الجمعة، 1 يوليو 2016

الفريلينغ - فاديم زيلاند


تتحرك الناس و تتصرف بنيتها الداخلية و في أساس نيتهم الداخلية يقبع إحساس التقدير و القيمة الشخصية. إنها أهم محفز ينتج جميع أنواع تصرفاتهم. إستعملوا النية الداخلية للناس كي تحققوا أهدافكم، أنتم بذلك لا تستعملون الأشخاص و لكن فقط لا تمنعونهم من فعل ما يريدون.

الإنسان كقاعدة مغمور بأفكاره حول ما يريد الوصول إليه من الآخرين و لا يحاول معرفة ماذا يريدون هم، بتغييرك انتباهك لرغبات و محفزات الآخرين ستحصل بسهولة على ما تريده أنت و من أجل ذلك يكفيك فقط أن تطرح السؤال: "لأي شيء تتوجه النية الداخلية لشريكي؟" و بعد ذلك لن يتبق لك سوى توجييه نيتك الداخلية لتحقيق نيته هو.

عندما يحاورك شخص ما فإنه مهتم بالدرجة الأولى بانتباهك لشخصه، يمكنك أن لا تشك أبدا أن الناس مشغولون حصريا بأنفسهم، إنشغل أنت أيضا بهم، إستبدل انشغالك بنفسك بالإهتمام بهم، أيقظ ملاحظك الداخلي و توقف عن لعب لعبة الرفع من قيمتك.
إلعب لعبة إعلاء قيمة الآخرين. إهتم لهم، إستمع إليهم، لاحظ، لا داعي للبحث و التنقيب، تحرك فقط موافقا المجرى و التدفق.
بمجرد ما تغير انتباهك من نفسك للأخرين، الفائض المحتمل أو"التضاخم " سيذوب بنفسه، و عندها يمكنك أن تتعامل بعفوية و سهولة.

من أجل أن تحصل على الإنتباه، يكفيك فقط الإهتمام بمحيطك، تحدث إلى الناس عن الأمور التي تهمهم و ليس التي تهمك، بما في ذلك أن تحدثهم عنهم أنفسهم، لا داعي لتجعلهم يهتمون لشأنك، هذه نية داخلية، الإهتمام بالآخرين نية خارجية، بتنازلك عن نيتك الداخلية و استبدالها بالإنتباه للناس الآخرين فأنت تحصل دون عناء على ما تريده.

لو أنك ألف مرة أهم مما أنت عليه الآن، فجميع الناس منشغلون بالدرجة الأولى بأنفسهم و في آخر المطاف بك أنت. أنت بنفسك عندما تحاول إثارة الإنتباه لشخصك تفكر حصريا في شخصك و عندما تولي الإهتمام للآخر فإنه يحصل على تحقيق نيته الداخلية.
من أين يأتي هذا التحقيق؟ من عندك بالطبع و بعد تحقيقه نيته فمن سيهتم أولا به بعد نفسه منذ الآن؟ أنت فقط

إذا لم تكن نجما فيمكن أن ينظر إليك كاحتمال لعلاقة شراكة مهنية أو صداقة أو علاقة عاطفية. خلال التواصل الإجتماعي ليس مهما قدر أهميتك بل إلى أي حد أنت توافق شخصا معينا و هذا ما سيقدره هو.
بتواجده بجانبك و انشغاله و تفكيره في نفسه فإن الإنسان بوعي أو بلا وعي يقيم درجة إلى أي حد لك موقع في سيناريو العلاقات المحتملة معه بحيث يمكنه أن يحصل على حالة من الرضا عن النفس، حالة الرضا هاته يحصل عليها عندما تتأكد له قيمته الخاصة في شكل من الأشكال: أنا محبب، يهتمون بي، أنا لست مكانا فارغا، يحترمونني، أنا لست أسوء من الآخرين، يقدرونني...

ما هي النتيجة التي ستحصل عليها إذا كنت في حالة أولى تفرض على شخص ما نفسك أو في حالة ثانية توليه الإهتمام؟ إذا منحت للشخص شعورا بالرضا عبر التقدير الذي حظي به فإنه سيغمض عينيه عن نواقصك و يجد لك أعذارا عن نقط ضعفك، قيمتك و نواقصك لا تهم إلا في آخر المطاف، بالدرجة الأولى يهمه شعوره بالتقدير لشخصه الذي يحصل عليه خلال التواصل معك.

تقديراتك الممتازة لشخصك قد تكون الى حدود معينة عائقا أثناء بحتك عن شريك. الشخص و بالدرجة الأولى يقيم إلى أي حد سيكون له تقدير بتواجده قربك، إذا كنت تتفوق عليه في كل المجالات فغالبا ما سيعتبر أن شخصيته ستذوب وسط نورك و تألقك، إسمح له بالشعور بقيمته أمامك، عند ذلك، سيكون لك.

و أنت تهتم بالناس عليك أن تفعل ذلك بصدق، لا تجعلهم يفهمون أنك تطبق تقنيات تواصلية معينة لتحصل على خدمة أو ربح، إذا كنت تريد الحصول منهم على شيء ما فإنهم يستحقون على الأقل الإخلاص و الصدق أثناء التعامل معهم.
ضع لك هدف أن لا تظهر كمحاور جيد و مهم و اسمح لشريكك أن يظهر أكثر أهمية، عدل نفسك على تردداته و استمع إليه بانتباه، إطرح أسئلة تبين اهتمامك بموضوعه أو شخصه، يمكنك أن تتواصل معه لساعات حيث أنه من يتحدث بالأساس، عند نهاية حديثكم سيكون شريكك مقتنع إطلاقا أنك شخص رائع و محاور مهم.

تنازل عن نيتك في الحصول على ما تريد، إستبدلها بنية العطاء، فتحصل على ما تنازلت عنه، تنازلت عن عرض قيمتك و سمحت للآخر بالتعبير عنها.
مند اللحظة التي قمت فيها بذلك، أصبح الآخر معجبا بك لأنك سمحت له بتحقيق نيته الداخلية.

إذا رغبت أن تحصل على اهتمام من طرف شخص لا يعتبرك شريكا للتواصل معه، فيمكنك ذلك في حالة واحدة. إذا نسيت نفسك و أمرك و وجهت كل انتباهك نحوه و لأمره. و بصدق تهتم بكل ما يعنيه و تحدثه عن ذلك، عندها فقط سيبدي اهتماما لأمرك.
نيتك الداخلية أنت كذلك تكمن في أن تشعر بالتقدير.
قيمتك أو تقديرك سيتحقق في عيون الآخرين في حالة تنازلك عن نيتك الداخلية و السماح بتحقيق النية الداخلية للآخرين، ميزتك ـ هي أنك تستعمل النية الخارجية ـ خذ لك هذه الميزة و اكتسبها.

كيف تقنع شخصا بأن يفعل شيئا ما ترغبه؟ أحسن طريقة لفعل ذلك تتم بالنية

الخارجية: أن تتجمع الظروف كي يرغب الشخص بنفسه القيام بذلك. من أجل ذلك عليك ربط العمل الذي تريد أن يفعله مع أهداف و توجهات هذا الشخص، إطرح السؤال: " كيف أربط ما أريده مع ما يريده هو؟ " 
حاول أن تعرف كيف يمكن أن يرفع من قيمته أثناء قيامه بالعمل، بعد ذلك إطرح له ما تريده على ضوء الإعلاء من قيمته، عندما تشعره بالتقدير فإنه سيرغب بنفسه القيام بالعمل الذي تريده و أثناء ذلك إثن عليه بسخاء.
باستعمالك لهذه المبادىء ستقنع بسهولة الآخرين العمل لمصلحتك.

لا تفكر كيف يمكنك أن تبيع منتوجا، الطموح للبيع هي نية داخلية، النية الخارجية موجهة لوجهة مغايرة تماما ـ إنها معرفة ماذا يريد المشتري، لا يهم حتى معرفة أي منتوج يريد اقتناءه، إذا كان يعاني هشاشة العظام و اهتممت بصدق لأمره و نصحته بطبيب أو دواء فإنه سيشتري المنتوج من عندك ليس لأن منتوجك أحسن بل لأنه و أثناء بيعك الطوب تحدثت معه عن هشاشة العظام.

قال أحد رجال الأعمال المرموقين: " الجميع يريدون أن يقترحوا علي شيئا ما و لم يسألني أحد بتاتا ما أحتاجه"، الناس بطموحهم الحصول على شيء ما من الآخرين يفكرون حصريا في مشاكلهم و كيفية حلها بمساعدة ناس آخرين و هذه نية داخلية صرفة، على العكس بتفكيرك في ما يريد الآخرون فأنت تفعل النية الخارجية.
هناك طريقة رائعة لتجعل شخصا ما يصطف ضدك ـ أفهمه إلى أي درجة أنت أحسن منه.

المال - فاديم زيلاند


من الصعب جدا أن تحب المال دون أن ترغب في امتلاكه، لذلك يستحيل تفادي علاقة التبعية، يمكن حصرها فقط في أدنى مستوياتها..
افرح عندما تحصل على المال و لا تقلق و لا تنزعج إذا لم تتوفر عليه أو إذا صرفته لأن المال في هذه الحالة سيكون أقل فأقل.
إذا كان شخص ما يجني مالا قليلا ،فخطأه النموذجي هو عندما يشتكي من ذلك على الدوام، خصائص الطاقة التي يبثها تناسب خطوط الحياة الفقيرة،
الخوف من أقوى المشاعر السلبية الغنية بالطاقة، خوفك من ضياع المال أو عدم كسبه بشكل كاف يحولك و بشكل فعال إلى خطوط الحياة حيث المال قليل، إذا سقطت في هذا الفخ فإن الخروج منه أمر صعب و لكن ممكن! و من أجل ذلك يجب إزاحة 'الفائض المحتمل' الذي خلقته بنفسك، و سببه هو تبعيتك للمال أو رغبتك القوية لامتلاكه .. في البداية، ارض بما تملكه و اقبل بوضعيتك، تذكر أنه كان ممكنا أن تكون في حالة أسوء، و عند ذلك لا تتنازل عن رغبتك في امتلاك المال. ، ضع نفسك مكان اللاعب الذي يمكن في لحظة أن يصبح غنيا أو يفقد كل شيء،
الكثير من البندولات يستعملون المال كوسيلة عالمية للحساب مع أتباعهم، و بالضبط أنشطتهم هي التي أوصلت إلى الإستعمال الرمزي للمال. بواسطة المال يمكن العيش في هذا العالم المادي، حيث يباع و يشترى تقريبا كل شيء، بواسطة المال يتحاسب كل البندولات اختر أيا كان.. هنا تكمن الخطورة الخفية عندما تلعق الطعم البراق الكاذب لتغير وجهتك بسهولة إلى خطوط حياة بعيدة عن سعادتك. من أجل مصالحها الخاصة خلقت البندولات أسطورة أنه لتحقيق الأهداف نحتاج إلى المال و بهذه الطريقة يتحول هدف كل شخص إلى رمز مصطنع "المال"
يمكن الحصول على المال من مختلف البندولات و لذلك لا يفكر الإنسان في أهدافه ،بل في المال ،و يسقط تحت تأثير بندول غريب عنه، لم يعد يفهم ماذا يريد من الحياة و ينخرط في السباق نحو المال دون جدوى. بالنسبة للبندولات، هذه الوضعية مفيدة جدا، حيث يسقط الإنسان في التبعية، ينحرف عن الطريق و يرتطم رأسا مثل الذبابة على زجاج النافذة، و لن يستطيع الحصول على المال الوفير بما أنه يخدم أهداف غيره، الكثيرون يتواجدون في هذه الوضعية، و من هنا جاءت أسطورة أن الغنى و الثراء هو امتياز القلة من الناس. في الحقيقة، كل شخص يمكن أن يكون غنيا إذا مشى لهدفه.
المال ليس هدفا، و ليس حتى وسيلة لتحقيق الهدف، إنه فقط صفة ترافقه.
الهدف هو ما يريد شخص تحصيله في حياته، و هذه أمثلة الأهداف:
ـ أن تعيش في منزل خاص و تعتني بالورود ـ أن تسافر حول العالم -أن ترى مناطق بعيدة ـ صيد السمك بالألاسكا - التزحلق في جبال الألب تركب الخيول داخل جنانك الخاص ـ أن تستمتع بالحياة في جزيرتك الخاصة وسط المحيط ـ أن ترسم لوحات فنية ـ أن تصبح نجما سينمائيا أو فنانا... بديهي أن بعد هذه الأهداف لن يتحقق إلا إذا كنت تملك حقيبة من المال، لذلك غالبية الأشخاص يتصرفون كالآتي: يحاولون الوصول إلى خط الحياة حيث حقيبة المال تنتظرهم و لكن ،و لأنهم يخدمون أهداف بندول غريب عنهم، يصبح الوصول إلى الحقيبة صعبا بل و مستحيلا ،ما يحصل إذن ،هو أنهم لا يحققون أهدافهم و لا يحصلون على المال أيضا، لن يكون الأمر إلا كذلك لأن طاقه أفكارهم متوجهة لرمز مصطنع 'المال' و ليس لهدفهم الحقيقي... سنرجع إلى هذا الموضوع في فقرة 'المال و الأهداف '.
الآن نقيم خلاصة واحدة و بسيطة: إذا كنت تظن أن هدفك لن يتحقق إلا بشرط أنك شخص غني، فلتذهب بشروطك إلى الجحيم.
لنفرض أن هدفك هو السفر عبر العالم. من الواضح أن هذا يتطلب الكثير من المال، من أجل تحقيق الهدف، فكر في الهدف و ليس في الغنى. المال سيأتي لوحده، إنه صفة مرافقة، هكذا بكل بساطة. صحيح يرن كلاما لا يصدق، إلا أنه فعلا كذلك و قريبا ستقتنعون بذلك. البندولات بسعيها للربح الخاص حولت كل شيء رأسا على عقب. لا يتحقق الهدف بواسطة المال، بل المال يأتي في الطريق نحو الهدف. تعرفون الآن مدى التأثير القوي الذي تملكه البندولات ، هذا التأثير ولد الكثير من الأخطاء و الأساطير،، الآن مثلا، و بقراءتك لهذه الأسطر يمكن أن تعترض... الأمر واضح جدا، في البداية يصبح شخص ما ،رجل صناعة كبير، أو رجل بنك ،أو نجما سينمائيا و بعد ذلك فقط يصبح مليونيرا. صحيح لم يصبحوا مليونيرا إلا أولئك الذين فكروا في أهدافهم و ليس في الثروة، غالبية الناس يتصرفون بالعكس: إما يخدمون أهداف غيرهم أو يعوضون هدفهم بصفة رمزية 'المال' أو يتنازلون نهائيا عن أهدافهم بحجة عدم استيفاء شرط أن يكون أولا غنيا. في حقيقة الأمر، لا توجد حدود للثراء، يمكنك أن تريد ما تشاء، إذا كان فعلا لك، فتحصل عليه ، إذا كان هدفك من تلفيق البندول فلن تحقق أي شيء، سنتحدث عن الأهداف بتفصيل أكثر... مرة أخرى أعيد: المال ليس إلا صفة مرافقة في الطريق نحو الهدف . لا تقلق من أجله، سيأتيك المال بنفسه، أهم شيء الآن هو أن تخفض من قيمة المال إلى الأدنى كي لا تخلق 'الفائض المحتمل' لا تفكر فيه، بل فكر فقط في ما تريد أن تحصل عليه. في نفس الوقت، يجب التعامل مع المال بانتباه و دون إهمال، إذا وجدت على الطريق قطعة نقدية صغيرة و لم ترغب في الإنحناء لأخذها، فهذا يعني أنك لا تحترم المال، بندول المال بدوره لن يكون رهن إشارتك إذا كنت مهملا. لا تقلق إذا صرفت المال، إنه بذلك يقوم بمهمة، إذا اتخذت قرارا بصرفه، لا تندم، جمع مبلغ كبير من المال و صرف القليل منه يخلق فائضا محتملا قويا و احتمال ضياعه يكبر في هذه الحالة. المال يجب صرفه بعقلانية بحيث تكون الحركة،،، هناك حيث لا توجد الحركة ،يظهر الفائض المحتمل. الأغنياء لا يقومون بأعمال خيرية بالصدفة، إنهم بذلك يخفضون من الفائض المحتمل عن الثروة التي راكموها

التخلص من الشعور بالذنب - فاديم زيلاند


كيف تتخلص من الشعور بالذنب؟ توقف عن إعطاء التبريرات للمحيطين بك. إفعل ذلك فقط في الحالة القصوى عندما تكون الضرورة ملحة لشرح دواعي أفعالك. تذكر.. لا أحد يملك الحق لمحاكمتك مهما كان الأمر بما أنك لم تلحق الضرر بأحد.
لا تعاتب نفسك أمام الناس و لا تدافع عنها أيضا. فليتبخر المتلاعبون في فراغك.  ضد مجرى الإحتمالات لترى كيف أن العوائق تختفي بنفسها.
بالطبع، التخلص النهائي من الأهمية لن تحصل عليه بهذه البساطة، مهما حاولت. لا تحارب الأهمية، عليك ببساطة أن تفرج من قبضتك في الأمور و تحول طاقة القلق لطاقة الفعل، إبدأ الفعل بأي شكل دون ضغط و إصرار. طاقة الفائض المحتمل (التضاخم) ستذوب في الفعل، طاقة النية ستتحرر و المشكلات المعقدة ستتحول لحلول بسيطة.



