* موجة النجاح ، هي تراكم للمسارات المفضلة لك في فضاء الاحتمالات
* إن تيار الأحداث المرغوبة في حياتك ( تيار الحظ ) سيتفعّل فقط ، إذا ألهمك نجاحك الأول في هذا التيار
* البندولات المدمرة تحاول دائما ، أن تأخذك بعيدا عن موجة النجاح
* عندما تحرر نفسك من البندولات ، ستكون حرا تماما لاختيار ما تريد
* باستقبالك وإرسالك للطاقة السلبية ، أنت تصنع جحيمك الخاص
* باستقبالك وإرسالك للطاقة الإيجابية ، أنت تصنع جنتك الخاصة
* البندول لن يستطيع رميك بعيدا عن موجة النجاح ، إذا أنت فعّلت عادة التذكر
* يتم تفعيل عادة التذكر ، عبر التدريب الممنهج
إن التعبيرات المجازية كــ " طيور السعادة الزرقاء " أو " عجلة الحظ " لها أساس مادي حقيقي ، أنها معروفة تماما ،بتتابع النجاح أو الفشل ، كالأيام السيئة أو الأيام الجيدة ، كيف لنا أن نتجنب الأيام السيئة في حياتنا . أفكارك ترتد نحوك كما الصدى .
قد تكون جملة محيرة ، بعد كل ما قيل ، لو قلنا بأنه لا يوجد بندولات مدمرة ، الحقيقة نعم لا يوجد بناء طاقي ( بندولا ) مدمر بذاته ، البندول ، كما قلنا ، يسعى فقط للحصول على الطاقة من تابعيه ، وكنتيجة لهذه الآلية فإن تأثير البندول المباشر عليك ليس تدميريا بالمعنى الدقيق ، إنما يحاول ما يستطيع أن يبقيك في مسار الحياة الذي أنت عليه الآن ، فتغيير مسار حياتك يعني تغيير تردداتك الشعورية على مستوى الطاقة وبالتالي حرمان البندول من تلك الطاقة ، ولهذا السبب تحديدا تسعى البندولات دائما لإبقائك ضمن مسار الحياة الذي أنت عليه الآن ، فإذا كنت سعيدا بمسار حياتك الذي أنت عليه الآن فليس هناك أي مشكلة ، أما إذا كنت غير سعيد بمسار حياتك الحالي ، فهنا تكون المشكلة ، حيث لن يكون بمقدورك التخلص من مسار حياتك غير السعيد إلا إذا تخلصت من بندولات ذاك المسار ، بمعنى آخر فإن مدى التأثير المدمر للبندول يعتمد على قناعة التابع لهذا البندول بمسار حياته الحالي ، والسؤال هنا : هل يوجد بناء على مستوى الطاقة ( بندول ) لا يحتاج إلى طاقة من تابعيه ؟ الجواب نعم ، هذا البندول وبما أنه لا يحتاج إلى طاقة ، فإنه لن يهتم بانتقال تابعيه من مسار حياة ما إلى مسار آخر ، فلو تغيرت ترددات الأفراد على مستوى الطاقة أو لم تتغير هو لن يهتم بذلك ، أي – بمعنى آخر - لو بقي الفرد ضمن مسار حياته الحالي أو غيّر مسار حياته ، فإن ذلك لن يثير اهتمام هذا النوع من البندولات أبدا ، في الحقيقة إن هذا النوع من البندولات هو ما يحقق لك التغيير في مسار حياتك لو أردت ذلك ، يسمي زيلاند هذه النوع من البندولات " موجة النجاح " ، موجة النجاح – كما يشرح لنا زيلاند – عبارة عن مجموعة من الأخبار الجيدة للفرد ، أو ما يمكن أن نسميه بتعبيراتنا اليومية ( عجلة الحظ ) ، يمكن لي أن أسميها الجسور ما بين مسارات