أو ما يمكن أن نسميه بتعبيراتنا اليومية ( عجلة الحظ ) ، يمكن لي أن أسميها الجسور ما بين مسارات الحياة التي يحقق عبرها الفرد الانتقال من مسار حياة إلى مسار آخر ، أي التي يحقق عبرها الفرد ( الترانسرفنغ ) ، وبما أنها لا تأخذ طاقة من الأفراد ، فإنها لا تدوم طويلا بل تختفي سريعا كما ظهرت ، فإذا تشبثت بها فإنك ستعبر معها نحو مسار حياة جديد ، وإذا لم تتشبث بها فإنها ستذهب دون أن تهتم لأمرك ، هي بمثابة صدى لأحداث في مسارات الحياة المختلفة وصلت إلى مسار حياتك الحالي ، يخبرنا زيلاند أن لكل فرد موجات نجاح خاصة به ، ومن نعتبرهم سعيدي الحظ هم في الحقيقة من أتقنوا التشبث بتلك الموجة أو الموجات ، ومن نعتبرهم تعيسي الحظ هم من لم يتقنوا ذاك التشبث ، سواء كانوا يعلمون بذلك أم لا ، ولكي نتشبث بتلك الموجة ونعبر معها ، لا بد لنا أولا أن نتمسك بما يسميه زيلاند بالجذر الذهبي للموجة ، ونحقق ذلك عبر الاهتمام الشعوري بأول خبر سعيد أو فيه أمل يحدث لنا ، مهما بدا لنا هذا الخبر أنه صغير أو تافه ، اجعل الاهتمام وتذكر الأخبار الجيدة عادتك الدائمة مهما بدت صغيرة ، بدلا من العادة عند معظم الناس في تذكر والاهتمام بالأخبار السيئة ، ومن الجدير ذكره هنا أن تسمية ( موجة النجاح ) هو للتسهيل فقط ، الحقيقة أن موجة النجاح هذه لا تتحرك أبدا ، هي فقط تظهر وتختفي كما ظهرت ، وأنت من يغير مسار حياته ، إذا استثمرت هذه الموجة أو هذا الجسر عند ظهوره ، للعبور إلى مسار الحياة الجديد .

إن عدم الاهتمام وتناسي الأخبار الجيدة ، وبدلا عن ذلك التركيز على الأخبار السيئة هو ، بلا شك ، من تأثير البندول ، فكما قلنا تسعى البندولات دائما لتثبيتك في مسار الحياة الذي أنت فيه ، لذلك فهي تسعى دائما وبكل الوسائل المتاحة لمنعك من ركوب موجة النجاح ، وتلك هي حيلة البندول منذ قدم الزمن أن تشغل ذهنك دائما بالأفكار السيئة ، والتوقعات المحبطة ، فعندما يبدأ مسلسل الأخبار والتوقعات السيئة في ذهنك ، سيدخلك ذلك في دائرة الإحباط والاكتئاب ، وبقاؤك في هذه الدائرة سيمنعك ، بكل تأكيد من التغيير أو التطور ، وهذا تحديدا ما يريده البندول بصرف النظر عن مدى المعاناة التي تمر بها وأنت داخل هذه الدائرة ، لذلك لا يعلم معظم الناس ماذا يريدون تحديدا ، ولكنهم يعلمون بالضبط ما الذي لا يريدونه ، لأنهم ببساطة يفكرون على الدوام بما لايريدون ، لتكسر هذه الدائرة عليك أن تتذكر التفكير بما تريد كلما سنحت لك الفرصة وأن تفعّل تلك العادة ، عندما تستيقظ من النوم ، عند الأكل ، وأنت ذاهب لعملك ، وانت مسترخي ..الخ ، وعليك أيضا ، وفي الوقت نفسه التوقف تماما عن التفكير فيما لا تريد ، ما يجلب كل الإحباط ، ما يجعلك مستاء ، متذمر ...الخ ، إن أفكارنا ومشاعرنا ترتد إلينا أحداثا كما الصدى ،فإذا فكرت وشعرت بما تريد ، تحصل عليه ، وإذا فكرت وشعرت بما لا تريد أيضا تحصل على ما فكرت وشعرت به.