خيوط الأهمية ستتقطع بنفسها عندما تتوقف عن معركتك. كل أهمية يمكنك أن تخفضها بوعي ـ خفضها. كل ما لم تنجح في تخفيضه حوله إلى فعل، دور في أفكارك شريحة متكاملة، قم بتخيل العملية و بهدوء، قف و اخطو نحو هدفك ـ هذا كل ما عليك فعله.
التنازل عن المعركة ـ هو كذلك فعل. إعط لنفسك و العالم إمكانية أن تكونوا كما أنتم. لست بحاجة لتغيير نفسك و تحارب العالم، بمجرد ما تتنازل عن معاركك، ستشعر كل يوم أكثر فأكثر بحريتك. لا يمكنك في لحظة واحدة التخلص من ثقل مشاكلك التي راكمتها طيلة حياتك و لكنك بتطبيق مبدأ التنسيق ستحول مصدات الرياح المظلمة لطريق مستوي.
إسمح لنفسك بالرفاهية أن تعتبر الحياة كلها عيدا.
الآن.. ظهرت عندك أسس حقيقية و غير وهمية من أجل العيد ـ الأمل في الحرية، ستشعر بحالة من الرضا هادئة لوعيك أنك في الطريق نحو هدفك، لذلك سترافقك دائما فرحة العيد و حتى قوى التوازن لن ترخي بظلالها على فرحتك. بتوافق مع مبدأ التنسيق، حيث تستوعب الحياة كيوم عيد مهما حصل و هذا يعني أنها ستكون فعلا كذلك.
لا توجد قوى بمقدورها أن تعيقك في الطريق نحو هدفك، إذا كنت تتحرك حسب المجرى و التدفق و تحافظ على التوازن و تطبق مبدأ التنسيق فإنك لم تعد كباخرة من ورق على أمواج الظروف و لا دمية في أيدي البندولات..
لديك الشراع ـ إنه وحدة الروح و العقل.
لديك مقود ـ إنه الإختيار.

أنت تتزحلق في فضاء الإحتمالات مستعملا رياح النية الخارجية.

أنت لا تحتاج للإيمان كما لا تحتاج للثقة بل للتنسيق..
التنسيق يعني أن تحصل على الرضا من أفكارك حول هدفك، كما لو أن هدفك تحقق. أن تفرج عن ضغوطك من أجل التحكم في السيناريو و تتحرك حسب مجرى و تدفق الإحتمالات مساعدا نفسك بمجداف نية صافية.
عندما تتحرك بوعي عبر التدفق و المجرى، كل شيء يتموضع في مكانه دون حاجة منك لإيلاء قوى إضافية.
التنسيق التام يمكن الحصول عليه عند توافق الروح مع العقل، و من أجل الوصول لهذا التوافق، يكفيك أن تستمع لما يمليه قلبك في تناغم مع عقيدتك، و هذا يعني: أنني أحب نفسي و أتقبل نفسي كما أنا، لا يعذبني الضمير و الشعور بالذنب، أنا بدون تردد أتصرف بما يمليه علي عقلي و قلبي

ها أنت هادئ، مسرور و متوازن، ولكن هذا لا يطول إلا لوقت، البندول ينصب لك كمين (إثارة) و تجد نفسك في موقف ما أو تسمع خبرا سيئا.. حسب السيناريو الذي وضعه، يتوجب عليك أن تقلق، تخاف، تفقد صوابك، تكتئب، تعبر عن عدم الرضا... كل ما أنت بحاجة له الآن هو أن تستيقظ في الوقت المناسب و تتذكر لتسأل نفسك: ما نوع هذه اللعبة التي أنت فيها؟ ثم تكسر القاعدة ـ تفعل أي شيء خارج عن المألوف.

ستتأكد بنفسك كم هو الشعور الجميل الذي يغمرك حين يحاول البندول بكل قواه جرك و التأثير عليك، و لكنك في مقابله فارغ لا تتأثر، هذا الشعور الجميل لا يأتي فقط من كبريائك ـ القوي. الأمر يفسر بأنه حينما تعطي طاقتك للبندول فأنت تضعف و عندما يتحرش بك البندول فلا تعيره اهتماما و تتركه في فراغ فإن طاقته التي صرفها لإثارتك تتحول إليك لتصبح أنت أكثر قوة، ها أنت الآن لديك قوة إضافية و هي ما تشعر به كإحساس جميل.

لا يصعب التصرف بشكل مغاير و خارج عن المألوف لأنك تعي أن الأمر لعبة. أنت حرفيا كأنك تصارع عدوا غير مرئي في غرفتك التي تتواجد فيها مرآة فقط.. في المرآة انعكاس لأهميتك و ما دام عندك شيء ما يحمل قيمة بفائض فهذا معناه أن لديك عدوا سيلوح لك في المرآة بدوام.
إذا كانت أهميتك تساوي الصفر، لن تخاف شيئا و لن تدافع عن شيء و لن تهجم على أحد، مرآة القيمة ستتبعثر و سترى الرأس الضخم من الطين ينهار.

وراء كل مجموعة من الناس يوجد بندول، أتباعه ينجزون و يعملون لمصلحته، و أغلبهم لا يعون أهدافهم الحقيقية، إطرح على نفسك السؤال بدوام:

لصالح من و لماذا كل هذا؟ هل هذا هو ما أنا بحاجة له؟ 

بشكل عام، هذه المسائلة تقودك لكسر قوانين اللعبة بوعي و يمكنك أن تنجح في ذلك بطريقتين: إما أن تخفض من الأهمية فيحصل البندول على فراغ أو أن تخمذه بردة فعل منك غريبة و غير اعتيادية. إذا كنت لا تنجح في خفض الأهمية، إستعمل الطريقة الثانية، كل ردة فعل غريبة و غير اعتيادية على تحرشات البندول يمكن اعتبارها كسرا جامدا لقواعد اللعبة.

حرية الإختيار تكمن في حقيقة سهلة ممتنعة: لست بحاجة لتحارب من أجل تحقيق الهدف، كل ما تحتاجه ـ هو القرار بالإمتلاك.. في اللحظة التي ستسمح لنفسك فيها بالإمتلاك، يمكنك بهدوء أن تخطو في الطريق نحو هدفك.

المحاربون يعتبرون أن الحرية يجب انتزاعها، إنهم طيلة حياتهم يعيشون على أهبة المعركة و لكن معركتهم الحقيقية يأجلونها دائما. المحاربون يعتبرون أن نيل الحرية ببساطة شيء مستحيل، يقنعون أنفسهم و غيرهم أنها تتطلب سنوات من العمل الشاق و النضال.

البندولات تلفق لك سيناريو مغاير تماما، يضطرونك لتحارب من أجل هدف.. و من أجل ذلك، يتوجب عليك أن تعلن الحرب ضد نفسك و العالم، تطلب منك البندولات أن تبدأ من نفسك، يفهمونك أنك لست مثاليا و لذلك لن تحقق هدفك إذا لم تتغير و لكي تتغير عليك أن تحارب من أجل مكان تحت ضوء الشمس ـ هذا السيناريو يتبعه هدف واحد ـ إمتصاص طاقتك.

مؤيدي الترانسيرفينغ لا يشاركون في المعارك من أجل الحرية لأنهم يعرفون أنهم يملكونها، لا أحد بإمكانه أن يفرض عليك حربا و لن تسقط في فخها إلا إذا كنت ممتلئا بالأهمية الداخلية و الخارجية. كل ما يتعلق بالحروب في الترانسيرفينغ ـ نية الفعل و التصرف بدون تردد و من أجلها أنت لا تحتاج لاستعداد و لا لتربية حربية.. تحتاج فقط للوعي.

إذا كنت لا تنجح في السماح لنفسك بالإمتلاك يمكنك أن تأجيل هذا الأمر للمستقبل.. لكن إلى متى هذا التأجيل؟ التأجيل المستمر يمكن أن يضيع حياتك كلها، التأجيل يقود لاعتبار الحياة في كل لحظاتها الآنية كاستعداد لمستقبل أحسن.. الإنسان دائما غير راض على حاضره و يأمل تحسين و ضعيته في المستقبل. بمثل هذه العلاقة، المستقبل لا يأتي أبدا و يلوح دائما في الأمام، هذا يشبه تماما اللحاق بغروب الشمس.

عند انتظار مستقبل أحسن، تمضي الحياة كلها، و في حقيقة الأمر لا يوجد وقت خاص بالإنتظار، لذلك لا يجب انتظار المستقبل بل عيش أجزاء منه في اللحظة الآنية. اسمح لنفسك بالإمتلاك هنا و الآن. و هذا لا يعني أن هدفك سيتحقق الآن لحظيا. المعنى يكمن في القرار ما يعني النية بالإمتلاك على عكس عميلة معاركك ضد نفسك، القرار بالإمتلاك يحتوي على قوة أكبر بكثير من قوة القرار بالفعل.

الأشخاص الذين ولدو و رصيدهم يحتوي الملايين، الإستعداد للإمتلاك لديهم أصلا، لا يحتاجون حتى التفكير في ذلك، أما أنت فتحتاج للعمل بالشرائح (الكليشيهات)، عقلك سيقلق حين يفكر في الواقع و طرق تحقيق الأهداف و لكن هذا طريق الحرب و لا يقود لأي مكان. في هذا الطريق، لن تستطيع جني مالا كافيا و ستشكو دائما من قلته.
لا تجني المال بل القرار بالإمتلاك.
إذا ركزت على هدفك و كأنك حققته.. أبوابك ستفتح و الوسائل ستجد نفسها بنفسها.. هذا هو معنى الحرية التي تدوخ الرأس بالمعنى الحرفي، إذا تنازلت عن هذه الحرية فإنك مرة أخرى تقوم باختيارك...

