الجمعة، 1 يوليو 2016

فائض الاحتمال ( الكمية الزائدة ) - فاديم زيلاند


كل شيء في الطبيعة يسعى للتوازن ، ( مثلا ) يحدث التوازن عند اختلاف قيم الضغط الجوي بتحرك الرياح ، وفي كل مرة يكون فيها كمية زائدة من الطاقة ( فائض احتمال ) ويحدث خلل في التوازن ، تظهر قوى توازن في الطبيعة والتي تقوم بإنهاء تلك الكمية الزائدة ( فائض الاحتمال) وإعادة التوازن من جديد ، لا أحد يعلم من أين تأتي قوى التوازن أو لماذا تفعل ذلك ، يستطيع العلم أن يصف كيف تحدث هذه الظاهرة ولكنه لا يستطيع أن يفسر لماذا تحدث أو من أين تأتي هذه القوى ، يمكننا القول أن كل القوانين التي اكتشفها العلم حتى اللحظة هي قوانين ثانوية للقانون الرئيسي ( التوازن ) لذلك فإنه ليس من الضروري الإجابة عن هكذا أسئلة ؛ من أين تأتي قوى التوازن ؟ أو لماذا تقوم بإعادة التوازن عبر إنهاء الكمية الزائدة ( فائض الاحتمال ) ؟ أو لماذا يحدث ذلك بهذه الطريقة تحديدا دون غيرها ؟ ، المهم أن هذه الظاهرة موجودة وتحدث دائما ، المهم أن قانون التوازن هو حقيقة ثابتة .
في الطبيعة دائما هناك مظاهر إعادة التوازن ، الليل والنهار ، النجاح والفشل ، القاسي واللين ..الخ ، تختفي قوى التوازن فقط عند التوازن المطلق ، وهذه الحالة غير موجودة في الطبيعة ، لأنه حتى في الفراغ الكامل ، يوجد جسيمات تتخلق من العدم وتختفي إلى العدم بشكل مستمر .
في عالم الطاقة يمكننا أن نتصور نفس الفكرة ، بوجود عدد من البندولات تتأرجح بسرعة عالية جدا ، وعدد آخر يتأرجح بسرعة أقل ، تتفاعل هذه البندولات مع بعضها ، فيعطي البندول حافزا ( طاقة ) لغيره من البندولات المجاورة له تماما كما يأخذ منها ، وأحد أهم القوانين الرئيسة التي تحكم هذا النطام المعقد هو قانون التوازن ، أنت بنفسك محكوم بهذا القانون تماما ، بمعنى آخر أنت بنفسك بندول ، فلو قررت في يوم ما أن تحدث خلل في التوازن وبدأت بالتأرجح ( بث الطاقة ) وأحدثت خللا ما ( كمية زائدة أو فائض احتمال ) بطريقة ما ، فإن ذلك سيزعج البندولات المجاورة لك ، وسيستدعي قوى التوازن لتعديل الخلل وإعادة التوازن وإنهاء الكمية الزائدة أو فائض الاحتمال ، وعليك أن تعلم أن إحداث الخلل لا يكون فقط بالأفعال بل بالأفكار أيضا ليس بوصفها المسبب والباعث على الأفعال فقط ، بل بوصفها طاقة قادرة على إحداث الخلل بذاتها حتى دون الفعل .
يمكن للأفكار أن تحدث خللا في التوازن ( كمية زائدة أو فائض احتمال ) فقط إذا تم تعزيزها بالأهمية ، ويعطينا زيلاد هنا مثالا بسيطا ، لو كنت تمشي داخل الغرفة بشكل مستقيم على بلاط بعرض 25 سم وقطعت المسافة على طول الغرفة 3م ، فستجد ذلك سهلا جدا ، ولن يكون لديك أي شك في مدى قدرتك على قطع هذه المسافة ، ولكن لو أردت أن تقطع نفس المسافة 3م ، وعلى نفس البلاط بنفس العرض 25 سم ، ولكن هذه المرة ليس في داخل الغرفة