إذا كان مسار حياتك الذي تعيشه الآن سيء للغاية ، ففتش عن أي حدث جيد حتى لو كان ثانويا لتفكر وفيه وتعتني به شعوريا ، فعّل أحلامك وطموحاتك شعوريا ، واجعلها أجمل عاداتك ، كثرة القلق والاهتمام والانشغال بركام الواقع السيء لن يحل المشكلة أبدا ، بل إن ما يفعله فقط هو زيادة كومة الركام السيء في طريقك ، نحن لا نطلب منك أن تكون بليدا ، لا مبالي بابتسامة سخفية على وجهك ، لا أبدا ، بل نحن نطلب منك أن تمارس حياتك اليومية بشكل طبيعي جدا وتعتني بكل مطلبات حياتك كما يجب ، ولكن بدلا من الانشغال الذهني والعاطفي بما هو سيء والقلق الدائم على كل شيء ، حاول دائما أن تشغل ذهنك وعاطفتك ومشاعرك بالأخبار الجيدة والأحلام الجميلة ، هذه هي الطريقة الوحيدة لحل مشاكلك ، هذه هي طريقة الترانسرفنغ ، تأكد أنه كلما مارست الترانسرفنغ كلما انتقلت من مسار حياتك الحالي نحو المسار الذي تريده ، واقتربت من تحقيق مصيرك الذي تريد ، كلما شغلت ذهنك بما تريد تحولت حياتك اليومية إلى ما يشبه الإجازة الممتعة ، ستجد المتعة دائما حاضرة في كل وقت ، ستجد نفسك دائما سعيدا ممتطيا موجة النجاح ، عندما تشغل ذهنك بكل ما هو سيء فأنت ، حرفيا ، تصنع جحيمك الخاص ، عندما تشغل ذهنك بكل ما هو جيد فأنت ، حرفيا ، تصنع جنّتك الخاصة .

يطلعنا زيلاند في البند الأخير من هذا الفصل على طريقة ، ربما تكون معروفة ومتداولة ، ولكنها مبتكرة – من حيث الفهم - تسهل علينا التشبث بموجة النجاح وتطبيق الترانسرفنغ ، وهي كما يلي : إستنادا على الفكرة الجوهرية ، أنت تختار ما تريد ، إذا آمنت وعززت ذلك الإيمان بمشاعر قوية ، بأن شيئا ما أو سلوكا ما سيجلب لك الحظ الجيد أو الصحة أو النجاح ..الخ فإنه سيفعل ذلك ، وبالمقابل لو اقتنعت أنه سيجلب لك الحظ السيء أو المرض أو الفشل ...الخ فهو أيضا سيفعل ذلك ، بمعنى آخر لو اقتنعت أن حجر كريما أو حتى حجرا عاديا تملكه أو خاتما تلبسه أو سيوارا أو عقدا ، أو دعاء محددا في الصباح أو شرب القهوة في المساء ...الخ ، لو اقتنعت أن هذا الشيء أو ذاك السلوك سيعود عليك بالنفع بطريقة ما ، فإنه سيفعل ذلك ، قد يبدو هذا غريبا ، ربما لأن لفظة سحر ذات سمعة رديئة في الأدبيات الدينية والعلمية معا ، ولكن دعوني أوضح ، عندما تفكر بفكرة ما كهذه (مثلا ) أن حجرا كريما تملكه يغمرك بطاقة شافئية من أي مرض ، فإنك من جهة تفعّل هذه الفكرة لتصبح واقعا عبر اختيارك لها من فضاء الاحتمالات ، ومن جهة أخرى هذه الفكر ستشكل بالتأكيد ، كما ذكرنا سابقا ، بندولا ، وكلما ازددت إيمانا بالفكرة ، سيزيد ذلك من تأرجح البندول وبالتالي ستزيد قوته ، وبالتالي سيعمل على تثبيتك ضمن مسار حياتي منسجم مع تلك الفكرة ، بمعنى آخر أنت بهذه الطريقة ، تفعّل فكرتك الخاصة للتجلى من فضاء الاحتمالات ، وأيضا تخلق بندولك الخاص وتستثمره لصالحك ، مدى نجاح هذه الفكرة يعتمد على مدى مهارتك في اختيار الفكرة التي تريدها بحيث تكون قريبة منك ومن ضمن نطاق قناعاتك ، وأيضا على مدى إيمانك وانشغالك الشعوري بتلك الفكرة .