عندما تفعل وتتصرف بشكل ضاغط، فانك تخلق الفائض المحتمل (التضاخم) ..أنت لاتحتاج للعزيمة بل قرار هادئ.. استرخ و أفرج من قبضتك على الأمور و كن شاهدا فقط لنفسك بأنك بكل بساطة ستأخد ما هو لك.. من أجل اقتنائك جريدة من كشك، أنت لاتحتاج لعزيمة و قرار، اذا لم تجد جريدتك، فأنت لا تقلق بسبب ذلك، و تذهب ببساطة لكشك آخر.. أفرج من قبضتك القاتلة..


أنت ستحصل على ما تريد من دونها..فكر بكل بساطة أنك ستأخد ما هو لك.. ستأخد بهدوء، دون مطالبة أو الحاح... " بما أنني أريد هذا... اذن.. عم تتحدثون ؟ انه سيكون لي..

من الخطأ اعتبار القرار بالامتلاك من قبيل أقوال عادية مثل " أريد و سأملك " ، في حقيقة الأمر ، يجب أن تكون هذه الأفكار مملوءة بطاقة النية و الا فلن تكون سوى غمغمة عقل و لا شيء أكثر، من الضروري أن تنتج هذه الأفكار عن وحدة و توافق الروح مع العقل.
الصعوبة التي تشعر بها للحصول على القرار بالامتلاك يمكن تشبيهه بذلك التأرجح الذي يشعر به الانسان عندما يركب الدراجة الهوائية لأول مرة.. الانسان يعرف أنه مبدئيا بامكانه قيادتها وفي نفس الوقت يعرف أنه لن يتمكن من ذلك من المحاولة الأولى، يشك في قدراته وفي نفس الوقت تتملكه الرغبة في التعلم، عقل الانسان يميل للتعلم بواسطة التحكم في الأمور و لا يفهم كيف يجب عليه أن يتصرف..في لحظة ما.. يسهو العقل ويضعف تحكمه..عندها تظهر وحدة الروح و العقل في مسألة أنه يجب الحفاظ على التوازن، و النتيجة يتحقق التعلم.
العقل لا يفهم كيف تم الأمر.. و لكن هذا بالضبط هو السر.. الخلاف بين الروح و العقل يكمن فقط في كون العقل يشكك في واقعية تحقيق الهدف، و بمجرد ما يضعف انتباه العقل، تسقط الحدود التي رسمها لتظهر هذه الوحدة.
يقف العقل منبهرا أمام حقيقة أن تحكمه غير ضروري

.. ومنذ الآن سيتنازل عن تحكمه بما أنه اقتنع أنه لاحاجة له به.
يجب استعمال عادة العقل و ميله للتحكم في كل شيئ لنقترح عليه لعبة جديدة.. المعنى وراء هذه اللعبة يكمن في: - عندما تعترضك أية حالة سلبية فعلى العقل أن يستيقظ و يقيم بوعي مستوى الأهمية لتغير علاقتك بها.. ستقتنع بنفسك أن هذه اللعبة ستعجبه و مبدأ اللعبة- كسر قواعدها، بمعنى أن تكون ردات فعلك غير متوقعة.
مبدأ آخر من مبادئ الترانسيرفنغ : تنسيق النية. بتطبيقك لهذا المبدأ ستحصل على نجاح ايجابي بنفس قدر السلبيين في نجاحهم الحصول على أسوء انتظاراتهم و يمكن التعبير عن هذا المبدأ كالتالي:
" اذا نويت اعتبار ما قد تظنه تحولا سلبيا في سيناريو كتحول ايجابي.. فذلك ما ستحصل عليه بالظبط"
كل حدث على خط الحياة يملك فرعين احتمال.. فرع باتجاه ايجابي وآخر سلبي. بمجرد ما يقلقك حادث..... "

إشرح لعقلك قانون اللعبة الجديدة، قل له أنه و من الآن فصاعدا له أن يتحكم في الأمور ،إلا أن طبيعة هذا التحكم تكمن في اعتبار كل حدث مهما كان ـ حدثا إيجابيا ما ينتج تزحلقا ديناميكيا على التعديلات في السيناريو، لا تتسرع في التعبير عن عدم الرضا و تحارب كل المواقف التي تحصل لك ..لأنك و خلال عرض المسرحية ..غيرت السيناريو...

بتنازلك عن التحكم في السيناريو، فأنت تحصل على التحكم." 

من السهل القول "بقدر إيمانك، ستحصل على ما تريده" (الكتاب المقدس) لكن من أين لي هذا الإيمان؟ كيف أتخلص من الشكوك؟ الجواب:لا تفكر في وسائل الوصول .. بل دور في ذهنك شريحتك المتكاملة و قم بخطواتك في اتجاه هدفك. عش داخل شريحتك حيث هدفك فيها تحقق، الأبواب (الوسائل و الإمكانيات) ستفتح لوحدها في الطريق.

"ستحصل على الحرية عندما تتوقف عن معاركك" 

أعطوك الحرية فقط لتشارك في المعركة، هذا أيضا اختيار و ستحصل دائما على اختيارك ـ إنه قانون أكيد. في المعركة ضد البندول لن يستطيع الإنسان الفوز، يمكنه فقط أن يحصل على جائزة و حتى هذا لا يتأتى إلا لقلة معدودة. مهمة البندولات هي أن تخفي عنك حقيقة الحرية. في حقيقة الأمر لا أحد يستطيع أن يفرض عليك المشاركة في معركة ، يمكن لهم فقط أن يفهموك أنه لا بديل عن ذلك.. الأمر في الحقيقة صحيح: ليس لديك مخرج طالما أنت مشدود بخيوط الأهمية.
لتحصل على حريتك، عليك التنازل عن الأهمية ـ لا تعطي أي قيمة عالية لأي شيء سواء بداخلك أو خارج عنك. في أغلب الأحوال، من أجل تخفيض الأهمية يكفي أن تستيقظ و تغير بوعي علاقتك. كلنا نائمون نوم يقظة و نلعب دورنا بشكل ميكانيكي. عمق نومنا مرة أخرى يمكن تقييمه بقدر القيمة التي نوليها لكل صفات اللعبة و بالتالي نحن رهائن لأهميإتنا.

الذات العليا - فاديم زيلاند


هنالك تفسيرات متعددة على مدى التاريخ ، تحاول أن تتناول موضوعة القدر ، بعضهم يرى أن القدر هو هو المصير المحتوم ، ولكن كم يبدو هذا التفسير مخيفا ، فإذا كان قدرك أن تكون ضعيفا ، فقيرا ، بشعا ، منبوذا ، فلا أمل لك في تغيير ما أنت عليه ، وإذا حالفك الحظ وكان قدرك أن تكون قويا ، غنيا ، جميلا ، محبوبا ، فلا حاجة لك أن تفعل شيئا ، فهل فعلا الحياة كذلك وبتلك القسوة والظلم ؟ بلا مكان لأي أمل في التغيير ، ولو تساءل تعيس الحظ ، عن ما هي الخطايا التي ارتكبها لتكون الحياة بتلك القسوة ، وماذا عليه أن يفعل ، فستكون هناك إجابات جاهزة وكثيرة ، ( مثلا ) لقد فعلت أشياء سيئة في حياتك السابقة وقانون الكارما يعيد إليك ما قمت به من أفعال ، ( أو ) إذا صبرت ورضيت وتحملت المعاناة سيكون لك جنّة في الحياة القادمة ، ( أو ربما ) أنت تعاني لأنك تطلب الكثير، فقط كن سعيدا ، ولكن كل هذه الإجابات ليس فيها حلول حقيقية وعادلة لتلك المعضلة ، فما يهتم به الفرد هو معاناته الآن ، إن حياة سابقة لا يتذكرها أو حياة قادمة لا يعلم عنها شيئا ، لن تحل له مشكلته مع الواقع ، وتقبّل الواقع كما هو دون أي أمل في تغييره مع ادعاء السعادة أيضا لن يحل شيئا ، هي فقط سعادة ظاهرية لا علاقة لها بالواقع . 
ولو تتطلعنا من زاوية أخرى سنرى أنه على الطرف الآخر من يؤمنون بأن المثابرة والعمل والكد والجهد الكبير ، يمكنه تغيير الواقع ، يؤمنون وبشكل قطعي بأن صناعة القدر ممكنة ولكن طريقها صعب جدا ، لقد قرأنا كثيرا عبر التاريخ عن أبطال عظام ، بذلوا الكثير وضحوا بالكثر حتى وصلوا إلى أهدافهم ، بالعمل المضني والتضحيات الكبيرة ، ولكن هذه النظرة أيضا هي قاسية جدا عن الحياة ، فهي تتطلب البذل الكبير دائما ، ولا تضمن لك النجاح دائما ، فإلى جانب من نجحوا ، هناك الكثير الكثير ممن بذلوا كل ما استطاعوا دون نجاح يذكر .