ولكن بين بنايتين على إرتفاع 30 م ( مثلا ) ، في هذه الحالة ( عند معظم الناس ) سوف تتردد طويلا قبل أن تقطع تلك المسافة وستشك كثيرا في قدرتك على فعل ذلك ، والنتيجة ربما لن تقوم بفعل ذلك أو ربما تسقط أثناء المحاول ، أو أخيرا ربما تنجح في قطع تلك المسافة ولكن بشق الأنفس ، وبإحساس أن قواك قد انهارت تماما عند الوصول ، والحقيقة أن الفرق الوحيد بين الفعل الأول والثاني هو فقط وجهة نظرك عن الفعل ومدى أهميته بالنسبة لك ، ما يحدث فعلا هنا ، أن الاهتمام الزائد في الحالة الثانية الذي هو الخوف من السقوط ، قد أحدث خللا في التوازن ( كمية زائدة أو فائض احتمال ) واستدعى قوى التوازن لإعادة التوازن عبر إنهاء ( كمية زائدة أو فائض احتمال ) المسبب للخلل ، والذي هو مثالنا هنا عبور هذا الجسر المعلق على ارتفاع 30 م ، ستعمل قوى التوازن هنا إما إبعادك عن هذا الممر أو إسقاطك عند العبور ، لأن هدفها الوحيد هو إعادة التوازن عبر إنهاء فائض الاحتمال الذي هو – في هذه الحالة – عبور ذلك الممر ، وهذا يفسر سبب ترددك قبل العبور ، وتمايلك أو سقوطك عند العبور ، وفي حال وصولك للجهة الأخرى فستكون قوى التوازن هي السبب في وصلك منهكا ، لأنك في الحقيقة كنت تقاومها أثناء عبورك ، وأما بالنسبة للأشخاص المتمرسين على هكذا أفعال ، فسيعبور هذا الممر المعلق بكل سهولة تماما كما لو أنه يتمشى على الأرض ، وذلك وببساطة ، لأنه لم يسبب أي خلل يستدعى قوى التوازن .
الحقيقة أنه على مستوى الطاقة لا يوجد فرق أبدا في قيمة الأشياء ، تكتسب الأشياء قيما بسبب وجهة نظرنا عنها وتقيمنا لها ؛ هذا جيد ، هذا سيء ، هذا جميل ، هذا قبيح ، أحب هذا ، أكره ذاك ...الخ ، التقييم بحد ذاته ليس له أي تأثير تخريبي على التوازن ضمن مستوى الطاقة ، السبب الحقيقي الذي يحدث خللا في التوازن ويسبب ( كمية زائدة أو فائض احتمال ) ويستدعى بالتالي قوى التوازن ، هو الأهمية ، الفكرة بسيطة ؛ كلما أردت شيئا بشدة سيزداد خوفك من غيابه عن مسار حياتك ، ولكما لم ترد شيئا بشدة فسيزداد خوفك من ظهوره في مسار حياتك ، هذه الشدة في الخوف من غياب ما تريد وظهور ما لا تريد ، هو هو الأهمية او ما يمكن أن نسميه التعلق ، هذه الأهمية تحدث دائما خللا في التوازن أي تسبب ( كمية زائدة أو فائض احتمال ) ، مما يستدعي قوى التوازن لسد هذا الخلل ، وقوى التوازن هذه تعمل في أغلب الأحيان ضدك .
إن استحضار ( كمية زائدة أو فائض احتمال ) وإحدث خلل في التوازن عبر الأهمية ، هو السبب الحقيقي والأهم لكل ما نواجه من المشاكل ، وهو العائق الحقيقي والأهم أمام تحقيق ما نريد ، عليك أن لا تعطي لتقييماتك أو تقييمات الآخرين أي أهمية ، لا يعني ذلك أبدا اللامبالاة ، بل يعني تحديدا تمام الاعتناء الكامل دون القلق .

اضافة تعليق

جميع الحقوق محفوظة © 2016 ترانسيرفينج الواقع- فاديم زيلاند