فائض الاحتمال ( الكمية الزائدة ) - فاديم زيلاند


كل شيء في الطبيعة يسعى للتوازن ، ( مثلا ) يحدث التوازن عند اختلاف قيم الضغط الجوي بتحرك الرياح ، وفي كل مرة يكون فيها كمية زائدة من الطاقة ( فائض احتمال ) ويحدث خلل في التوازن ، تظهر قوى توازن في الطبيعة والتي تقوم بإنهاء تلك الكمية الزائدة ( فائض الاحتمال) وإعادة التوازن من جديد ، لا أحد يعلم من أين تأتي قوى التوازن أو لماذا تفعل ذلك ، يستطيع العلم أن يصف كيف تحدث هذه الظاهرة ولكنه لا يستطيع أن يفسر لماذا تحدث أو من أين تأتي هذه القوى ، يمكننا القول أن كل القوانين التي اكتشفها العلم حتى اللحظة هي قوانين ثانوية للقانون الرئيسي ( التوازن ) لذلك فإنه ليس من الضروري الإجابة عن هكذا أسئلة ؛ من أين تأتي قوى التوازن ؟ أو لماذا تقوم بإعادة التوازن عبر إنهاء الكمية الزائدة ( فائض الاحتمال ) ؟ أو لماذا يحدث ذلك بهذه الطريقة تحديدا دون غيرها ؟ ، المهم أن هذه الظاهرة موجودة وتحدث دائما ، المهم أن قانون التوازن هو حقيقة ثابتة .
في الطبيعة دائما هناك مظاهر إعادة التوازن ، الليل والنهار ، النجاح والفشل ، القاسي واللين ..الخ ، تختفي قوى التوازن فقط عند التوازن المطلق ، وهذه الحالة غير موجودة في الطبيعة ، لأنه حتى في الفراغ الكامل ، يوجد جسيمات تتخلق من العدم وتختفي إلى العدم بشكل مستمر .
في عالم الطاقة يمكننا أن نتصور نفس الفكرة ، بوجود عدد من البندولات تتأرجح بسرعة عالية جدا ، وعدد آخر يتأرجح بسرعة أقل ، تتفاعل هذه البندولات مع بعضها ، فيعطي البندول حافزا ( طاقة ) لغيره من البندولات المجاورة له تماما كما يأخذ منها ، وأحد أهم القوانين الرئيسة التي تحكم هذا النطام المعقد هو قانون التوازن ، أنت بنفسك محكوم بهذا القانون تماما ، بمعنى آخر أنت بنفسك بندول ، فلو قررت في يوم ما أن تحدث خلل في التوازن وبدأت بالتأرجح ( بث الطاقة ) وأحدثت خللا ما ( كمية زائدة أو فائض احتمال ) بطريقة ما ، فإن ذلك سيزعج البندولات المجاورة لك ، وسيستدعي قوى التوازن لتعديل الخلل وإعادة التوازن وإنهاء الكمية الزائدة أو فائض الاحتمال ، وعليك أن تعلم أن إحداث الخلل لا يكون فقط بالأفعال بل بالأفكار أيضا ليس بوصفها المسبب والباعث على الأفعال فقط ، بل بوصفها طاقة قادرة على إحداث الخلل بذاتها حتى دون الفعل .
يمكن للأفكار أن تحدث خللا في التوازن ( كمية زائدة أو فائض احتمال ) فقط إذا تم تعزيزها بالأهمية ، ويعطينا زيلاد هنا مثالا بسيطا ، لو كنت تمشي داخل الغرفة بشكل مستقيم على بلاط بعرض 25 سم وقطعت المسافة على طول الغرفة 3م ، فستجد ذلك سهلا جدا ، ولن يكون لديك أي شك في مدى قدرتك على قطع هذه المسافة ، ولكن لو أردت أن تقطع نفس المسافة 3م ، وعلى نفس البلاط بنفس العرض 25 سم ، ولكن هذه المرة ليس في داخل الغرفة ولكن بين بنايتين على إرتفاع 30 م ( مثلا ) ، في هذه الحالة ( عند معظم الناس ) سوف تتردد طويلا قبل أن تقطع تلك المسافة وستشك كثيرا في قدرتك على فعل ذلك ، والنتيجة ربما لن تقوم بفعل ذلك أو ربما تسقط أثناء المحاول ، أو أخيرا ربما تنجح في قطع تلك المسافة ولكن بشق الأنفس ، وبإحساس أن قواك قد انهارت تماما عند الوصول ، والحقيقة أن الفرق الوحيد بين الفعل الأول والثاني هو فقط وجهة نظرك عن الفعل ومدى أهميته بالنسبة لك ، ما يحدث فعلا هنا ، أن الاهتمام الزائد في الحالة الثانية الذي هو الخوف من السقوط ، قد أحدث خللا في التوازن ( كمية زائدة أو فائض احتمال ) واستدعى قوى التوازن لإعادة التوازن عبر إنهاء ( كمية زائدة أو فائض احتمال ) المسبب للخلل ، والذي هو مثالنا هنا عبور هذا الجسر المعلق على ارتفاع 30 م ، ستعمل قوى التوازن هنا إما إبعادك عن هذا الممر أو إسقاطك عند العبور ، لأن هدفها الوحيد هو إعادة التوازن عبر إنهاء فائض الاحتمال الذي هو – في هذه الحالة – عبور ذلك الممر ، وهذا يفسر سبب ترددك قبل العبور ، وتمايلك أو سقوطك عند العبور ، وفي حال وصولك للجهة الأخرى فستكون قوى التوازن هي السبب في وصلك منهكا ، لأنك في الحقيقة كنت تقاومها أثناء عبورك ، وأما بالنسبة للأشخاص المتمرسين على هكذا أفعال ، فسيعبور هذا الممر المعلق بكل سهولة تماما كما لو أنه يتمشى على الأرض ، وذلك وببساطة ، لأنه لم يسبب أي خلل يستدعى قوى التوازن .
الحقيقة أنه على مستوى الطاقة لا يوجد فرق أبدا في قيمة الأشياء ، تكتسب الأشياء قيما بسبب وجهة نظرنا عنها وتقيمنا لها ؛ هذا جيد ، هذا سيء ، هذا جميل ، هذا قبيح ، أحب هذا ، أكره ذاك ...الخ ، التقييم بحد ذاته ليس له أي تأثير تخريبي على التوازن ضمن مستوى الطاقة ، السبب الحقيقي الذي يحدث خللا في التوازن ويسبب ( كمية زائدة أو فائض احتمال ) ويستدعى بالتالي قوى التوازن ، هو الأهمية ، الفكرة بسيطة ؛ كلما أردت شيئا بشدة سيزداد خوفك من غيابه عن مسار حياتك ، ولكما لم ترد شيئا بشدة فسيزداد خوفك من ظهوره في مسار حياتك ، هذه الشدة في الخوف من غياب ما تريد وظهور ما لا تريد ، هو هو الأهمية او ما يمكن أن نسميه التعلق ، هذه الأهمية تحدث دائما خللا في التوازن أي تسبب ( كمية زائدة أو فائض احتمال ) ، مما يستدعي قوى التوازن لسد هذا الخلل ، وقوى التوازن هذه تعمل في أغلب الأحيان ضدك .