هناك مخرج بقدر ما هو سهل هو ممتع ، مختلف عن كل البدائل المعروضة سابقا ، لأنه ضمن مستوى مختلف ، فالقدر بحسب الترانسرفنغ يعتمد على نظرة مختلفة تماما عن العالم.
لقد تراكمت منذ فجر التاريخ ، نظريات مختلفة في توافقات وتناقضات كثيرة ، لمحاولة كشف اللثام عن حقيقة العالم ، وكلما حاولت أي نظرة كشف اللثام عن الوجه الحقيقي للعالم ، فإن العالم يستجيب لتلك النظرة ، يرى الماديون - مثلا - أن المادة تنتج الوعي والكون يوافق على ذلك ، بينما يرى المثاليون أن الوعي ينتج المادة والكون مرة أخرى يوافق على ذلك ، وذلك لأن النقاط الأساسية ( المسلمات ) ، يأخذها العلم كما هي دون اكتراث يذكر حول كيف ولماذا كانت هذه المسلمات هكذا ، ترى مكنيكا الكم على سبيل المثال أن الجسيمات ما تحت المستوى الذري لها خصائص متناقضة ، فهي جسيم في حالات معينة وموجة في حالات أخرى ، وأما عن سؤال لماذا هي كذلك فليس للعلم أدنى إجابة ، الحقيقة أن هكذا سؤال هو خارج عن نطاق العلم منذ الأساس ، ومع ذلك فإن كل ما بني على فكرة الجسيم كان صحيحا وبنتائج صحيحة ، وما بني أيضا على فكرة الموجة كان صحيحا ، وما بني على الخاصية المزدوجة ( جسيم / موجة ) كان أيضا صحيحا ، إن العالم في شكلية إظهاره للحقيقة هو على هذه الحال ، لأن الحقيقة الكلية لانهائية التشكل ، وكلما نظرنا إلى جزء من هذه الحقيقة فإن هذا الجزء سيعكس نظرتنا ، أي ما نختاره نحصل عليه . وهذا يحدث تحديدا لأن تجليات حقيقة العالم تأتي عبر حركة المادة ، فلو تتبعنا حركة نقطة مادية ما يمكن رسمها على المستوى الديكارتي ، ويمكن إيجاد دالة حسابية تمثل حركة تلك النقطة ، ولكن الدالة الحسابية التي تعبر عن مسار تلك النقطة ، ليست سوى أرقام مجردة ابتدعناها لوصف حركة تلك النقطة ، إي لوصف الحقيقة كما تجلت لنا ، ولكن من الجانب الآخر فإن تلك النقطة المتحركة لا تعلم شيئا عن تلك الدالة الواصفة لحركتها ، هي في الواقع لا تحتاجها ، هي تتحرك فقط ، ولكن السؤال الجوهري هنا ( والذي اعتبره العلم ثانويا )، ما الذي يجعل تلك النقطة تتخذ هذا المسار تحديدا دون غيره ، فضلا عن إجابة مكنيكا الكم ، بأن المشاهدة هي العامل المؤثر على التجربة ‘ فإن فاديم زيلاند نطلق من زاوية أخرى للمحاولة التفسير ؛ فليس هناك ما يمنع ( نظريا ) افتراض أن النقطة المتحركة على مستوى ديكارت تتكون من عدد لا نهائي من النقط المتحركة ، أي ( حرفيا ) ، لا يوجد لما يمنع من وجود عدد لا نهائي من الأكوان عند أي نقطة ، بأخذ نسبية الزمان والمكان بعين الاعتبار ، وما يحدث على مستوى المايكرو ، يحدث أيضا على مستوى الماكرو ، أي يمكن القول ( نظريا ) ليس هناك ما يمنع بأن تناهي الصغر هو لا نهائي وتناهي الكبر هو لا نهائي أيضا ، وأنه عند كل نقطة في هذا اللانهائي يمكن وجود عدد لا نهائي من الأكوان وبعدد لا نهائي من المستويات ، إن هذه الضخامة لا يمكن لنا أن تصورها بكليتها ، فضلا عن عدم قدرتنا على وصفها رياضيا ، فيكون ما نصفه أو ما نتصوره هو فقط ومضة من تلك الانهائية المتشعبة في جميع الاتجاهات والمستويات ، هذه اللانهائية تحتوي إذن على كل الاحتمالات الممكنة وكل المعلومات ، يسميها فاديم زيلاند فضاء الاحتمالات أو المعلومات او المتغيرات ، والذي هو عبارة عن شبكة لانهائية من الأسباب والنتائج ، هذا الفضاء يحتوي على كل شيء ، وما معرفتنا وتعريفنا للحقيقة سوى ومضة لجزء ما من هذا الفضاء متعدد الأشكال ، وكلما اختلف ذلك الجزء الذي نختاره بتلك الومضة ، اختلفت أشكال تجلي الحقيقة ، وبالتالي معرفتنا وتعريفنا لها ، بمعنى أدق " ما نختاره نحصل عليه " وللتوضيح ، قسّم فاديم زيلاند تجلي الحقيقة إلى سيناريوهات و ديكورات ، السيناريو هو طرق ترابط المتغيرات والديكور هو المظهر المادي الخارجي الذي مثله السيناريو ، وكمثال بسيط لتوضيح الفكرة ، لو أخذنا ( كمثال ) شخص فقير أو دون الحالة المادية المتوسطة ، فإن أحد سيناريوهات حياته المحتلة ، ساعات عمل طويلة ، عمل شاق ، عائد قليل جدا ، التزامات وديون على مدار العام ، علاقات متوترة مع الأسرة والمجتمع...الخ ، ولو تحدثنا عن الديكورات ، فيمكن أن نتحدث عن ؛ بيت متواضع جدا بالكاد يحتوي على أثاث وطعام ، يعمل كعامل بسيط عشر ساعات يوميا في منجم أو محجر أو شركة ضخمة ..الخ ، ويمكن تجميع السناريوهات المتشابهة في قطاعات ، فيمكن القول ( مثلا ) أن سكان قرية ما والذين يعملون جميهم في الزراعة ، جميعهم ضمن قطاع واحد من السناريوهات ، أي أنهم جميعا يعيشون سيناريوهات متشابهة تقريبا ، وكلما زادت الفروقات بين القطاعات ، زادت الفروقات بين سيناريوهات هذه القطاعات المختلفة ، تشكل مجموع السناريوهات للفرد ( أي سلاسل الأسباب والنتائج المتجلية في حياته ) مسار حياة الفرد ( قدره ) هذه السلاسل من الأسباب والنتائج لا يمكن تغييرها ، لأنها موجودة فعلا ، الحقيقة كل المسارات موجودة بسبب لانهائية فضاء الاحتمالات ، وهذا يؤكد النظرة القائلة أن القدر محتوم ولا يمكن تغييره .
ولكن لو عدنا إلى سؤال ، لماذا يظهر مسار محدد دون غيره في حياة فرد ما ؟ فإن مكنيكا الكم تجيب على هذا النوع من الأسئلة وبعدة إثباتات بأن الوعي يؤثر على المادة ، وهذا يعود بنا إلى الجملة المركزية " أنت تختار ما تريد " ، ويوضح لنا زيلاند الفكرة بطريقة بسيطة وذكية جدا ، فيقول إن كل المسارت موجودة وكامنة في فضاء الاحتمالات الانهائي ، لا تتغير ولا تتبدل وهذا منطقي جدا ، بسبب لا نهائيتها ، أي أن كل المسارات أصلا موجودة وما حركة المسار كأحداث في حياتنا سوى رؤيتنا لجزء من هذا المسار ، أي حركة الأحداث المادية على أرض ليست حركة في سلسة الأسباب والنتائج ، هذه السلاسل جميعها موجودة وثابتة لا تتغير ولا تتحرك ، بل ما يحدث حقا أن وعينا هو الذي يتحرك على طول هذه السلسلة منتجا الزمان والمكان وتجلي الاحتمالات الكامنة كأحداث مادية ، ويضرب لنا زيلاند مثالا عبقريا للتوضيح ، تخيل أن مسارا ما في فضاء الاحتمالات هو كماء في أنبوب طويل ، هذا الماء ثابت في كميته واتجاهه ، فلو بدء الماء بالتجمد من أحد طرفي هذا الأنبوب على طوله نحو الاتجاه الآخر ، فإن ما يتحرك بهذه الحالة ليس الماء بذاته بل حالة التجمد ، ولو افترضنا أننا نستطيع رؤية هذا الماء في حال تجمده فقط ، فإن هذا الماء المتجمد سيبدو لنا أنه يتخلّق من العدم كحركة مادية على أرض الواقع، والحقيقة أن التمظهر هو ما يحدث ويتحرك وليس الماء بذاته ، فإذا كان الحال كذلك ؛ كل مسارات الحياة ( الأقدار ) كامنة في فضاء الاحتمالات الانهائي ، ووعينا هو المسؤول عن تجلي مسار ما ( قدر ما ) دون الآخر ، فإننا بالتأكيد لا نستطيع تغيير سلسلة الأسباب والنتائج ( المسارات ) في فضاء الاحتمال ، ولكنا ببساطة نستطيع اختيار المسار الذي نريد ، يقول فاديم زيلاند : يمكننا اختيار مصائرنا تماما كما نختار سلعة من سوبر ماركت، ولكن هذا الاختيار لا يتحقق عبر الحلم أو الرغبة أو مجرد التفكير في مصير ما نريده لأنفسنا ، الحقيقة أن المشكلة الجوهرية هنا هي جهلنا في كيفية تحقيق هذا الاختيار ، وهذا ما سنتعلمه من الترانسرفنغ ، فالترانسرفنغ هو ، تحديدا ، طريقة مثالية واضحة وبسيطة تعلمنا يمكن نحقق عملية الاختيار لمصيرنا الذي نريده وبالكيفية التي نريدها ، إن أهمية الترانسرفنغ نابعة من سهولتها وروعتها في التطبيق ، فلا تحتاج مع الترانسرفنغ للتذمر أو الشقاء أو التعاسة إلا إذ اخترت أنت ذلك ، لا تحتاج للكد والجهد والعمل الشاق إلا إذا اخترت أنت ذلك ، مع التارنسرفنغ يمكنك ببساطة أن تسمح لأي شيء تريده بأن يتحقق لك .

