تتحرك الناس و تتصرف بنيتها الداخلية و في أساس نيتهم الداخلية يقبع إحساس التقدير و القيمة الشخصية. إنها أهم محفز ينتج جميع أنواع تصرفاتهم. إستعملوا النية الداخلية للناس كي تحققوا أهدافكم، أنتم بذلك لا تستعملون الأشخاص و لكن فقط لا تمنعونهم من فعل ما يريدون.
الإنسان كقاعدة مغمور بأفكاره حول ما يريد الوصول إليه من الآخرين و لا يحاول معرفة ماذا يريدون هم، بتغييرك انتباهك لرغبات و محفزات الآخرين ستحصل بسهولة على ما تريده أنت و من أجل ذلك يكفيك فقط أن تطرح السؤال: "لأي شيء تتوجه النية الداخلية لشريكي؟" و بعد ذلك لن يتبق لك سوى توجييه نيتك الداخلية لتحقيق نيته هو.
عندما يحاورك شخص ما فإنه مهتم بالدرجة الأولى بانتباهك لشخصه، يمكنك أن لا تشك أبدا أن الناس مشغولون حصريا بأنفسهم، إنشغل أنت أيضا بهم، إستبدل انشغالك بنفسك بالإهتمام بهم، أيقظ ملاحظك الداخلي و توقف عن لعب لعبة الرفع من قيمتك.
إلعب لعبة إعلاء قيمة الآخرين. إهتم لهم، إستمع إليهم، لاحظ، لا داعي للبحث و التنقيب، تحرك فقط موافقا المجرى و التدفق.
بمجرد ما تغير انتباهك من نفسك للأخرين، الفائض المحتمل أو"التضاخم " سيذوب بنفسه، و عندها يمكنك أن تتعامل بعفوية و سهولة.
من أجل أن تحصل على الإنتباه، يكفيك فقط الإهتمام بمحيطك، تحدث إلى الناس عن الأمور التي تهمهم و ليس التي تهمك، بما في ذلك أن تحدثهم عنهم أنفسهم، لا داعي لتجعلهم يهتمون لشأنك، هذه نية داخلية، الإهتمام بالآخرين نية خارجية، بتنازلك عن نيتك الداخلية و استبدالها بالإنتباه للناس الآخرين فأنت تحصل دون عناء على ما تريده.
لو أنك ألف مرة أهم مما أنت عليه الآن، فجميع الناس منشغلون بالدرجة الأولى بأنفسهم و في آخر المطاف بك أنت. أنت بنفسك عندما تحاول إثارة الإنتباه لشخصك تفكر حصريا في شخصك و عندما تولي الإهتمام للآخر فإنه يحصل على تحقيق نيته الداخلية.
من أين يأتي هذا التحقيق؟ من عندك بالطبع و بعد تحقيقه نيته فمن سيهتم أولا به بعد نفسه منذ الآن؟ أنت فقط
إذا لم تكن نجما فيمكن أن ينظر إليك كاحتمال لعلاقة شراكة مهنية أو صداقة أو علاقة عاطفية. خلال التواصل الإجتماعي ليس مهما قدر أهميتك بل إلى أي حد أنت توافق شخصا معينا و هذا ما سيقدره هو.
بتواجده بجانبك و انشغاله و تفكيره في نفسه فإن الإنسان بوعي أو بلا وعي يقيم درجة إلى أي حد لك موقع في سيناريو العلاقات المحتملة معه بحيث يمكنه أن يحصل على حالة من الرضا عن النفس، حالة الرضا هاته يحصل عليها عندما تتأكد له قيمته الخاصة في شكل من الأشكال: أنا محبب، يهتمون بي، أنا لست مكانا فارغا، يحترمونني، أنا لست أسوء من الآخرين، يقدرونني...
ما هي النتيجة التي ستحصل عليها إذا كنت في حالة أولى تفرض على شخص ما نفسك أو في حالة ثانية توليه الإهتمام؟ إذا منحت للشخص شعورا بالرضا عبر التقدير الذي حظي به فإنه سيغمض عينيه عن نواقصك و يجد لك أعذارا عن نقط ضعفك، قيمتك و نواقصك لا تهم إلا في آخر المطاف، بالدرجة الأولى يهمه شعوره بالتقدير لشخصه الذي يحصل عليه خلال التواصل معك.
تقديراتك الممتازة لشخصك قد تكون الى حدود معينة عائقا أثناء بحتك عن شريك. الشخص و بالدرجة الأولى يقيم إلى أي حد سيكون له تقدير بتواجده قربك، إذا كنت تتفوق عليه في كل المجالات فغالبا ما سيعتبر أن شخصيته ستذوب وسط نورك و تألقك، إسمح له بالشعور بقيمته أمامك، عند ذلك، سيكون لك.