الحياة التي يحقق عبرها الفرد الانتقال من مسار حياة إلى مسار آخر ، أي التي يحقق عبرها الفرد ( الترانسرفنغ ) ، وبما أنها لا تأخذ طاقة من الأفراد ، فإنها لا تدوم طويلا بل تختفي سريعا كما ظهرت ، فإذا تشبثت بها فإنك ستعبر معها نحو مسار حياة جديد ، وإذا لم تتشبث بها فإنها ستذهب دون أن تهتم لأمرك ، هي بمثابة صدى لأحداث في مسارات الحياة المختلفة وصلت إلى مسار حياتك الحالي ، يخبرنا زيلاند أن لكل فرد موجات نجاح خاصة به ، ومن نعتبرهم سعيدي الحظ هم في الحقيقة من أتقنوا التشبث بتلك الموجة أو الموجات ، ومن نعتبرهم تعيسي الحظ هم من لم يتقنوا ذاك التشبث ، سواء كانوا يعلمون بذلك أم لا ، ولكي نتشبث بتلك الموجة ونعبر معها ، لا بد لنا أولا أن نتمسك بما يسميه زيلاند بالجذر الذهبي للموجة ، ونحقق ذلك عبر الاهتمام الشعوري بأول خبر سعيد أو فيه أمل يحدث لنا ، مهما بدا لنا هذا الخبر أنه صغير أو تافه ، اجعل الاهتمام وتذكر الأخبار الجيدة عادتك الدائمة مهما بدت صغيرة ، بدلا من العادة عند معظم الناس في تذكر والاهتمام بالأخبار السيئة ، ومن الجدير ذكره هنا أن تسمية ( موجة النجاح ) هو للتسهيل فقط ، الحقيقة أن موجة النجاح هذه لا تتحرك أبدا ، هي فقط تظهر وتختفي كما ظهرت ، وأنت من يغير مسار حياته ، إذا استثمرت هذه الموجة أو هذا الجسر عند ظهوره ، للعبور إلى مسار الحياة الجديد .
إن عدم الاهتمام وتناسي الأخبار الجيدة ، وبدلا عن ذلك التركيز على الأخبار السيئة هو ، بلا شك ، من تأثير البندول ، فكما قلنا تسعى البندولات دائما لتثبيتك في مسار الحياة الذي أنت فيه ، لذلك فهي تسعى دائما وبكل الوسائل المتاحة لمنعك من ركوب موجة النجاح ، وتلك هي حيلة البندول منذ قدم الزمن أن تشغل ذهنك دائما بالأفكار السيئة ، والتوقعات المحبطة ، فعندما يبدأ مسلسل الأخبار والتوقعات السيئة في ذهنك ، سيدخلك ذلك في دائرة الإحباط والاكتئاب ، وبقاؤك في هذه الدائرة سيمنعك ، بكل تأكيد من التغيير أو التطور ، وهذا تحديدا ما يريده البندول بصرف النظر عن مدى المعاناة التي تمر بها وأنت داخل هذه الدائرة ، لذلك لا يعلم معظم الناس ماذا يريدون تحديدا ، ولكنهم يعلمون بالضبط ما الذي لا يريدونه ، لأنهم ببساطة يفكرون على الدوام بما لايريدون ، لتكسر هذه الدائرة عليك أن تتذكر التفكير بما تريد كلما سنحت لك الفرصة وأن تفعّل تلك العادة ، عندما تستيقظ من النوم ، عند الأكل ، وأنت ذاهب لعملك ، وانت مسترخي ..الخ ، وعليك أيضا ، وفي الوقت نفسه التوقف تماما عن التفكير فيما لا تريد ، ما يجلب كل الإحباط ، ما يجعلك مستاء ، متذمر ...الخ ، إن أفكارنا ومشاعرنا ترتد إلينا أحداثا كما الصدى ،فإذا فكرت وشعرت بما تريد ، تحصل عليه ، وإذا فكرت وشعرت بما لا تريد أيضا تحصل على ما فكرت وشعرت به.