عالم الروح - فاديم زيلاند


العقل هو الوعي الظاهر والروح هي الوعي الباطن .
.
انتباهنا اليومي يركز على أفكار الوعي الظاهر ومشاعره !
والعقل لا يعرف كيفية الاستماع للروح ولا يريد أيضاً المحاولة !
أفكار العقل قابلة للعدوى من البندولات !
الروح لا تفكر بالكلمات ولكنها تحاول الوصول لوعي العقل عن طريق الانطباعات المفاجئة، 
المعرفة المباشرة، واحساس أن هذا هو الطريق !
"عندما ينام العقل، الروح تتكلم معك !
.
إنه جيد أن تضع عوائق لعقلك كي تأتيك رؤية الروح التي هي دائماً على حق !
.
الروح هي الكلام بدون كلمات، الأفكار بدون تفكير والصوت بدون صوت عالي !
.
عندما تفهم شيء بدون تفكير فهو الحدس القادم من الروح !
.
إذا أردت أن تتأكد من فكرة إعط أمر لأفكارك أن تتوقف وانتبه لمشاعرك هل
هي حسنة أم سيئة أمام هذه الفكرة !
إختار شيئاً آخر وإسأل مرة أخرى ~
ستجد أن الروح توجهك للإتجاه الصحيح ~
.
العقل لا يستطيع معرفة الشيء الصحيح، ولكن الروح مختلفة عنه فهي تلامس فضاء الإحتمالات أو المصدر ! 


الحلم الواعي - فاديم زيلاند


كن واعياً بأن الحياة لعبة لفقوها لك !!
.
ما دمت وبشكل كلي غارقاً في هذه اللعبة فأنت غير قادر علي تقييم الوضع أو التأثير علي مجريات الأحداث بشكل فعال !!
.
اول شيء ، إنزل قاعة المشاهدة ، أنظر حولك بنظرة جلية و قل لنفسك :
.
أين أنا ؟
.
ماذا يحدث ؟
.
ماذا أفعل و لماذا ؟
.
وبعد ذلك ، إصعد المنصة و واصل اللعب وانت مشاهد في نفس الوقت ~
.
الآن لك امتياز كبير !!
.
” الوعي ” كسرت هذه اللعبة وملكت القدرة علي توجيهها .
.
المعنى :
.
أثناء الحلم .. تجد نفسك وسط ظروف ، عقلك يتقبل كل شيء كما هو و كأنما كل شيء يسير كما يجب !!
.
عند اليقظة يحصل تقريباً نفس الشيء و تظن ان الواقع يتواجد باستقلالية عنك وليست لك القوة لتؤثر عليه !
.
قبلت بقسطك الضئيل من القدرات وامتثلت لشروط محيطك الذي تضطر للعيش فيه ولم يتبقي لك سوى السباحة مع مجرى القدر !!
.
ومن فترة لأخرى ، تبادر بمحاولة خجولة للإعلان عن حقوقك !
.
فهل حقيقة لا يمكن تغيير هذا الأمر؟
.
بلي وأكثر !
.
ممكن !
.
وأنت ستفعل ذلك .. !!
.
لحد الآن أفهموك الواقع بالشكل الذي علموك التعامل معه ..
.
الآن ، إعتبر الواقع مثل حلم إلا أنه أصبح ” حلم الواعي ” ~

إستيقظ هنا والآن !
.
كن واعياً ، تذكر ~ كل الناس نيام وكل ما يقع حولك ليس إلا حلم !!
.
إلا أن هذا الحلم لم يعد مسيطراً عليك .
.
أنت استيقظت داخل حلمك وهذا معناه ملكت القدرة لتؤثر علي مجريات الأحداث !!
.
إمتيازك يكمن في وعيك ، أشعر بقوتك ، القوة دائماً معك إذا تذكرتها !!
.
الآن .. كل شيء سيكون كما تريد ~
.
إستيقظ هنا والآن !
.

المعنى:
.
ميلادك في هذه الحياة كان صحوة جديدة ضمن تجسيدات أحلام الواقع السابقة !!
.
وعندما رأيت النور ، كانت لك قدرات خارقة ، كنت تحسن الإصغاء لهمسات نجوم الصباح ، تميز ما بين الهالات وتتواصل مع الحيوانات والطيور !!
كل العالم تراءى لك طاقة نورانية عجائبية وأنت كنت ساحراً !
كنت قادراً علي توجيه هذه الطاقة ، ولكن بسرعة ومن جديد ، خضعت لتأثير العالم المحيط بك وغرقت في حلمك !!
الحالمون حولك ركزوا انتباهك بشكل مستمر وبهدف محدد لتنظر لوجه واحد من أوجه الواقع !!
الوجه الفيزيائي لتظهره ، والنتيجة فقدانك لقواك ولقدراتك الخارقة !!
الآ تحسب أن الحياة تمر وكأنما حلم حيث لست أنت من يوجه الواقع بل هي التي توجهه.
آن الآوان لاستعادة قواك السابقة . ~
.

طاقة اﻷفكار - فاديم زيلاند



.
 بعض أفكارنا التي قد لا نأبه لها، تأخدنا عبر خطوط الحياة إلى منطقة اﻹحتمال التي تتماشى مع تفكيرنا !!
.من وجهة نظر الترانسيرفنغ لا يمكننا تغيير السيناريو بمعنى تغيير مجريات و أحداث الخط الدي نتحرك عبره و لكن بإمكاننا التزحلق و اﻹنتقال إلى خط آخر من خطوط الحياة و اختيار سيناريو و ديكور جديد عبر تغيير خصائص ذبذبات تفكيرنا
.
للحصول على السعادة .. لا تحتاج إلى ثورة أو معركة ، يمكنك ببساطة الحصول عليها باختيارك بوعي لخط حياة حيث سعادتك وراحتك متوفرة بسخاء !!
.
مرات يحلو لفاديم زيلاند أن يشبه فضاء اﻹحتمالات بمتجر ضخم “سوبرماركت”
.
حيث كل ما يخطر على بالك متوفر مجاناً وبدون مقابل و حيث يمكنك حجز ما تريد و تذهب لملاقات حجزك .. !!
.
و من أهم شروط ضمان التوصل هو أن تتحلى بمبدأ التسليم و القبول و عدم اﻹستعجال .
.
كما يشبهه في مرات أخرى بمعرض اللوحات الفنية حيث تتنقل بينها مستمتعاً بما يعجبك دون أن يكون لك حق في اﻹمتعاض أو المطالبة بإزالة اللوحات التي لا تعجبك، عندها ستجد نفسك خارج المعرض كما خارج المتجر أي بعيداً عن الخطوط الطيبة داخل فضاء اﻹحتمالات
.

موجة النجاح - فاديم زيلاند





* موجة النجاح ، هي تراكم للمسارات المفضلة لك في فضاء الاحتمالات 
* إن تيار الأحداث المرغوبة في حياتك ( تيار الحظ ) سيتفعّل فقط ، إذا ألهمك نجاحك الأول في هذا التيار 
* البندولات المدمرة تحاول دائما ، أن تأخذك بعيدا عن موجة النجاح 
* عندما تحرر نفسك من البندولات ، ستكون حرا تماما لاختيار ما تريد 
* باستقبالك وإرسالك للطاقة السلبية ، أنت تصنع جحيمك الخاص 
* باستقبالك وإرسالك للطاقة الإيجابية ، أنت تصنع جنتك الخاصة 
* البندول لن يستطيع رميك بعيدا عن موجة النجاح ، إذا أنت فعّلت عادة التذكر 

* يتم تفعيل عادة التذكر ، عبر التدريب الممنهج

إن التعبيرات المجازية كــ " طيور السعادة الزرقاء " أو " عجلة الحظ " لها أساس مادي حقيقي ، أنها معروفة تماما ،بتتابع النجاح أو الفشل ، كالأيام السيئة أو الأيام الجيدة ، كيف لنا أن نتجنب الأيام السيئة في حياتنا . أفكارك ترتد نحوك كما الصدى .