و أنت تهتم بالناس عليك أن تفعل ذلك بصدق، لا تجعلهم يفهمون أنك تطبق تقنيات تواصلية معينة لتحصل على خدمة أو ربح، إذا كنت تريد الحصول منهم على شيء ما فإنهم يستحقون على الأقل الإخلاص و الصدق أثناء التعامل معهم.
ضع لك هدف أن لا تظهر كمحاور جيد و مهم و اسمح لشريكك أن يظهر أكثر أهمية، عدل نفسك على تردداته و استمع إليه بانتباه، إطرح أسئلة تبين اهتمامك بموضوعه أو شخصه، يمكنك أن تتواصل معه لساعات حيث أنه من يتحدث بالأساس، عند نهاية حديثكم سيكون شريكك مقتنع إطلاقا أنك شخص رائع و محاور مهم.
تنازل عن نيتك في الحصول على ما تريد، إستبدلها بنية العطاء، فتحصل على ما تنازلت عنه، تنازلت عن عرض قيمتك و سمحت للآخر بالتعبير عنها.
مند اللحظة التي قمت فيها بذلك، أصبح الآخر معجبا بك لأنك سمحت له بتحقيق نيته الداخلية.
إذا رغبت أن تحصل على اهتمام من طرف شخص لا يعتبرك شريكا للتواصل معه، فيمكنك ذلك في حالة واحدة. إذا نسيت نفسك و أمرك و وجهت كل انتباهك نحوه و لأمره. و بصدق تهتم بكل ما يعنيه و تحدثه عن ذلك، عندها فقط سيبدي اهتماما لأمرك.
نيتك الداخلية أنت كذلك تكمن في أن تشعر بالتقدير.
قيمتك أو تقديرك سيتحقق في عيون الآخرين في حالة تنازلك عن نيتك الداخلية و السماح بتحقيق النية الداخلية للآخرين، ميزتك ـ هي أنك تستعمل النية الخارجية ـ خذ لك هذه الميزة و اكتسبها.
كيف تقنع شخصا بأن يفعل شيئا ما ترغبه؟ أحسن طريقة لفعل ذلك تتم بالنية
الخارجية: أن تتجمع الظروف كي يرغب الشخص بنفسه القيام بذلك. من أجل ذلك عليك ربط العمل الذي تريد أن يفعله مع أهداف و توجهات هذا الشخص، إطرح السؤال: " كيف أربط ما أريده مع ما يريده هو؟ "
حاول أن تعرف كيف يمكن أن يرفع من قيمته أثناء قيامه بالعمل، بعد ذلك إطرح له ما تريده على ضوء الإعلاء من قيمته، عندما تشعره بالتقدير فإنه سيرغب بنفسه القيام بالعمل الذي تريده و أثناء ذلك إثن عليه بسخاء.
باستعمالك لهذه المبادىء ستقنع بسهولة الآخرين العمل لمصلحتك.
لا تفكر كيف يمكنك أن تبيع منتوجا، الطموح للبيع هي نية داخلية، النية الخارجية موجهة لوجهة مغايرة تماما ـ إنها معرفة ماذا يريد المشتري، لا يهم حتى معرفة أي منتوج يريد اقتناءه، إذا كان يعاني هشاشة العظام و اهتممت بصدق لأمره و نصحته بطبيب أو دواء فإنه سيشتري المنتوج من عندك ليس لأن منتوجك أحسن بل لأنه و أثناء بيعك الطوب تحدثت معه عن هشاشة العظام.
قال أحد رجال الأعمال المرموقين: " الجميع يريدون أن يقترحوا علي شيئا ما و لم يسألني أحد بتاتا ما أحتاجه"، الناس بطموحهم الحصول على شيء ما من الآخرين يفكرون حصريا في مشاكلهم و كيفية حلها بمساعدة ناس آخرين و هذه نية داخلية صرفة، على العكس بتفكيرك في ما يريد الآخرون فأنت تفعل النية الخارجية.
هناك طريقة رائعة لتجعل شخصا ما يصطف ضدك ـ أفهمه إلى أي درجة أنت أحسن منه.
موضوعات جميلة
ردحذفكلام فى غاية الاهمية
ردحذفمن اشتري الكتاب ده في مصر
ردحذفشكرآ لكم
ردحذفكلام يتقبله العقل بكل سلاسة .لانه صادق
ردحذف