ﻓﻀﺎء اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت ) اﻟﻤﺘﻐﯿﺮات ( ، ﯾﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻞ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺷﺎﻣﻠﺔ ) ﻣﺼﻔﻮﻓﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ( ) ﻣﺎﺗﺮﯾﻜﺲ (ﻋﻦ ﻣﺎذا ﯾﺠﺐ أن ﯾﺤﺪث وﻛﯿﻒ ﯾﺠﺐ أن ﯾﺤﺪث ، واﻟﻄﺎﻗﺔ ﺗﺘﻨﺎﻏﻢ ﻣﻊ ﻗﻄﺎع ﻣﻌﯿﻦ ﻣﻦ ھﺬه اﻟﻤﺼﻔﻮﻓﺔ ﻟﺘﺠﻠﻰ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت إﻟﻰ وﻗﺎﺋﻊ ﻣﺎدﯾﺔ ، ﻓﮭﻨﺎ ﯾﻤﻜﻨﻨﺎ أن ﻧﺴﺄل ، ھﻞ ﻧﺴﺘﻄﯿﻊ ﻣﻌﺮﻓﺔ ھﺬه اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻗﺒﻞ أن ﺗﺘﺠﻠﻰ إﻟﻰ وﻗﺎﺋﻊ ﻣﺎدﯾﺔ ؟ ﺑﻤﻌﻨﻰ آﺧﺮ ، ھﻞ ﯾﻤﻜﻦ ﻣﻌﺮﻓﺔ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ؟ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ أن اﻟﻌﻘﻞ ﻟﯿﺲ ﻟﺪﯾﮫ أدﻧﻰ ﻓﻜﺮة ﻛﯿﻒ ﯾﻤﻜﻦ ﻟﮫ أن ﯾﺄﺧﺬ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻦ ﻓﻀﺎء اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت )اﻟﻤﺘﻐﯿﺮات ( ، وﻟﻜﻦ اﻟﺮوح ﻣﺘﺼﻠﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺗﻠﻚ اﻟﻤﺼﻔﻮﻓﺔ ، و ﻋﻨﺪ ھﺬا اﻟﻤﺴﺘﻮى ﺗﺤﺪﯾﺪا ، ﺗﻜﻮن اﻟﮭﻮاﺟﺲ ، واﻟﺤﺪس ، واﻟﻨﺒﻮءات ، واﻻﺧﺘﺮاﻋﺎت ،واﻻﻛﺘﺸﺎﻓﺎت ، واﻟﺮواﺋﻊ اﻟﻔﻨﯿﺔ ، وﺗﺄﺗﻲ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻟﻠﻌﻘﻞ إﻣﺎ ﻛﺘﻔﺴﯿﺮ ﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﺧﺎرﺟﯿﺔ ، أو ﻣﻦ اﻟﺮوح ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺣﺪس .
إن ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻓﻀﺎء اﻻﺣﺘﻤﺎﻻت )اﻟﻤﺘﻐﯿﺮات ( ھﻲ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ اﻟﻨﻘﯿﺔ ، وﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺘﻠﻘﺎھﺎ اﻟﻌﻘﻞ ﻓﮭﻮ ﯾﺘﻠﻘﺎھﺎ ﻋﺒﺮ اﻟﺘﻔﺴﯿﺮ اﻟﻤﺒﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻛﯿﺒﺘﮫ وﺗﺠﺎرﺑﮫ اﻟﺨﺎص ﻟﺘﻜﻮن اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ، ﻓﺎﻟﺪﺟﺎﺟﺔ ﻣﺜﻼ ﺗﻔﺴﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ وﺗﻌﺮﻓﮫ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻋﻦ اﻹﻧﺴﺎن ، وﻛﻞ ﻓﺮد ﯾﻔﺴﺮ اﻟﺤﻘﯿﻘﺔ وﯾﻌﺮف اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻗﻠﯿﻼ أو ﻛﺜﯿﺮا ﻋﻦ اﻟﻔﺮد اﻵﺧﺮ ، ﺑﻤﻌﻨﻰ آﺧﺮ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﻘﻞ ھﻲ ﺗﺸﻮﯾﮫ ﻗﻠﯿﻞ أو ﻛﺜﯿﺮ ﻟﻠﺤﻘﯿﻘﺔ اﻟﻨﻘﯿﺔ ، ﻣﺎ ﯾﺤﺪث أن اﻟﻄﺎﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى ﻓﻀﺎء اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﺮﻛﺒﺔ ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ ﻣﻌﻘﺪة ﺟﺪا ﺑﺤﺴﺐ ﻧﻈﺎم ﻣﻌﻘﺪ ﺟﺪا ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﯾﺘﻘﻰ اﻟﻌﻘﻞ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻦ اﻟﺮوح ، ﻋﺒﺮ اﻟﺤﺪس أو اﻟﺘﻨﺒﻮء ، ﯾﺘﻠﻘﺎھﺎ ﺑﺤﺴﺐ ﻧﻈﺎﻣﮭﺎ اﻟﻤﻌﻘﺪ ، ﺛﻢ ﯾﺘﺮﺟﻤﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ أﻟﻔﺎظ أو أرﻗﺎم ، أي ﯾﺠﻌﻞ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﻓﻲ ذھﻨﮫ ) اﻟﻌﻘﻞ (، ﻋﻨﺪھﺎ ﻓﻘﻂ ﯾﺤﺪث اﻷﺑﺪاع ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ اﺧﺘﺮاع أو اﻛﺘﺸﺎف أو ﺗﺤﻔﺔ ﻓﻨﯿﺔ أو أدﺑﯿﺔ .
اﻟﻌﻘﻞ ﻻ ﯾﺴﺘﻄﯿﻊ أن ﯾﺒﺪع أﺑﺪا ، ھﻮ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة ﺗﺮﻛﯿﺐ ﻣﺎ ھﻮ ﻣﻮﺟﻮد ﺑﻄﺮﯾﻘﺔ أﻓﻀﻞ رﺑﻤﺎ ، ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺤﻠﯿﻞ واﻻﺳﺘﻨﺘﺎج ﺑﻨﺎء ﻋﻠﻰ ﺗﺠﺮﺑﺔ وﻣﻌﺮﻓﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ ، وﻟﻜﻨﮫ ﻏﯿﺮ ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ إﺑﺪاع ﺷﻲء ﺟﺪﯾﺪ ﻋﻠﻤﻲ أو ﻓﻨﻲ أو أدﺑﻲ أو إﻧﺴﺎﻧﻲ ، إﻻ ﻋﺒﺮ اﺗﺼﺎﻟﮫ ﺑﺎﻟﺮوح ﻟﺘﻠﻘﻲ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺣﺪس ، أو رؤى ، أو اﺳﺘﻨﺎرة .
اضافة تعليق