قد تكون جملة محيرة ، بعد كل ما قيل ، لو قلنا بأنه لا يوجد بندولات مدمرة ، الحقيقة نعم لا يوجد بناء طاقي ( بندولا ) مدمر بذاته ، البندول ، كما قلنا ، يسعى فقط للحصول على الطاقة من تابعيه ، وكنتيجة لهذه الآلية فإن تأثير البندول المباشر عليك ليس تدميريا بالمعنى الدقيق ، إنما يحاول ما يستطيع أن يبقيك في مسار الحياة الذي أنت عليه الآن ، فتغيير مسار حياتك يعني تغيير تردداتك الشعورية على مستوى الطاقة وبالتالي حرمان البندول من تلك الطاقة ، ولهذا السبب تحديدا تسعى البندولات دائما لإبقائك ضمن مسار الحياة الذي أنت عليه الآن ، فإذا كنت سعيدا بمسار حياتك الذي أنت عليه الآن فليس هناك أي مشكلة ، أما إذا كنت غير سعيد بمسار حياتك الحالي ، فهنا تكون المشكلة ، حيث لن يكون بمقدورك التخلص من مسار حياتك غير السعيد إلا إذا تخلصت من بندولات ذاك المسار ، بمعنى آخر فإن مدى التأثير المدمر للبندول يعتمد على قناعة التابع لهذا البندول بمسار حياته الحالي ، والسؤال هنا : هل يوجد بناء على مستوى الطاقة ( بندول ) لا يحتاج إلى طاقة من تابعيه ؟ الجواب نعم ، هذا البندول وبما أنه لا يحتاج إلى طاقة ، فإنه لن يهتم بانتقال تابعيه من مسار حياة ما إلى مسار آخر ، فلو تغيرت ترددات الأفراد على مستوى الطاقة أو لم تتغير هو لن يهتم بذلك ، أي – بمعنى آخر - لو بقي الفرد ضمن مسار حياته الحالي أو غيّر مسار حياته ، فإن ذلك لن يثير اهتمام هذا النوع من البندولات أبدا ، في الحقيقة إن هذا النوع من البندولات هو ما يحقق لك التغيير في مسار حياتك لو أردت ذلك ، يسمي زيلاند هذه النوع من البندولات " موجة النجاح " ، موجة النجاح – كما يشرح لنا زيلاند – عبارة عن مجموعة من الأخبار الجيدة للفرد ، أو ما يمكن أن نسميه بتعبيراتنا اليومية ( عجلة الحظ ) ، يمكن لي أن أسميها الجسور ما بين مسارات الحياة التي يحقق عبرها الفرد الانتقال من مسار حياة إلى مسار آخر ، أي التي يحقق عبرها الفرد ( الترانسرفنغ ) ، وبما أنها لا تأخذ طاقة من الأفراد ، فإنها لا تدوم طويلا بل تختفي سريعا كما ظهرت ، فإذا تشبثت بها فإنك ستعبر معها نحو مسار حياة جديد ، وإذا لم تتشبث بها فإنها ستذهب دون أن تهتم لأمرك ، هي بمثابة صدى لأحداث في مسارات الحياة المختلفة وصلت إلى مسار حياتك الحالي ، يخبرنا زيلاند أن لكل فرد موجات نجاح خاصة به ، ومن نعتبرهم سعيدي الحظ هم في الحقيقة من أتقنوا التشبث بتلك الموجة أو الموجات ، ومن نعتبرهم تعيسي الحظ هم من لم يتقنوا ذاك التشبث ، سواء كانوا يعلمون بذلك أم لا ، ولكي نتشبث بتلك الموجة ونعبر معها ، لا بد لنا أولا أن نتمسك بما يسميه زيلاند بالجذر الذهبي للموجة ، ونحقق ذلك عبر الاهتمام الشعوري بأول خبر سعيد أو فيه أمل يحدث لنا ، مهما بدا لنا هذا الخبر أنه صغير أو تافه ، اجعل الاهتمام وتذكر الأخبار الجيدة عادتك الدائمة مهما بدت صغيرة ، بدلا من العادة عند معظم الناس في تذكر والاهتمام بالأخبار السيئة ، ومن الجدير ذكره هنا أن تسمية ( موجة النجاح ) هو للتسهيل فقط ، الحقيقة أن موجة النجاح هذه لا تتحرك أبدا ، هي فقط تظهر وتختفي كما ظهرت ، وأنت من يغير مسار حياته ، إذا استثمرت هذه الموجة أو هذا الجسر عند ظهوره ، للعبور إلى مسار الحياة الجديد .

إن عدم الاهتمام وتناسي الأخبار الجيدة ، وبدلا عن ذلك التركيز على الأخبار السيئة هو ، بلا شك ، من تأثير البندول ، فكما قلنا تسعى البندولات دائما لتثبيتك في مسار الحياة الذي أنت فيه ، لذلك فهي تسعى دائما وبكل الوسائل المتاحة لمنعك من ركوب موجة النجاح ، وتلك هي حيلة البندول منذ قدم الزمن أن تشغل ذهنك دائما بالأفكار السيئة ، والتوقعات المحبطة ، فعندما يبدأ مسلسل الأخبار والتوقعات السيئة في ذهنك ، سيدخلك ذلك في دائرة الإحباط والاكتئاب ، وبقاؤك في هذه الدائرة سيمنعك ، بكل تأكيد من التغيير أو التطور ، وهذا تحديدا ما يريده البندول بصرف النظر عن مدى المعاناة التي تمر بها وأنت داخل هذه الدائرة ، لذلك لا يعلم معظم الناس ماذا يريدون تحديدا ، ولكنهم يعلمون بالضبط ما الذي لا يريدونه ، لأنهم ببساطة يفكرون على الدوام بما لايريدون ، لتكسر هذه الدائرة عليك أن تتذكر التفكير بما تريد كلما سنحت لك الفرصة وأن تفعّل تلك العادة ، عندما تستيقظ من النوم ، عند الأكل ، وأنت ذاهب لعملك ، وانت مسترخي ..الخ ، وعليك أيضا ، وفي الوقت نفسه التوقف تماما عن التفكير فيما لا تريد ، ما يجلب كل الإحباط ، ما يجعلك مستاء ، متذمر ...الخ ، إن أفكارنا ومشاعرنا ترتد إلينا أحداثا كما الصدى ،فإذا فكرت وشعرت بما تريد ، تحصل عليه ، وإذا فكرت وشعرت بما لا تريد أيضا تحصل على ما فكرت وشعرت به.
إذا كان مسار حياتك الذي تعيشه الآن سيء للغاية ، ففتش عن أي حدث جيد حتى لو كان ثانويا لتفكر وفيه وتعتني به شعوريا ، فعّل أحلامك وطموحاتك شعوريا ، واجعلها أجمل عاداتك ، كثرة القلق والاهتمام والانشغال بركام الواقع السيء لن يحل المشكلة أبدا ، بل إن ما يفعله فقط هو زيادة كومة الركام السيء في طريقك ، نحن لا نطلب منك أن تكون بليدا ، لا مبالي بابتسامة سخفية على وجهك ، لا أبدا ، بل نحن نطلب منك أن تمارس حياتك اليومية بشكل طبيعي جدا وتعتني بكل مطلبات حياتك كما يجب ، ولكن بدلا من الانشغال الذهني والعاطفي بما هو سيء والقلق الدائم على كل شيء ، حاول دائما أن تشغل ذهنك وعاطفتك ومشاعرك بالأخبار الجيدة والأحلام الجميلة ، هذه هي الطريقة الوحيدة لحل مشاكلك ، هذه هي طريقة الترانسرفنغ ، تأكد أنه كلما مارست الترانسرفنغ كلما انتقلت من مسار حياتك الحالي نحو المسار الذي تريده ، واقتربت من تحقيق مصيرك الذي تريد ، كلما شغلت ذهنك بما تريد تحولت حياتك اليومية إلى ما يشبه الإجازة الممتعة ، ستجد المتعة دائما حاضرة في كل وقت ، ستجد نفسك دائما سعيدا ممتطيا موجة النجاح ، عندما تشغل ذهنك بكل ما هو سيء فأنت ، حرفيا ، تصنع جحيمك الخاص ، عندما تشغل ذهنك بكل ما هو جيد فأنت ، حرفيا ، تصنع جنّتك الخاصة .