إن استحضار ( كمية زائدة أو فائض احتمال ) وإحدث خلل في التوازن عبر الأهمية ، هو السبب الحقيقي والأهم لكل ما نواجه من المشاكل ، وهو العائق الحقيقي والأهم أمام تحقيق ما نريد ، عليك أن لا تعطي لتقييماتك أو تقييمات الآخرين أي أهمية ، لا يعني ذلك أبدا اللامبالاة ، بل يعني تحديدا تمام الاعتناء الكامل دون القلق .

الخميس، 30 يونيو 2016

البندولات المدمرة - فاديم زيلاند




إن أي مجموعة من الناس تفكر باتجاه واحد ، تتجمع أفكارهم ومشاعرهم على مستوى الطاقة ، لتشكل تجمع من الطاقة له تردد معين ، التجمع تزداد قوته كلما ازداد عدد المساهمين في تشكيله ، ولكما زادت قوته ازدادت استقلاليته ، وبدأ يشكل قوانينه الخاصة أي تردده الطاقي الخاص به ، يسميه زيلاند ( طفيليات الطاقة ) أو ( البندول ) ، وسمي كذلك لأنه يبدأ ، منذ تشكله ، بالسعي إلى التغذي وامتصاص طاقة المساهمين في تشكيله ، لذا فهو طفيلي ، وكلما امتص طاقة اكثر ازداد تأرجحه فهو كالبندول ، كلما دفعته طاقة فكرية ضمن مستوى تردده ، والأمثلة على البندولات لا يمكن إحصاؤها أو تكاد ، مثلا : الشركات الخاصة ، المدارس ، جمعيات حقوق الحيوان ، العادات الإجتماعية ، الجماعات السياسية ، التلفاز ، الحملات الدعائية ، مجموعات الأصدقاء ، العائلات ، الإقليمية ، الوطنية ، الطائفية ...الخ ، وفي حال توقف المساهمون عن التفكير بمستوى طاقة البندول ، فإن هذا التجمع الطاقي لن يجد طاقة تناسبه ليتغذى عليها ، فيقل تأرجحه شيئا فشيئا حتى يتوقف ويختفي ، أمثلة على البندولات المنتهية ، اللغات الميتة ، العادات البائدة ، الاختراعات التي توقف الناس عن استعمالها ...الخ ، يسعى البندول إلى سلبك حريتك ، عبر جذب أفكارك التي تناسب تردده وتزيد من أرجحته ، فهو دائما يسعى ليبقيك في مسار حياتك الحالي ، عبر أقنعة شعورية كثيرة ، كالخوف من التغيير ، المقارنة مع الآخر وترجيح الأفضلية لك ، الإحساس بعدم القدرة على التغير ...الخ ، دون أن يهتم أبدا إذا كان ذلك يرضيك أم لا أو حتى لو أدّى تغذيه على طاقتك إلى تدميرك بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، ما يهمه فقط هو امتصاص طاقتك ، إنه في كل الأحوال أحد أهم العوائق أمام تحقيق الترانسرفنغ ، فإذا كنت سعيدا ضمن مسار حياتك الحالي ولا تريد أي تغيير ، فلا بأس عليك إذا غذيت تلك البندولات المتوافقة مع مسار حياتك اللتي هي سعيدة باعتقادك ، وأما إذا كنت غير سعيد بحياتك الحالية ، وتسعى جاهدا إلى التغيير ، دون أن تعلم