إن أي مجموعة من الناس تفكر باتجاه واحد ، تتجمع أفكارهم ومشاعرهم على مستوى الطاقة ، لتشكل تجمع من الطاقة له تردد معين ، التجمع تزداد قوته كلما ازداد عدد المساهمين في تشكيله ، ولكما زادت قوته ازدادت استقلاليته ، وبدأ يشكل قوانينه الخاصة أي تردده الطاقي الخاص به ، يسميه زيلاند ( طفيليات الطاقة ) أو ( البندول ) ، وسمي كذلك لأنه يبدأ ، منذ تشكله ، بالسعي إلى التغذي وامتصاص طاقة المساهمين في تشكيله ، لذا فهو طفيلي ، وكلما امتص طاقة اكثر ازداد تأرجحه فهو كالبندول ، كلما دفعته طاقة فكرية ضمن مستوى تردده ، والأمثلة على البندولات لا يمكن إحصاؤها أو تكاد ، مثلا : الشركات الخاصة ، المدارس ، جمعيات حقوق الحيوان ، العادات الإجتماعية ، الجماعات السياسية ، التلفاز ، الحملات الدعائية ، مجموعات الأصدقاء ، العائلات ، الإقليمية ، الوطنية ، الطائفية ...الخ ، وفي حال توقف المساهمون عن التفكير بمستوى طاقة البندول ، فإن هذا التجمع الطاقي لن يجد طاقة تناسبه ليتغذى عليها ، فيقل تأرجحه شيئا فشيئا حتى يتوقف ويختفي ، أمثلة على البندولات المنتهية ، اللغات الميتة ، العادات البائدة ، الاختراعات التي توقف الناس عن استعمالها ...الخ ، يسعى البندول إلى سلبك حريتك ، عبر جذب أفكارك التي تناسب تردده وتزيد من أرجحته ، فهو دائما يسعى ليبقيك في مسار حياتك الحالي ، عبر أقنعة شعورية كثيرة ، كالخوف من التغيير ، المقارنة مع الآخر وترجيح الأفضلية لك ، الإحساس بعدم القدرة على التغير ...الخ ، دون أن يهتم أبدا إذا كان ذلك يرضيك أم لا أو حتى لو أدّى تغذيه على طاقتك إلى تدميرك بكل ما تحمل الكلمة من معنى ، ما يهمه فقط هو امتصاص طاقتك ، إنه في كل الأحوال أحد أهم العوائق أمام تحقيق الترانسرفنغ ، فإذا كنت سعيدا ضمن مسار حياتك الحالي ولا تريد أي تغيير ، فلا بأس عليك إذا غذيت تلك البندولات المتوافقة مع مسار حياتك اللتي هي سعيدة باعتقادك ، وأما إذا كنت غير سعيد بحياتك الحالية ، وتسعى جاهدا إلى التغيير ، دون أن تعلم كيف يمكنك التخلص من هذه البندولات ، فإن حياتك ستتحول – بالتأكيد – إلى جحيم حقيقي ، بقي أن نقول أنه لا يمكن اعتبار هذه التجمعات من الطاقة (البندولات ) بأنها كائنات حية ، هي تجمعات تعمل بحسب قوانين الطاقة ، ومن زاوية الترانسرفنغ لا يهم ماهيتها أو التفصيل الدقيق لقوانين عملها أو تفسيراته ، المهم ، حقا ، هو كيف تأثر علينا ، وكيفية التعامل معها
من الصفات الرئيسية للبندولات المدمرة ، هي سعيها الحثيث لتدمير البندولات الأخرى غير المتوافقة مع ترددها ، وهذا طبيعي فهي تسعى عبر هذه المعارك إلى جذب أكبر عدد ممكن من التابعين لتزيد من طاقتها من جهة ، ومن جهة أخرى تسعى لتحطيم ما لا يوافقها من تجمعات الطاقة الأخرى ، أمثلة صارخة على حرب البندولات : الحروب بين الدول ، الصراعات الطائفية ، الصراعات العرقية ، الصراعات السياسية ، صراع الحملات الإعلانية ..الخ ، تستدرج البندولات تابعيها لخوض هذه المعارك ، عبر العزف على وتر الشعور والمقارنة مع الآخر ؛ نحن أفضل منهم ، هم متخلون ونحن متقدمون ، نحن على صواب وهم خطأ ، نحن عادلون وهم مجرمون ، نحن مؤمنون وهم كافرون...الخ ، إن التابع والمشارك في هذه المعارك يعتقد أن دخل هذه المعركة بإرادته الحرة ، وأنه يعمل لمصلحته الخاصة أو لأهداف نبيلة ، والحقيقة أنه يعمل لمصلة البندول فقط ، هو يعطي طاقته للبندول لا أكثر ، ولا يهتم هذا التجمع الطاقي ( البندول ) أبدا لما سيحدث لهذا التابع ، سواء كان سيعاني أو يتعرض للأذى أو حتى للموت ، وفي حال أراد التابع الاستقالة من هذه المعارك لسبب ما ، فإن نجاحه في ذلك أو فشله يعتمد على مدى قوة البندول ، لأن البندول في كل الأحوال سيحاول منعه من ذلك حتى لو أدّى ذلك لإلحاق الضرر به أو حتى موته .