إذا كان مسار حياتك الذي تعيشه الآن سيء للغاية ، ففتش عن أي حدث جيد حتى لو كان ثانويا لتفكر وفيه وتعتني به شعوريا ، فعّل أحلامك وطموحاتك شعوريا ، واجعلها أجمل عاداتك ، كثرة القلق والاهتمام والانشغال بركام الواقع السيء لن يحل المشكلة أبدا ، بل إن ما يفعله فقط هو زيادة كومة الركام السيء في طريقك ، نحن لا نطلب منك أن تكون بليدا ، لا مبالي بابتسامة سخفية على وجهك ، لا أبدا ، بل نحن نطلب منك أن تمارس حياتك اليومية بشكل طبيعي جدا وتعتني بكل مطلبات حياتك كما يجب ، ولكن بدلا من الانشغال الذهني والعاطفي بما هو سيء والقلق الدائم على كل شيء ، حاول دائما أن تشغل ذهنك وعاطفتك ومشاعرك بالأخبار الجيدة والأحلام الجميلة ، هذه هي الطريقة الوحيدة لحل مشاكلك ، هذه هي طريقة الترانسرفنغ ، تأكد أنه كلما مارست الترانسرفنغ كلما انتقلت من مسار حياتك الحالي نحو المسار الذي تريده ، واقتربت من تحقيق مصيرك الذي تريد ، كلما شغلت ذهنك بما تريد تحولت حياتك اليومية إلى ما يشبه الإجازة الممتعة ، ستجد المتعة دائما حاضرة في كل وقت ، ستجد نفسك دائما سعيدا ممتطيا موجة النجاح ، عندما تشغل ذهنك بكل ما هو سيء فأنت ، حرفيا ، تصنع جحيمك الخاص ، عندما تشغل ذهنك بكل ما هو جيد فأنت ، حرفيا ، تصنع جنّتك الخاصة .
يطلعنا زيلاند في البند الأخير من هذا الفصل على طريقة ، ربما تكون معروفة ومتداولة ، ولكنها مبتكرة – من حيث الفهم - تسهل علينا التشبث بموجة النجاح وتطبيق الترانسرفنغ ، وهي كما يلي : إستنادا على الفكرة الجوهرية ، أنت تختار ما تريد ، إذا آمنت وعززت ذلك الإيمان بمشاعر قوية ، بأن شيئا ما أو سلوكا ما سيجلب لك الحظ الجيد أو الصحة أو النجاح ..الخ فإنه سيفعل ذلك ، وبالمقابل لو اقتنعت أنه سيجلب لك الحظ السيء أو المرض أو الفشل ...الخ فهو أيضا سيفعل ذلك ، بمعنى آخر لو اقتنعت أن حجر كريما أو حتى حجرا عاديا تملكه أو خاتما تلبسه أو سيوارا أو عقدا ، أو دعاء محددا في الصباح أو شرب القهوة في المساء ...الخ ، لو اقتنعت أن هذا الشيء أو ذاك السلوك سيعود عليك بالنفع بطريقة ما ، فإنه سيفعل ذلك ، قد يبدو هذا غريبا ، ربما لأن لفظة سحر ذات سمعة رديئة في الأدبيات الدينية والعلمية معا ، ولكن دعوني أوضح ، عندما تفكر بفكرة ما كهذه (مثلا ) أن حجرا كريما تملكه يغمرك بطاقة شافئية من أي مرض ، فإنك من جهة تفعّل هذه الفكرة لتصبح واقعا عبر اختيارك لها من فضاء الاحتمالات ، ومن جهة أخرى هذه الفكر ستشكل بالتأكيد ، كما ذكرنا سابقا ، بندولا ، وكلما ازددت إيمانا بالفكرة ، سيزيد ذلك من تأرجح البندول وبالتالي ستزيد قوته ، وبالتالي سيعمل على تثبيتك ضمن مسار حياتي منسجم مع تلك الفكرة ، بمعنى آخر أنت بهذه الطريقة ، تفعّل فكرتك الخاصة للتجلى من فضاء الاحتمالات ، وأيضا تخلق بندولك الخاص وتستثمره لصالحك ، مدى نجاح هذه الفكرة يعتمد على مدى مهارتك في اختيار الفكرة التي تريدها بحيث تكون قريبة منك ومن ضمن نطاق قناعاتك ، وأيضا على مدى إيمانك وانشغالك الشعوري بتلك الفكرة .
اضافة تعليق