كيف يمكنك التخلص من هذه البندولات ، فإن حياتك ستتحول – بالتأكيد – إلى جحيم حقيقي ، بقي أن نقول أنه لا يمكن اعتبار هذه التجمعات من الطاقة (البندولات ) بأنها كائنات حية ، هي تجمعات تعمل بحسب قوانين الطاقة ، ومن زاوية الترانسرفنغ لا يهم ماهيتها أو التفصيل الدقيق لقوانين عملها أو تفسيراته ، المهم ، حقا ، هو كيف تأثر علينا ، وكيفية التعامل معها 

من الصفات الرئيسية للبندولات المدمرة ، هي سعيها الحثيث لتدمير البندولات الأخرى غير المتوافقة مع ترددها ، وهذا طبيعي فهي تسعى عبر هذه المعارك إلى جذب أكبر عدد ممكن من التابعين لتزيد من طاقتها من جهة ، ومن جهة أخرى تسعى لتحطيم ما لا يوافقها من تجمعات الطاقة الأخرى ، أمثلة صارخة على حرب البندولات : الحروب بين الدول ، الصراعات الطائفية ، الصراعات العرقية ، الصراعات السياسية ، صراع الحملات الإعلانية ..الخ ، تستدرج البندولات تابعيها لخوض هذه المعارك ، عبر العزف على وتر الشعور والمقارنة مع الآخر ؛ نحن أفضل منهم ، هم متخلون ونحن متقدمون ، نحن على صواب وهم خطأ ، نحن عادلون وهم مجرمون ، نحن مؤمنون وهم كافرون...الخ ، إن التابع والمشارك في هذه المعارك يعتقد أن دخل هذه المعركة بإرادته الحرة ، وأنه يعمل لمصلحته الخاصة أو لأهداف نبيلة ، والحقيقة أنه يعمل لمصلة البندول فقط ، هو يعطي طاقته للبندول لا أكثر ، ولا يهتم هذا التجمع الطاقي ( البندول ) أبدا لما سيحدث لهذا التابع ، سواء كان سيعاني أو يتعرض للأذى أو حتى للموت ، وفي حال أراد التابع الاستقالة من هذه المعارك لسبب ما ، فإن نجاحه في ذلك أو فشله يعتمد على مدى قوة البندول ، لأن البندول في كل الأحوال سيحاول منعه من ذلك حتى لو أدّى ذلك لإلحاق الضرر به أو حتى موته .

دمى الخيوط ( العرائس المتحركة ):
السؤال المهم ، كيف تجبر البندولات تابعيها على تقديم طاقتها لها ؟ يمكن للبندولات القوية إجبار التابعين على العمل لمصلحتها ، وذلك لاستقلاليتها وقوة قوانينها ، ولكن الحال مختلف عند البندولات الضعيفة ، لو تحدثنا على المستوى الاجتماعي ، مثلا ، فإن إي شخص يريد من الآخر أن يقوم بعمل ما لصالحه دون أن يمتلك القوة لإجباره على ذلك ، فإنه سيحاول اقناعه بمدى جدوة قيامه بهذا العمل ، البندولات تعمد إلى نفس الطريقة في كثير من الأحيان ، وبما أن البندولات هي ، أصلا ، تجمع من المعلومات على مستوى الطاقة ، فإن طرائقها في الإقناع والعزف على وتر الشعور قوية جدا ، أو لا تقبل الجدل في كثير من الأحيان .