دمى الخيوط ( العرائس المتحركة ):
السؤال المهم ، كيف تجبر البندولات تابعيها على تقديم طاقتها لها ؟ يمكن للبندولات القوية إجبار التابعين على العمل لمصلحتها ، وذلك لاستقلاليتها وقوة قوانينها ، ولكن الحال مختلف عند البندولات الضعيفة ، لو تحدثنا على المستوى الاجتماعي ، مثلا ، فإن إي شخص يريد من الآخر أن يقوم بعمل ما لصالحه دون أن يمتلك القوة لإجباره على ذلك ، فإنه سيحاول اقناعه بمدى جدوة قيامه بهذا العمل ، البندولات تعمد إلى نفس الطريقة في كثير من الأحيان ، وبما أن البندولات هي ، أصلا ، تجمع من المعلومات على مستوى الطاقة ، فإن طرائقها في الإقناع والعزف على وتر الشعور قوية جدا ، أو لا تقبل الجدل في كثير من الأحيان .
كلنا يعلم أنه ليس هناك العقل الواعي فقط ، بل هناك أيضا العقل الباطن ، وهذا ( العقل الباطن ) تحديدا هو الأهم بالنسبة للبندول ، لنأخذ مثالا بسيطا على ذلك ، إذا قامت حكومة ما بزيادة الأسعار ، فإن ذلك سيؤدي بالمواطنون إلى الشعور بالخوف كرد فعل طبيعي ، عدم الأمان ربما ، وسيبدأون أيضا بالامتعاض والاعتراض و الشتم ..الخ ، ما حدث هنا في الحقيقة أن الحكومة والمواطنين في هذه الحالة يفكرون باتجاه واحد مع ترافق هذه الاتجاه بمشاعر قوية ، الحكومة مع ارتفاع الأسعار والمواطنون ضد ، والرابح الوحيد هنا هو بندول ارتفاع الأسعار ، وتلك هي أهم صفات البندولات ، أنها لا تهتم أبدا إذا كنت مع هذا الاتجاه من التفكير أو ضده فأنت في كل الأحوال تزيد من قوته لأن أفكارك المصحوبة بالمشاعر هي بنفس مستوى تردد البندول ، إذا كنت معه فأنت تزيد من تأرجحه باتجاه معين وإذا كنت ضده فانت تأرجحه بالاتجاه الآخر ، والبندول في كل الأحوال يزداد تأرجحه وتزداد قوته وتأثيره عليك ، ويزداد امتصاصه لطاقتك ، وتزداد قدرته على تثبيتك في مسار حياتك الذي أنت عليه الآن وعلى منعك من الانتقال إلى إي مسار حياة آخر، وسواء كان ذلك يحقق لك سعادة أو كوارث فلا أهمية أبدا بالنسبة له .
إن أحد أهم طرق سيطرة النبدولات على الأفراد إن لم تكن الأهم ، هي وسائل الإعلام بكافة أشكالها ، ولك أن تتخيل الكم الهائل من الجذب التفكيري والشعوي الذي يمكن لهذه الوسائل أن تنتجه ، وأيضا أحد الأسلحة الأكثر فتكا للبندولات هوالمُركّبات الشعورية " الشعور بالنذب " مثلا ، إن الشعور بالذنب سيؤدي بالفرد للتخلص من هذا الشعور ، إما أن يتقبل العقوبة أو أن يقبل بأن يتصرف كما يملي عليه الآخرون لشعوره الداخلي بالنقص أمامهم محاولا التكفير عن ذنبه ( بحسب اعتقاده ) ومحو الشعور بالنقص ، وهذا تحديدا ما تريده البندولات ، إن الشعور بالذنب يبقي الفرد في دائرة التكفير عن ذنبه ، ومرة أخرى سيبقى تفكيره المصحوب بالمشاعر في اتجاه واحد ، وسيبقى خادما أمينا لتغذية البندول المتوافق مع مستوى تفكيره ، إضافة إلى الشعور بالذنب هناك أيضا الشعور بالنقص : أنا ضعيف ، أنا بشع ...الخ ، على الطرف الآخر الشعور بالتفوق : أنا أفضل ، أنا أذكى ، أنا أجمل ..الخ ، الشعور بلزوم التضحية مثلا ، الشعور بضرورة إثبات وجهة النظر ...الخ ، وكل ذلك كما ذكرنا هو لمصلة البندولات لا غير ، هذا كله يؤدي في نهاية المطاف أن يصبح الأفراد ، تماما ، كدمى خشبية لا تتحرك إلا كما تريد خيوط النبدولات ، متوهمين أنهم يفعلون ما يفعلون بحرية تامة ، ويشتكون أنهم يفعلون كل مايستطيعون للخروج من مآزقهم وتغيير مسار حياتهم دون جدوى ، حتى لو كانوا عارفين بعدم جدوى سلوكاتهم المذكورة أعلاه ، فإنهم مقتنعون بأنها عادات يصعب جدا تغيريها ، فيداومون على تلك السلوكات ويداومون أيضا على التذمر منها ، إذن في كل الأحوال إذا قبلت أن تدخل معركة مع البندول المدمر ، سواء كنت معه أو ضده فأنت دائما الخاسر فلا يمكن لفرد أن يهزم بندولا أبدا ، النبدول فقط هو ما يمكنه هزيمة بندول آخر .
