الجمعة، 7 سبتمبر 2018

العلاقة غير المستقلة ( التعلق ) - فاديم زيلاند


إن النظرة المثالية للعالم ؛ للذات الآخر والأشياء ، هي زواية أخرى ووجه آخر من عدم الرضى ، المثالية تعني عموما التقييم المبالغ فيه ، عبر المبالغة في افتراض صفات غير موجودة أصلا أو موجودة بصفة أقل بكثير مما تم تقييمه ، مما يخلق المُثل أو المعبودات بالمعنى العريض للكلمة ، هذه النظرة تمثل (كمية زائدة أو فائض احتمال ) صرف ، لذلك على صاحب النظرة المثالية توقع صفعات قوى التوازن في أي وقت أو ربما في كل وقت ، إن المثالية ، بهذا المفهوم تعني التعلق ، أي علاقة تعتمد على الأشياء أو الأشخاص الذين تم التعلق بهم وانتظار فائدة ما منهم مقابل مثالية النظرة ، إنها بمعنى ما عبودية للآخر أو الشيء الذي تم التعلق به ، ومن الجهة المقابلة نجد أن المثالية مختلفة حد التناقض مع الحب ، الحب هو الطاقة الخلّاقة المنتجة للعالم ، لذلك لا يمكن لها أن تحدث خللا في التوازن (كمية زائدة أو فائض احتمال ) ، ولا يمكن – بالتالي – لقوى التوازن أن تحارب القوى الصانعة لها ، ونحن نتحدث هنا – تحديدا – عن الحب غير المشروط ، ومهما بدا أن هذه الفكرة جنونية ، أي الحب غير المشروط ، إلا أنها الطريقة الوحيدة الناجحة ، للتعامل مع الذات والآخر والعالم ، الحب غير المشروط يعني تحديدا الحب دون انتظار أي شيء في المقابل ، سلطة على المحبوب / المحبوبين أو فائدة ما منهم ، فالحب بهذا المعنى هو الطاقة الخلّاقة ذات الاتجاه الواحد من الذات نحو الذات والأشياء والأشخاص والعالم ، بينما توقع وانتظار أي طاقة في المقابل تعني التعلق ، وكلما كان توقع المقابل أعلى زادت النظرة المثالية وازداد التعلق ، فيزداد الخلل الناتج في التوازن الطاقي ، وكان رد قوى التوازن أقوى وأعنف .
الحب غير المشروط يمكنك من التنقل عبر مسارات الحياة التي تريد ، لأن نتائجه هي استجابة هذه المسارات لاختياراتك ، بينما التعلق يعني خلل في التوازن على مستوى الطاقة ، واستدعاء قوى التوازن للعمل ضدك ، تعمل قوى التوازن بمستويات مختلفة وبطرق مختلفة ولكن النتيجة واحدة دائما ، وهي خيبة أملك وبقاؤك في مسار حياة فيه وفرة من خيبة الأمل بقدر مدى التعلق ، والأمثلة على العلاقات المشروطة والتعلق كثيرة جدا ، " لو معي مال كفاية سأكون سعيدا ..." " عليك أن تفعل كل ما يرضيني ، لأني أساعدك دائما ..." " إذا لم تضحي من أجلي فانت لا تحبني ..." ....الخ .

النظرة المثالية للذات والمقارنة مع الآخر أحد أشكال التعلق أيضا مثلا " نحن أفضل منهم .." " هم متخلفون ونحن متحضرون..."..الخ ، إن كل الصراعات على جميع المستويات الفردية والجماعية وحتى الحروب الدولية والعالمية ، هي بتأثير قوى التوازن التي تعمل على سد خلل التوازن الناتج عن النظرة المثالية للذات والمقارنة مع الآخر (التعلق ) ، فضلا عن استثمار البندولات لتلك النظرة من أجل التغذية على طاقتك .

إن الوقوف على الحدود بين الحب غير المشروط دون الدخول في شرك التعلق ، يجعلك متوازنا مرنا، متجاهلا وبعيدا عن أي صدمات يمكن أن تصيب العالم ، سعيدا ، قادرا على تحقيق كل ما تريد ، غير قابل إطلاقا لأن تصاب بخيبة أمل لأنك ببساطة لا تطلب شيئا من الآخر ، عندما لا تطلب شيئا من الآخرين – عندها فقط – تأكد أن الآخرين سيعطونك كل شيء ، فقط انشغل بحب الآخرين وتوقف تماما عن الانشغال بوهم حاجتك لأن يحبك الآخرون ، فقط انشغل بحب الآخرين ولا تنشغل بمحاولة فرض السلطة عليهم أو محاولة استعبادهم ، فقط انشغل بحب الآخرين وتوقف تماما عن وهم أنك تحتاجهم في أي شيء . 
من الأوجه الأخرى للتعلق ، وخلق خلل في التوازن (كمية زائدة أو فائض احتمال ) (مثلا ) ؛ الغرور ، احتقار الآخر ، عقدة التفوق ، عقدة النقص ، تذكردائما أننا زوار لا أكثر ، لا يحق لنا اصدار الأحكام على الآخرين بأنهم أفضل منا أو أقل منا ، أو الحكم على أنفسنا بأنا أفضل منهم أو أقل منهم ، تأكد أن بقاءك بقدر ما تستطيع بعيدا عن إصدار الأحكام على ذاتك و الآخر يبقيك بعيدا عن صدمات قوى التوازن ، دع إصدار الأحكام وتنفيذها للطبيعة فهي كفيلة تماما بذلك .

هناك تعليق واحد :

جميع الحقوق محفوظة © 2016 ترانسيرفينج الواقع- فاديم زيلاند