كلنا يعلم أنه ليس هناك العقل الواعي فقط ، بل هناك أيضا العقل الباطن ، وهذا ( العقل الباطن ) تحديدا هو الأهم بالنسبة للبندول ، لنأخذ مثالا بسيطا على ذلك ، إذا قامت حكومة ما بزيادة الأسعار ، فإن ذلك سيؤدي بالمواطنون إلى الشعور بالخوف كرد فعل طبيعي ، عدم الأمان ربما ، وسيبدأون أيضا بالامتعاض والاعتراض و الشتم ..الخ ، ما حدث هنا في الحقيقة أن الحكومة والمواطنين في هذه الحالة يفكرون باتجاه واحد مع ترافق هذه الاتجاه بمشاعر قوية ، الحكومة مع ارتفاع الأسعار والمواطنون ضد ، والرابح الوحيد هنا هو بندول ارتفاع الأسعار ، وتلك هي أهم صفات البندولات ، أنها لا تهتم أبدا إذا كنت مع هذا الاتجاه من التفكير أو ضده فأنت في كل الأحوال تزيد من قوته لأن أفكارك المصحوبة بالمشاعر هي بنفس مستوى تردد البندول ، إذا كنت معه فأنت تزيد من تأرجحه باتجاه معين وإذا كنت ضده فانت تأرجحه بالاتجاه الآخر ، والبندول في كل الأحوال يزداد تأرجحه وتزداد قوته وتأثيره عليك ، ويزداد امتصاصه لطاقتك ، وتزداد قدرته على تثبيتك في مسار حياتك الذي أنت عليه الآن وعلى منعك من الانتقال إلى إي مسار حياة آخر، وسواء كان ذلك يحقق لك سعادة أو كوارث فلا أهمية أبدا بالنسبة له .

إن أحد أهم طرق سيطرة النبدولات على الأفراد إن لم تكن الأهم ، هي وسائل الإعلام بكافة أشكالها ، ولك أن تتخيل الكم الهائل من الجذب التفكيري والشعوي الذي يمكن لهذه الوسائل أن تنتجه ، وأيضا أحد الأسلحة الأكثر فتكا للبندولات هوالمُركّبات الشعورية " الشعور بالنذب " مثلا ، إن الشعور بالذنب سيؤدي بالفرد للتخلص من هذا الشعور ، إما أن يتقبل العقوبة أو أن يقبل بأن يتصرف كما يملي عليه الآخرون لشعوره الداخلي بالنقص أمامهم محاولا التكفير عن ذنبه ( بحسب اعتقاده ) ومحو الشعور بالنقص ، وهذا تحديدا ما تريده البندولات ، إن الشعور بالذنب يبقي الفرد في دائرة التكفير عن ذنبه ، ومرة أخرى سيبقى تفكيره المصحوب بالمشاعر في اتجاه واحد ، وسيبقى خادما أمينا لتغذية البندول المتوافق مع مستوى تفكيره ، إضافة إلى الشعور بالذنب هناك أيضا الشعور بالنقص : أنا ضعيف ، أنا بشع ...الخ ، على الطرف الآخر الشعور بالتفوق : أنا أفضل ، أنا أذكى ، أنا أجمل ..الخ ، الشعور بلزوم التضحية مثلا ، الشعور بضرورة إثبات وجهة النظر ...الخ ، وكل ذلك كما ذكرنا هو لمصلة البندولات لا غير ، هذا كله يؤدي في نهاية المطاف أن يصبح الأفراد ، تماما ، كدمى خشبية لا تتحرك إلا كما تريد خيوط النبدولات ، متوهمين أنهم يفعلون ما يفعلون بحرية تامة ، ويشتكون أنهم يفعلون كل مايستطيعون للخروج من مآزقهم وتغيير مسار حياتهم دون جدوى ، حتى لو كانوا عارفين بعدم جدوى سلوكاتهم المذكورة أعلاه ، فإنهم مقتنعون بأنها عادات يصعب جدا تغيريها ، فيداومون على تلك السلوكات ويداومون أيضا على التذمر منها ، إذن في كل الأحوال إذا قبلت أن تدخل معركة مع البندول المدمر ، سواء كنت معه أو ضده فأنت دائما الخاسر فلا يمكن لفرد أن يهزم بندولا أبدا ، النبدول فقط هو ما يمكنه هزيمة بندول آخر .

أنت دائما تحصل على ما لا تريد :
كما ذكر سابقا ، فإن البندول يستطيع الحصول على طاقة مؤيديه ومعارضيه ، ولكن ذلك هو نصف المشكلة فقط ، فالبندولات القوية تستطيع تدمير رفاهية تابعيها ، ومصيرهم المستقبلي تدميرا كاملا .