أنت دائما تحصل على ما لا تريد :
كما ذكر سابقا ، فإن البندول يستطيع الحصول على طاقة مؤيديه ومعارضيه ، ولكن ذلك هو نصف المشكلة فقط ، فالبندولات القوية تستطيع تدمير رفاهية تابعيها ، ومصيرهم المستقبلي تدميرا كاملا .
في كثير من الأحيان تصادف الفرد أحداث أو أخبار مزعجة ، هذه الأخبار أو الأحداث ليست سوى تحرشات من البندولات ، فإذا كانت هذه الأخبار أو الأحداث لا تهمه كثيرا فإنه لن يأخذها بعين الاعتبار وسيكون في حينها كل شيء على ما يرام ، أما إذا لاقت هذه الحوادث أو الأخبار أهتماما من الفرد عبر التفكير بذاك الاتجاه مع مشاعر مرافقة كالخوف أو الغضب ، فعندها ستكون الضحية قد وقعت في المصيدة ، وسيكون بمقدور البندول وقتها ، تثبيت خيوط تحريك الدمى الخشيبة على ضحيته ، كما ذكر سابقا ، ولكن القصة لا تنتهى هنا فقط ، فطاقة الفرد الشعورية ، لا يتم حصدها جميعا بواسطة البندول ، بل سيذهب جزء منها إلى فضاء الاحتمالات ، بتاكيد تتذكره ، وفضاء الاحتمالات ، أيضا ، معني فقط بمستوى الترداد القادمة من الفرد لتفعيل الاحتمالات الكامنة إلى أحداث مادية على أرض الواقع ، ولا علاقة لفضاء الاحتمالات ، كما النبدولات ، بسلبية أو إيجابية الطاقة القادمة من الفرد ، أو بمعنى آخر في مستوى الطاقة لا يوجد ما هو سلبي أو إيجابي ، كمثال توضيحي بسيط ، إذا أتاحت وسائل الإعلام لفرد معين ، أن يتسمع أو يشاهد خبرا عن كارثة حقيقية في منطقة ما من العالم ، وتأثر بهذا الخبر كثيرا ، كالحزن الشديد على الضحايا ، أو كالغضب الشديد على أشخاص معينين تسببوا بتلك الكارثة ، أو ربما الخوف من أن تطاله كارثة مماثلة ، ففي هذه الحالة سيكون هذا الفرد ، دون أن يعلم ، قد سمح لبندول الكارثة أن يتغذى على طاقته وأن يبقيه ضمن مسار الكارثة شعوريا ، وليس هذا فقط ، بل هو قد سمح لفضاء الاحتمالات ، بتفعيل احتمالات - متوافقة مع ترددات أفكاره ومشاعره - على أرض الواقع ، لتتجلى في مسار حياته أحداثا تتوافق مع الأحداث الكارثية التي تشغل تفكيره ومشاعره ، لا يهم إن كان هذا الفرد يريد ذلك أم لا ، المهم فقط أنها تشغل جزء مهما من تفكيره ومشاعره ، وليس بالضرورة أبدا أن تكون تلك الأحداث الكارثية التي ستتجلى في حياته مطابقة لتلك الكارثة التي أثارت اهتمامه ، لا أبدا ، وإنما هي أحداث متوافقة مع الكارثة بالتردد الطاقي ، بمعنى آخر ، هذا الفرد وعبر اهتمامه وتأثره البالغ بتلك الكارثة ، فإنه سيخلق ، قطعا وحرفيا ، كارثته الخاصة به ، لتتجلى في مسار حياته ، ولن يستطيع الابتعاد عن كارثته الخاصة ، مهما اجتهد أو تذاكى ، إلا إذا عرف الطرق الصحيحة والمناسبة للتخلص من تأثير البندولات ، عليك إذن أن تكون حذرا من استفزازات البندولات وتحرشاتها ، عليك أن تتجاهلها ولا تهتم بها ، عليك أن تراقب ، فقط ، دون أن تتدخل شعوريا
يخبرنا فاديم زيلاند عن طريقتين للتفادي البندولات أو التخلص من تأثيرها ، الأولى : السماح لتأثير البندول بالسقوط بعيدا عنك ( تجاهل البندول ) و / أو الثانية : إخماد البندولا .