الجمعة، 7 سبتمبر 2018

اﻟﺬھﺎب ﻣﻊ اﻟﺘﯿﺎر - فاديم زيلاند


اﻟﺴﺎﺋﻞ واﻟﻤﺘﺬﻣﺮ ﯾﺴﺒﺤﺎن ﻣﻊ اﻟﺘﯿﺎر دون أي رﻏﺒﺔ ﻣﻨﮭﻤﺎ ﺑﺬﻟﻚ ، ﻓﺘﺄﺧﺬھﻤﺎ اﻟﺒﻨﺪوﻻت إﻟﻰ ﺣﯿﺚ ﺗﺮﯾﺪ ، ﺑﯿﻨﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻄﺮف اﻵﺧﺮ ﻧﺠﺪ اﻟﻤﺤﺎرب ، اﻟﺬي ﯾﻘﺎوم اﻟﺘﯿﺎر ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ ، ﻓﺘﺴﺘﻔﯿﺪ اﻟﺒﻨﺪوﻻت ﻣﻦ ﻃﺎﻗﺘﮫ اﺳﺘﻔﺎدة ﻗﺼﻮى وﻻ ﺗﺘﺮك ﻟﮫ ﺳﻮى اﻟﻔﺘﺎت ، ﻷﻧﮫ ﻛﻠﻤﺎ ﺣﺎرب اﻟﺒﻨﺪوﻻت زاد ﻣﻦ ﺗﺬﺑﺬﺑﮭﺎ وأﻋﻄﺎھﺎ ﻃﺎﻗﺔ ﺗﺰﯾﺪ ﻣﻦ ﻗﻮﺗﮭﺎ  . ﻓﻲ اﻟﻮاﻗﻊ إن ﺳﻠﻮك اﻷﻓﺮاد ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ ﻻ ﯾﻜﻮن ، ﻋﺎدة ، ﺿﻤﻦ ﻧﻤﻂ واﺣﺪ ﻓﻘﻂ ، ﺑﻞ ھﻮ ﻣﺰﯾﺞ ﻣﻦ ھﺬه اﻷﻧﻤﺎط اﻟﺴﻠﻮﻛﯿﺔ ، وﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﯾﺠﻤﻌﮭﻢ ﺟﻤﯿﻌﺎ ھﻮ اﻟﺬھﺎب ﻣﻊ اﻟﺘﯿﺎر دون رﻏﺒﺔ ﻣﻨﮭﻢ ﺑﺬﻟﻚ ، ﺣﺘﻰ ﻧﻤﻂ اﻟﻤﺤﺎرب ، ﻓﮭﻮ واﻗﻊ ﺗﺤﺖ ﺧﺪﻋﺔ اﻟﺒﻨﺪوﻻت ، ﻓﺨﺎخ اﻟﺒﻨﺪوﻻت ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﺸﺒﻜﺔ اﻟﻌﻨﻜﺒﻮت ، ﻛﻠﻤﺎ ﻗﺎوﻣﺘﮭﺎ أﻛﺜﺮ ازددت ﺗﻮرﻃﺎ ﻓﻲ اﻟﺸﺮك   . ﻣﺎذا ﯾﺠﺐ أن ﻧﻔﻌﻞ إذن ؟ وﻟﻤﺎذا ﻧﺸﺒّﮫ ﻣﺴﺎرات اﻟﺤﯿﺎة ﺑﺎﻟﺘﯿﺎر ﻓﻲ اﻟﻤﻘﺎم اﻷول ؟  إن ﻓﻀﺎء اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت أو اﻟﻤﺘﻐﯿﺮات ، ھﻮ ﺳﻼﺳﻞ ھﺎﺋﻠﺔ ﻣﻦ اﻷﺳﺒﺎب واﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻟﻤﺘﺸﺎﺑﻜﺔ ،ﻛﻠﻤﺎ اﻧﺰﻟﻘﺖ ﻓﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻻ ﺗﺮﯾﺪھﺎ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﺴﻼل ﻟﻦ ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ ﺗﻐﯿﯿﺮھﺎ وﻛﻠﻤﺎ ﻗﺎوﻣﺖ اﻻﻧﺰﻻق ازددت ﺗﻮرﻃﺎ ، ﻓﮭﻲ ﻛﺎﻟﺘﯿﺎر ﺗﺠﺮﻓﻚ ﻣﻌﮭﺎ دون اھﺘﻤﺎم أﺑﺪا ﻟﻤﺎ ﻗﺪ ﺗﻮاﺟﮭﮫ ﻣﻦ دواﻣﺎت أو ﺻﺨﻮر أو ﻋﻘﺒﺎت أو ﻣﺸﺎﻛﻞ ، وﺑﻤﺎ أﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺮﯾﺪ أن ﯾﺠﺮﻓﻨﺎ اﻟﺘﯿﺎر إﻟﻰ ﺣﯿﺚ ﯾﺮﯾﺪ ، وﻻ ﻧﺴﺘﻄﯿﻊ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺘﯿﺎر ، إذن ﯾﺠﺐ ﻋﻠﯿﻨﺎ اﻟﺬھﺎب ﻣﻊ اﻟﺘﯿﺎر ، وﻟﻜﻦ إﻟﻰ ﺣﯿﺚ ﻧﺤﻦ ﻧﺮﯾﺪ  . إن اﻟﺴﺒﺐ اﻟﺤﻘﯿﻘﻲ ﻻﻧﺠﺮاﻓﻨﺎ ﻟﺘﯿﺎر )ﻣﺴﺎرات( اﻟﺤﯿﺎة ، دون رﻏﺒﺘﻨﺎ ﺳﻮاء اﺳﺘﺴﻠﻤﻨﺎ أو أﺣﺘﺠﺠﻨﺎ أو ﻗﺎوﻣﻨﺎ ، ﯾﻤﻜﻦ ﻓﻲ اﻷھﻤﯿﺔ اﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﺑﮭﺎ ، اﻷھﻤﯿﺔ اﻟﺨﺎرﺟﯿﺔ ، ﺗﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﻋﻮاﺋﻖ ﻓﻲ ﻃﺮﯾﻖ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻟﮭﺪف وﻛﻠﻤﺎ رﻓﻌﻨﺎ أھﻤﯿﺔ اﻟﻌﺎﺋﻖ ازدادت ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺗﺨﻄﯿﮫ ، وأﻣﺎ اﻷھﻤﯿﺔ اﻟﺪاﺧﻠﯿﺔ ﻓﺘﻔﺘﺮض أن اﻟﺤﻠﻮل اﻟﺘﻲ ﯾﺨﺘﺎرھﺎ اﻟﻌﻘﻞ ﻣﻨﻄﻘﯿﺎ ھﻲ اﻟﺤﻠﻮل اﻟﻤﺜﺎﻟﯿﺔ  . اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ أن ﻓﻀﺎء اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت أو اﻟﻤﺘﻐﯿﺮات ﯾﻮﺟﺪ ﺑﮫ ﻛﻞ اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت ) ﻛﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ( ، وﻟﻜﻦ اﻟﻤﻤﯿﺰ ﺑﮫ ، ھﻮ وﺟﻮد اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت اﻟﻤﺜﺎﻟﯿﺔ )اﻟﺤﻠﻮل اﻟﻤﺜﺎﻟﯿﺔ ( ﻓﻲ ﺗﯿﺎرات ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ وﻣﻤﯿﺰة ، ﻓﺈذا ﺗﻤﻜﻨﺖ ﻣﻦ أن ﺗﻜﻮن ﺿﻤﻦ ھﺬه اﻟﺘﯿﺎرات اﻟﻤﺜﺎﻟﯿﺔ ، ﺳﺘﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺤﻘﯿﻖ ﻃﺮﻓﻲ اﻟﻤﻌﺎدﻟﺔ اﻟﻤﺘﻨﺎﻗﻀﺔ ﻓﻲ ﻇﺎھﺮھﺎ ،  "أن ﺗﻜﻮن ﻣﻊ اﻟﺘﯿﺎر ، وأن ﺗﺬھﺐ إﻟﻰ ﺣﯿﺚ ﺗﺮﯾﺪ  "أي ﺑﻤﻌﻨﻰ آﺧﺮ ﺳﯿﻜﻮن اﻟﺘﯿﺎر ھﻮ ﻣﺎ ﺗﺮﯾﺪ ،  وﻟﻦ  ﺗﻜﻮن ﻛﻤﺎ ﯾﺮﯾﺪ اﻟﺘﯿﺎر ، ھﺬه اﻟﺘﯿﺎرات اﻟﻤﺜﺎﻟﯿﺔ ھﻲ اﻟﺘﯿﺎرات اﻷﻗﺮب ﻟﻠﺘﻮازن أي اﻟﺘﻲ ﺗﺤﺘﺎج إﻟﻰ أﻗﻞ ﻃﺎﻗﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ ﻟﺮﻛﻮﺑﮭﺎ أو اﻻﻧﺴﺠﺎم ﻣﻌﮭﺎ ، أي ﺑﻤﻌﻨﻰ آﺧﺮ ھﻲ اﻟﺤﻠﻮل اﻷﻛﺜﺮ ﺳﮭﻮﻟﺔ وﺑﺴﺎﻃﺔ ، ﻣﺎ ﯾﺤﺪث ﻋﻨﺪ ﺗﻔﻌﯿﻞ اﻷھﻤﯿﺔ ﺣﺘﻰ درﺟﺎﺗﮭﺎ اﻟﻘﺼﻮى  ، ﺑﺎرﺗﻔﺎع اﻟﺘﻘﯿﯿﻢ ﻟﺪرﺟﺔ اﻟﺼﻌﻮﺑﺔ ، ﻓﺈن اﻟﻌﻘﻞ ﺑﻤﻨﻄﻘﯿﺘﮫ اﻟﻤﻌﮭﻮدة ، ﺳﯿﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ درﺟﺔ اﻟﺘﻘﯿﯿﻢ ، وﺳﯿﺒﺤﺚ ﻓﻲ ھﺬه اﻟﺤﺎﻟﺔ ﻋﻦ اﻟﺤﻠﻮل اﻷﻛﺜﺮ ﺗﻌﻘﯿﺪا واﻷﻛﺜﺮ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﺘﻨﻔﯿﺬ ، ﺑﻤﺎ ﯾﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ ﻣﺪى ﺗﻘﯿﯿﻤﻨﺎ ﻟﺼﻌﻮﺑﺔ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ، أو ﺑﻤﻌﻨﻰ آﺧﺮ ، ﻣﻊ درﺟﺔ أھﻤﯿﺔ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻨﺎ  . ﻓﻲ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ داﺋﻤﺎ ھﻨﺎك ﺣﻠﻮل ﺑﺴﯿﻄﺔ وﺳﮭﻠﺔ ﻷي ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻌﻘﺪة أو ﺻﻌﺒﺔ ، واﻟﻌﻘﻞ ﻻ ﯾﺠﺪ ﻋﺎدة ھﺬه اﻟﺤﻠﻮل اﻟﺒﺴﯿﻄﺔ واﻟﺴﮭﻠﺔ ، ﻻ ﻷﻧﮫ ﻛﺴﻮل أو ﻏﯿﺮ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ، ﺑﻞ ﻷﻧﮫ ﻣﻨﺸﻐﻞ ﻛﺜﯿﺮا ﻓﻲ إﯾﺠﺎد اﻟﺤﻠﻮل اﻟﻤﻌﻘﺪة واﻟﺘﻲ ﺗﻨﺴﺠﻢ ﻣﻊ ﺗﻘﯿﻤﺎﺗﻨﺎ اﻟﻤﺒﺎﻟﻎ ﺑﮭﺎ   . ﻣﺎ ﻧﻨﺼﺢ ﺑﮫ ، ﺣﻘﺎ ، ھﻮ ﻋﺪم اﻟﺘﺪﺧﻞ ﺷﻌﻮرﯾﺎ وﺑﻘﺪر اﻹﻣﻜﺎن ﻋﻨﺪ ﻣﺤﺎوﻟﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺣﻠﻮل ﻟﻤﺸﺎﻛﻠﻚ ، ﺣﺎول داﺋﻤﺎ ، أن ﺗﻔﻌّﻞ ﻣﺮاﻗﺒﻚ اﻟﺪاﺧﻠﻲ ﻟﯿﺠﺪ ﻟﻚ اﻟﺤﻠﻮل اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ، ﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮ اﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ ﻣﻦ ﺧﺼﻮﺻﯿﺎﺗﻚ ، ﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮھﺎ ﻋﺎﺋﻘﺎ أﻣﺎم ﻣﺎ ﺗﺮﯾﺪ ، ﺑﻞ اﻋﺘﺒﺮھﺎ ﻣﺤﻄﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﻄﺮﯾﻖ ، ﺳﺘﺠﺘﺎزھﺎ أﺛﻨﺎء ﻣﺮورك ﻧﺤﻮ ﻣﺎ ﺗﺮﯾﺪ ، ﻓﻜﺮ ﻣﻠﯿﺎ وﺑﮭﺪوء ﺟﻢ ﻗﺒﻞ أن ﺗﺘﺨﺬ أي ﺧﻄﻮة ﻧﺤﻮ اﻟﺤﻞ  ، اﻟﺘﻔﺖ ﻟﻜﻞ ﻣﺎ ﯾﺨﻄﺮ ﻓﻲ ذھﻨﻚ ﻣﻦ أﻓﻜﺎر ﺣﻮل اﻟﺤﻠﻮل اﻟﻤﻤﻜﻨﺔ ، ﻣﮭﻤﺎ ﺑﺪت ﻟﻚ ﺗﻠﻚ اﻷﻓﻜﺎر ﺳﺨﯿﻔﺔ ، ﺗﺬﻛﺮ أن اﻟﺤﻠﻮل اﻟﻤﺜﺎﻟﯿﺔ ھﻲ اﻟﺤﻠﻮل اﻷﻛﺜﺮ ﺳﮭﻮﻟﺔ ، داﺋﻤﺎ اﻧﺸﻐﻞ ﺑﺎﻟﺤﻠﻮل وﻧﺘﺎﺋﺠﮭﺎ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ اﻧﺸﻐﺎﻟﻚ ﺑﺎﻟﻤﺸﻜﻠﺔ   . 

هناك تعليق واحد :

جميع الحقوق محفوظة © 2016 ترانسيرفينج الواقع- فاديم زيلاند