يطلعنا زيلاند في البند الأخير من هذا الفصل على طريقة ، ربما تكون معروفة ومتداولة ، ولكنها مبتكرة – من حيث الفهم - تسهل علينا التشبث بموجة النجاح وتطبيق الترانسرفنغ ، وهي كما يلي : إستنادا على الفكرة الجوهرية ، أنت تختار ما تريد ، إذا آمنت وعززت ذلك الإيمان بمشاعر قوية ، بأن شيئا ما أو سلوكا ما سيجلب لك الحظ الجيد أو الصحة أو النجاح ..الخ فإنه سيفعل ذلك ، وبالمقابل لو اقتنعت أنه سيجلب لك الحظ السيء أو المرض أو الفشل ...الخ فهو أيضا سيفعل ذلك ، بمعنى آخر لو اقتنعت أن حجر كريما أو حتى حجرا عاديا تملكه أو خاتما تلبسه أو سيوارا أو عقدا ، أو دعاء محددا في الصباح أو شرب القهوة في المساء ...الخ ، لو اقتنعت أن هذا الشيء أو ذاك السلوك سيعود عليك بالنفع بطريقة ما ، فإنه سيفعل ذلك ، قد يبدو هذا غريبا ، ربما لأن لفظة سحر ذات سمعة رديئة في الأدبيات الدينية والعلمية معا ، ولكن دعوني أوضح ، عندما تفكر بفكرة ما كهذه (مثلا ) أن حجرا كريما تملكه يغمرك بطاقة شافئية من أي مرض ، فإنك من جهة تفعّل هذه الفكرة لتصبح واقعا عبر اختيارك لها من فضاء الاحتمالات ، ومن جهة أخرى هذه الفكر ستشكل بالتأكيد ، كما ذكرنا سابقا ، بندولا ، وكلما ازددت إيمانا بالفكرة ، سيزيد ذلك من تأرجح البندول وبالتالي ستزيد قوته ، وبالتالي سيعمل على تثبيتك ضمن مسار حياتي منسجم مع تلك الفكرة ، بمعنى آخر أنت بهذه الطريقة ، تفعّل فكرتك الخاصة للتجلى من فضاء الاحتمالات ، وأيضا تخلق بندولك الخاص وتستثمره لصالحك ، مدى نجاح هذه الفكرة يعتمد على مدى مهارتك في اختيار الفكرة التي تريدها بحيث تكون قريبة منك ومن ضمن نطاق قناعاتك ، وأيضا على مدى إيمانك وانشغالك الشعوري بتلك الفكرة .

فائض الاحتمال ( الكمية الزائدة ) - فاديم زيلاند


كل شيء في الطبيعة يسعى للتوازن ، ( مثلا ) يحدث التوازن عند اختلاف قيم الضغط الجوي بتحرك الرياح ، وفي كل مرة يكون فيها كمية زائدة من الطاقة ( فائض احتمال ) ويحدث خلل في التوازن ، تظهر قوى توازن في الطبيعة والتي تقوم بإنهاء تلك الكمية الزائدة ( فائض الاحتمال) وإعادة التوازن من جديد ، لا أحد يعلم من أين تأتي قوى التوازن أو لماذا تفعل ذلك ، يستطيع العلم أن يصف كيف تحدث هذه الظاهرة ولكنه لا يستطيع أن يفسر لماذا تحدث أو من أين تأتي هذه القوى ، يمكننا القول أن كل القوانين التي اكتشفها العلم حتى اللحظة هي قوانين ثانوية للقانون الرئيسي ( التوازن ) لذلك فإنه ليس من الضروري الإجابة عن هكذا أسئلة ؛ من أين تأتي قوى التوازن ؟ أو لماذا تقوم بإعادة التوازن عبر إنهاء الكمية الزائدة ( فائض الاحتمال ) ؟ أو لماذا يحدث ذلك بهذه الطريقة تحديدا دون غيرها ؟ ، المهم أن هذه الظاهرة موجودة وتحدث دائما ، المهم أن قانون التوازن هو حقيقة ثابتة .
في الطبيعة دائما هناك مظاهر إعادة التوازن ، الليل والنهار ، النجاح والفشل ، القاسي واللين ..الخ ، تختفي قوى التوازن فقط عند التوازن المطلق ، وهذه الحالة غير موجودة في الطبيعة ، لأنه حتى في الفراغ الكامل ، يوجد جسيمات تتخلق من العدم وتختفي إلى العدم بشكل مستمر .
في عالم الطاقة يمكننا أن نتصور نفس الفكرة ، بوجود عدد من البندولات تتأرجح بسرعة عالية جدا ، وعدد آخر يتأرجح بسرعة أقل ، تتفاعل هذه البندولات مع بعضها ، فيعطي البندول حافزا ( طاقة ) لغيره من البندولات المجاورة له تماما كما يأخذ منها ، وأحد أهم القوانين الرئيسة التي تحكم هذا النطام المعقد هو قانون التوازن ، أنت بنفسك محكوم بهذا القانون تماما ، بمعنى آخر أنت بنفسك بندول ، فلو قررت في يوم ما أن تحدث خلل في التوازن وبدأت بالتأرجح ( بث الطاقة ) وأحدثت خللا ما ( كمية زائدة أو فائض احتمال ) بطريقة ما ، فإن ذلك سيزعج البندولات المجاورة لك ، وسيستدعي قوى التوازن لتعديل الخلل وإعادة التوازن وإنهاء الكمية الزائدة أو فائض الاحتمال ، وعليك أن تعلم أن إحداث الخلل لا يكون فقط بالأفعال بل بالأفكار أيضا ليس بوصفها المسبب والباعث على الأفعال فقط ، بل بوصفها طاقة قادرة على إحداث الخلل بذاتها حتى دون الفعل .
يمكن للأفكار أن تحدث خللا في التوازن ( كمية زائدة أو فائض احتمال ) فقط إذا تم تعزيزها بالأهمية ، ويعطينا زيلاد هنا مثالا بسيطا ، لو كنت تمشي داخل الغرفة بشكل مستقيم على بلاط بعرض 25 سم وقطعت المسافة على طول الغرفة 3م ، فستجد ذلك سهلا جدا ، ولن يكون لديك أي شك في مدى قدرتك على قطع هذه المسافة ، ولكن لو أردت أن تقطع نفس المسافة 3م ، وعلى نفس البلاط بنفس العرض 25 سم ، ولكن هذه المرة ليس في داخل الغرفة ولكن بين بنايتين على إرتفاع 30 م ( مثلا ) ، في هذه الحالة ( عند معظم الناس ) سوف تتردد طويلا قبل أن تقطع تلك المسافة وستشك كثيرا في قدرتك على فعل ذلك ، والنتيجة ربما لن تقوم بفعل ذلك أو ربما تسقط أثناء المحاول ، أو أخيرا ربما تنجح في قطع تلك المسافة ولكن بشق الأنفس ، وبإحساس أن قواك قد انهارت تماما عند الوصول ، والحقيقة أن الفرق الوحيد بين الفعل الأول والثاني هو فقط وجهة نظرك عن الفعل ومدى أهميته بالنسبة لك ، ما يحدث فعلا هنا ، أن الاهتمام الزائد في الحالة الثانية الذي هو الخوف من السقوط ، قد أحدث خللا في التوازن ( كمية زائدة أو فائض احتمال ) واستدعى قوى التوازن لإعادة التوازن عبر إنهاء ( كمية زائدة أو فائض احتمال ) المسبب للخلل ، والذي هو مثالنا هنا عبور هذا الجسر المعلق على ارتفاع 30 م ، ستعمل قوى التوازن هنا إما إبعادك عن هذا الممر أو إسقاطك عند العبور ، لأن هدفها الوحيد هو إعادة التوازن عبر إنهاء فائض الاحتمال الذي هو – في هذه الحالة – عبور ذلك الممر ، وهذا يفسر سبب ترددك قبل العبور ، وتمايلك أو سقوطك عند العبور ، وفي حال وصولك للجهة الأخرى فستكون قوى التوازن هي السبب في وصلك منهكا ، لأنك في الحقيقة كنت تقاومها أثناء عبورك ، وأما بالنسبة للأشخاص المتمرسين على هكذا أفعال ، فسيعبور هذا الممر المعلق بكل سهولة تماما كما لو أنه يتمشى على الأرض ، وذلك وببساطة ، لأنه لم يسبب أي خلل يستدعى قوى التوازن .
الحقيقة أنه على مستوى الطاقة لا يوجد فرق أبدا في قيمة الأشياء ، تكتسب الأشياء قيما بسبب وجهة نظرنا عنها وتقيمنا لها ؛ هذا جيد ، هذا سيء ، هذا جميل ، هذا قبيح ، أحب هذا ، أكره ذاك ...الخ ، التقييم بحد ذاته ليس له أي تأثير تخريبي على التوازن ضمن مستوى الطاقة ، السبب الحقيقي الذي يحدث خللا في التوازن ويسبب ( كمية زائدة أو فائض احتمال ) ويستدعى بالتالي قوى التوازن ، هو الأهمية ، الفكرة بسيطة ؛ كلما أردت شيئا بشدة سيزداد خوفك من غيابه عن مسار حياتك ، ولكما لم ترد شيئا بشدة فسيزداد خوفك من ظهوره في مسار حياتك ، هذه الشدة في الخوف من غياب ما تريد وظهور ما لا تريد ، هو هو الأهمية او ما يمكن أن نسميه التعلق ، هذه الأهمية تحدث دائما خللا في التوازن أي تسبب ( كمية زائدة أو فائض احتمال ) ، مما يستدعي قوى التوازن لسد هذا الخلل ، وقوى التوازن هذه تعمل في أغلب الأحيان ضدك .
إن استحضار ( كمية زائدة أو فائض احتمال ) وإحدث خلل في التوازن عبر الأهمية ، هو السبب الحقيقي والأهم لكل ما نواجه من المشاكل ، وهو العائق الحقيقي والأهم أمام تحقيق ما نريد ، عليك أن لا تعطي لتقييماتك أو تقييمات الآخرين أي أهمية ، لا يعني ذلك أبدا اللامبالاة ، بل يعني تحديدا تمام الاعتناء الكامل دون القلق .

جميع الحقوق محفوظة © 2016 ترانسيرفينج الواقع- فاديم زيلاند