في كثير من الأحيان تصادف الفرد أحداث أو أخبار مزعجة ، هذه الأخبار أو الأحداث ليست سوى تحرشات من البندولات ، فإذا كانت هذه الأخبار أو الأحداث لا تهمه كثيرا فإنه لن يأخذها بعين الاعتبار وسيكون في حينها كل شيء على ما يرام ، أما إذا لاقت هذه الحوادث أو الأخبار أهتماما من الفرد عبر التفكير بذاك الاتجاه مع مشاعر مرافقة كالخوف أو الغضب ، فعندها ستكون الضحية قد وقعت في المصيدة ، وسيكون بمقدور البندول وقتها ، تثبيت خيوط تحريك الدمى الخشيبة على ضحيته ، كما ذكر سابقا ، ولكن القصة لا تنتهى هنا فقط ، فطاقة الفرد الشعورية ، لا يتم حصدها جميعا بواسطة البندول ، بل سيذهب جزء منها إلى فضاء الاحتمالات ، بتاكيد تتذكره ، وفضاء الاحتمالات ، أيضا ، معني فقط بمستوى الترداد القادمة من الفرد لتفعيل الاحتمالات الكامنة إلى أحداث مادية على أرض الواقع ، ولا علاقة لفضاء الاحتمالات ، كما النبدولات ، بسلبية أو إيجابية الطاقة القادمة من الفرد ، أو بمعنى آخر في مستوى الطاقة لا يوجد ما هو سلبي أو إيجابي ، كمثال توضيحي بسيط ، إذا أتاحت وسائل الإعلام لفرد معين ، أن يتسمع أو يشاهد خبرا عن كارثة حقيقية في منطقة ما من العالم ، وتأثر بهذا الخبر كثيرا ، كالحزن الشديد على الضحايا ، أو كالغضب الشديد على أشخاص معينين تسببوا بتلك الكارثة ، أو ربما الخوف من أن تطاله كارثة مماثلة ، ففي هذه الحالة سيكون هذا الفرد ، دون أن يعلم ، قد سمح لبندول الكارثة أن يتغذى على طاقته وأن يبقيه ضمن مسار الكارثة شعوريا ، وليس هذا فقط ، بل هو قد سمح لفضاء الاحتمالات ، بتفعيل احتمالات - متوافقة مع ترددات أفكاره ومشاعره - على أرض الواقع ، لتتجلى في مسار حياته أحداثا تتوافق مع الأحداث الكارثية التي تشغل تفكيره ومشاعره ، لا يهم إن كان هذا الفرد يريد ذلك أم لا ، المهم فقط أنها تشغل جزء مهما من تفكيره ومشاعره ، وليس بالضرورة أبدا أن تكون تلك الأحداث الكارثية التي ستتجلى في حياته مطابقة لتلك الكارثة التي أثارت اهتمامه ، لا أبدا ، وإنما هي أحداث متوافقة مع الكارثة بالتردد الطاقي ، بمعنى آخر ، هذا الفرد وعبر اهتمامه وتأثره البالغ بتلك الكارثة ، فإنه سيخلق ، قطعا وحرفيا ، كارثته الخاصة به ، لتتجلى في مسار حياته ، ولن يستطيع الابتعاد عن كارثته الخاصة ، مهما اجتهد أو تذاكى ، إلا إذا عرف الطرق الصحيحة والمناسبة للتخلص من تأثير البندولات ، عليك إذن أن تكون حذرا من استفزازات البندولات وتحرشاتها ، عليك أن تتجاهلها ولا تهتم بها ، عليك أن تراقب ، فقط ، دون أن تتدخل شعوريا 
يخبرنا فاديم زيلاند عن طريقتين للتفادي البندولات أو التخلص من تأثيرها ، الأولى : السماح لتأثير البندول بالسقوط بعيدا عنك ( تجاهل البندول ) و / أو الثانية : إخماد البندولا .

جميع الحقوق محفوظة © 2016 ترانسيرفينج الواقع- فاديم زيلاند